الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة- مصانع الخياطة في طريقها لاستعادة العافية والصيني العدو الابرز

نشر بتاريخ: 19/04/2013 ( آخر تحديث: 21/04/2013 الساعة: 20:26 )
غزة- معا - "استأجرنا ماكينات خياطة ووضعناها على سطح المنزل لنتخذ منه مكاناً لمصنعنا , وسنُنتج بالأقمشة التي كنا نمتلكها من قبل, وسنبدأ من جديد" , هذا ما توصل إليه مصنع حجازي المتوقف عن العمل منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة .

مصنع حجازي للخياطة كان قد تعرض في الحرب لأضرار جسيمة نتيجة قصف طائرات الاحتلال لاحد المنازل قبل عدة اشهر وقد قدرت خسائر المصنع بحوالي 100 ألف دولار من ضمنها ثلاث محلات فقدت معالمها , و 35ماكينة خياطة لا تستطيع معرفتها من أصلها الحديدي, إضافة للأقمشة والكلف .

ماهر وشقيقه إياد حجازي تحدثا لنا عن لحظة القصف وقالا "في الثامن عشر من نوفمبر تحديداً الساعة 1:45 سقط صاروخ تحذيري على أحد المنازل و لم نعرف أي منزل بالتحديد , فسارع أهل الحي للخروج من المنازل مهرولين ", مضيفا " وكغيرنا من العائلات فإن العمارة كانت تحوي ما يقارب 90 شخصا تاركين كل شئ خلفنا لننقذ أطفالنا ونساءنا ونبتعد عن مكان القصف الذي لم نعلم حتى الآن بكم صاروخ قد ضُرب وذلك لهول الأضرار التي لحقت بالحي ومن ضمنها مصنعنا الذي يشغل الطابق الأول من العمارة " .|213882|

وتابعا :" توقفت مصانع خياطة قطاع غزة بشكل عام عن العمل منذ فرض الحصار على غزة في العام 2006 , حيث أن معظم إنتاج المصانع كان للتصدير لإسرائيل و مع ما جرى من أحداث اضطرت المصانع للإغلاق حاملة معها خسائر بقيت آثارها إلى الآن , إلا أن هنالك بعضا من المصانع اتجهت للتسويق المحلي و منهم مصنع حجازي الذي يعتبر إنتاجه للسوق المحلي يعادل 50% من نسبة الإنتاج قبل عام 2006 , واستمر الحال على ما هو عليه حتى مطلع العام 2009 , لكن الأمور لم تبق على ما هو عليه لأن البضائع المستوردة غزت الأسواق ولم يعد للمنتج المحلي أي قيمة ومن هنا عاد المصنع للخلف ".

ويقول حجازي " بعد أن استقر وضعنا في السوق تفاجئنا بالبضائع الصينية التي تكسو الأسواق, ولم نعد نعرف ما هو الحل, فتوجهنا لوزارة الاقتصاد باسم جمعية الخياطين مطالبين بضبط لعملية إدخال البضائع المستوردة إلى القطاع لأن مصانع الخياطة تأثرت بشكل بالغ الخطورة ونظراً لأن المصانع لها أهمية كبيرة , حيث أن أصغر مصنع يعيل حوالي 30 أسرة , وبناءً عليه ازدادت البطالة ولم يعد للناس سبيل للعمل في أي شئ بسبب للحصار المفروض و الغزو الصيني للأسواق " .|213881|

يذكر أن عدد مصانع الخياطة والنسيج المسجلة ضمن اتحاد الصناعات الفلسطينية في قطاع غزة والتي لازالت تعمل بعد عام 2006 حسب آخر احصائية للاتحاد هي 106 مصنع,27 منها في الشمال , و 70 في غزة , و6مصانع في الوسطى ومصنعان في الجنوب , وتبلغ الطاقة الانتاجية لها ما نسبته 20% .

ويعاود حجازي الحديث عن ما جرى بعد الحرب " جاءت كل من حكومة رام الله وغزة للمصنع وأحصت الخسائر والأضرار ووعدونا بالتعويض, ولكننا لم نر شيئا حتى اللحظة, ومع ذلك لم نيأس فتوجهنا للعديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية الداعمة فقامت جمعية الرحمة بتقديم 5 الاف دولار كمساعدة للآسرة و منها تم ترميم المحلات الثلاثة المتضررة .|213880|

أما المصنع فيضيف "فان وكالة الغوث تقوم بمشروع لتشغيل الأيدي العاملة عن طريق بطالة مدتها 6 أشهر, قمنا بالتسجيل فيه وبعدة فترة أجريت زيارة للمصنع ومعينته ومعرفة مدى جاهزيته للعمل ومن ثم يتم فرز عدد من العمال في المصانع وتتكفل الاونروا بتوفير رواتبهم على أن يقوم المصنع بإكمال الطريق و تجهيز المكان وتوفير المواد الخام".

ويؤكد حجازي بأنه من هذه النقطة الجديدة سيبدأون من جديد وهم بانتظار اتصال من الوكالة لتفريغ العاملين .

من جهة أخرى أوضح محمد مقداد الخبير الاقتصادي أن مشكلة استيراد المنتجات الصينية تم نقاشها أكثر من مرة لتشكيلها عبئاً على كاهل المنتج الفلسطيني وتأثيرها سلباً على على الخياطين .

وطالب مقداد المسؤولين بالالتفات للمصانع و تقديم العون لها لأن ذلك يصب في مصلحة المجتمع ويعمل على تنمية الاقتصاد الوطني المحلي, كما شدد على ضرورة ضبط وتقنين البضائع المستورة وخاصة الصينية منها على اعتباره الحل الجوهري للمشكلة لأن المنتج المحلي يفوقه في الجودة .
|213879|