الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاوضاع الأمنية لا تسمح بالكذب والشريط العاجل حل محل النكتة.. لماذا توقف الناس عن المزاح في يوم كذبة نيسان؟

نشر بتاريخ: 01/04/2007 ( آخر تحديث: 01/04/2007 الساعة: 17:54 )
بيت لحم - تقرير معا- كان الناس يتفاكهون بكذبة نيسان في مطلع كل شهر نيسان / ابريل من العام, فيتفننون في اختراع الكذبة البيضاء للمفاجأة كثير من الاحيان وللضحك و"المقالب" في احيان اخرى.

اما في السنوات الاخيرة, وبالذات منذ العام 2000 حين اندلعت انتفاضة الاقصى, فقد اصبح للخبر الصادق اهمية وصار الناس يتابعون بشغف ادق تفاصيل الانباء وبالذات الامنية منها: اجتياح, اعتقالات, سقوط شهداء, محاصرة.

وعلى سبيل المثال لا للحصر, ففي هذا اليوم (الاول من نيسان 2007), فرض الاحتلال حصاراً عسكرياً على الاراضي الفلسطينية.

ولمراقبة اندثار يوم الكذبة البيضاء في فلسطين وعدم انشغال الناس بها, وخروجها من الذاكرة ومن العاب الاطفال, حاولنا سؤال العاملين والصحافيين في وكالة "معا" عن ذلك:

علاء غنيم: ان هذه المقدمة وما تناولتها عن موضوع كذبة نيسان هي واقعية تماما حيث اننا اصبحنا نعاني منها, خصوصا ما يتعلق بنا من هموم يومية والاحداث المتتالية في بلادنا و اصبح من الواجب علينا ان ننقل الخبر بدقة وبصورة حقيقية.

ميساء رزق: لا وجود لكذبة نيسان, ولا اعتقد أن احداً يتذكر هذا اليوم بسبب الهموم والضغوطات التي نواجهها, فهذه الايام لم تترك لنا وقتاً للضحك او الراحة.

بسام ابو عيد: اعتقد ان الحياة غير مجدية من دون جديد يدهش, وان اليوم الذي لا نضحك فيه فهو يوم ضائع, فانا من انصار اصحاب المزاجات العالية في اي وقت وليس في نيسان بالذات, واذا ذهبت الضحكة فهذا شيء خطير لاننا نكون قد فقدنا الاشياء الجميلة التي تحيط بنا حتى لوكانت ضمن المخيلة.

فيروز شرقاوي: اعتقد ان الاوضاع الأمنية, السياسية الاقتصادية للشعب الفلسطيني لم تعد تسمح لنا بالمزاح حولها عدا عن ذلك, اخبار ايامنا صاعقة كفاية ولا مكان للمزاح.

زهير الشاعر: كذبة نيسان في عالمنا نحن الفلسطينيين وواقعنا اعتبرت نكته او مقلب في محاولة للخروج من قسوة محيطنا وعيشنا لنهرب من الواقع الى اشياء خيالية من محض الافكار فنعتبرها ضرباً من اللعب وخروجاً عن المألوف .. ولكن لساعات .

عبد الحكيم صلاح: سمعنا في الماضي الكثير من الأضرار التي تسببت بها " الكذبة البيضاء" لأن الناس بالغوا فيها في كثير من الأحيان, وسأكون مسروراً جداً اذا اندثرت هذه العادة, من ناحية اخرى الشعب الفلسطيني له خصوصية متميزة عن باقي الشعوب, وهي انشغاله بالسياسة نتيجة ظروف الاحتلال, ببساطة هذا الشعب لم يعد يجد شيئا صادقاً في حياته اليومية وهو بالتالي في غنى عن كذبة اضافية مفتعلة.

كريم عساكرة: كذبة نيسان "بدعة" درج الناس على اتباعها في الاول من نيسان, ورغم كل ما يدعو الى بغض الكذب والبعد عنه الا ان هذه "البدعة" تخالف هذه التعاليم السامية, اما في واقعنا كفلسطينيين فان هذه العادة (كذبة نيسان) غدت غائبة بسبب انشغال الناس بهمومهم وسعيهم للحصول على لقمة عيشهم, واذا كنا بحاجة الى ما يضحكنا ويروح عن نفوسنا فلنبحث عن النكتة والدعابة الطريفة الصادقة بدلاً من الكذبة " البيضاء" التي قد لا تُحمد عقباها.

ناصر اللحام: كلما انتشرت النكتة في مجتمع, كلما انخفضت حاجتنا الى الصيدليات والعقاقير, وفقط الروح الجميلة هي التي تستطيع التقدم بنكات جميلة, وللأسف يزداد عدد الصيدليات وتختفي النكات الجميلة في فلسطين.

مراد صبيح: بالأمس كنت إستذكرت أن 1/ نيسان يوم الكذبة البيضاء, ولكن الجو العام لا يسمح بالمزاح, فالاوضاع السياسية وعدم وجود تغيير ايجابي جعل حياتنا كلها كذب ولا داعي لنكذب اكثر مما هو في الواقع.

كوثر صلاح: "الكذبة البيضاء" كانت بالنسبة لنا "مزحة" تهدف الى اثارة الدعابة والمرح, وكان الناس يحاولون من خلالها تتناسى احزانهم ولو في أقل اللحظات, ولكن اليوم الناس لا يتفهمون معنى هذه المناسبة ولا يعيرونها اي اهتمام.

رشيد شاهين: كان هنالك نيسان عندما كان الناس يعيشون هموماً اقل ومسؤوليات اخف, اما في عصر العولمة هذا فأعتقد ان الجميع مشغول بما قد يكون اهم ولا شك هو اهم من البحث عن كذبة نيسان "والله يعين الناس على همومها".

احمد عودة من غزة ارتأى ان يدمج بين مرارة الواقع ودعابة "نيسان" فقال: مطار غزة الدولي يعود للعمل و لايوجد مسافرين على معبر رفح ويواصل الفلسطينيون استمتاعهم بالتنقل بين المحافظات الفلسطينية ,شوارع غزة خالية من السلاح.

فؤاد اللحام : كذبة نيسان مزحه خفيفة الظل وتضفي نوعا من الفرح لكن المشكلة التي نواجهها عدم قدرتنا على تميز الفصول بين ربيعها وخريفها لانعدام المساحات المزروعه وحصرنا في الاكياس الحجرية المسماة بالمدن الامر الذي يمنع تذكرنا للاول من نيسان الا من خلال نظرة سريعه على لوحة التقويم المعلقة على الجدار وهذا ما ننسى القيام به غالب الاحيان.

علمت وسائل الاعلام العربية و الاجنبية أن الاراضي الفلسطينية ستنعم بالامن والامان و الرخاء وأن أجهزة الامن الفلسطينية باتت قادرة على ضبط الامن والامان وأن شوارع غزة باتت خالية من المسلحين و الملثمين وقطاع الطرق.