الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عسّاف لـ معا: العرب أدركوا أن فلسطين ليست موال حزن

نشر بتاريخ: 22/04/2013 ( آخر تحديث: 22/04/2013 الساعة: 19:53 )
بيت لحم- خاص معا - "أحمل رسالة فلسطين للعالم، وإن خيّروني بين اللقب وحرية العيساوي لاخترت حرية البطل الفلسطيني الذي لا أرضى أن أقارن نفسي بصموده"، بهذه الكلمات عبّر "الصاروخ" الفلسطيني الفنان محمد عسّاف الذي يمثل فلسطين في برنامج "آرب آيدول"، عن مشاعره وهو يتحدث لوكالة معا من بيروت.

وقبل أن يكمل منافسته في البرنامج الذي يحظى بشهرة ومتابعة كبيرة في الوطن العربي، كشف عسّاف لـ معا أنه وقّع عقدا مع شركة "بلاتينيوم ريكوردز" للإنتاج الفني والتابعة لمجموعة قنوات "mbc" لمدة عشرة سنوات لانتاج ألبومات غنائية خاصة به.

وقال محمد عسّاف الذي وصَف نفسه بـ "سفير الفن الفلسطيني" إنه يحمل رسالة وطنه إلى العرب والعالم أجمع، ويسعى لنقل صورة أكثر إشراقا عن الشعب الذي استطاع في ظل الظلم والاحتلال ان يصنع لنفسه بارقة أمل وأن يحوّل الاحزان إلى فرح يستمد منه البقاء.

وأضاف أن الجمهور العربي بدا سعيد جدا بالاستماع إلى ألوان عديدة من الغناء الفلسطيني غير اللون الوطني الذي اعتاد على سماعه دوما، وهذا لا ينتقص من قيمة الفن الوطني الذي ما زال يتمسك به وهو الفن الذي برز من بين ثناياه عبر العديد من الاغاني التي كان من أشهرها اغنية "علّي الكوفية"، التي يعتبرها نقطة التحول الهامة في مسيرته الفنية التي بدأها منذ نعومة اظفاره.

ويُشيد الفنان محمد بالدعم والتأييد الكبيرين اللذين يحظى بهما من معجبيه في الوطن العربي ولبنان، وقال: "أشعر أن غالبية الناس معي ويدعمونني والكل يحادثني ويتواصل معي".

ولا يخفي تأثّره بقضية الأسرى وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام لليوم 277، رافضا مقارنة نفسه بالأسير الذي صمد في وجه الجوع والعطش وما زال يقاوم سجانيه"، معتبرا أن نضال العيساوي نموذجا يفوق المحاكاة، رغم أن الفن فيه رسالة مقاومة يمكن ان توصل صوت الشعب الرازح تحت الاحتلال إلى العالم اجمع.

وردا على من يحاولون استغلال قضية العيساوي للتأثير على الدعم والتأييد للفنان محمد عسّاف، رأى أن النقد والانتقاد ظاهرة صحية يقبل بها ولا تثير لديه أي استياء كون الفنان يجب أن يتقبل كل الآراء.

وجدد موقفه من قضية الأسير العيساوي، وقال: "لا استطيع أن أفرق بين فني وتوجهي الوطني، ولو خُيّرت بين اللقب وحرية الاسير سامر العيساوي فسأختار حرية سامر دون تردد".

ووجه محمد عسّاف شكره للشعب الفلسطيني وكل من سانده من العرب، قائلا: "أشكر كل من وقف معي واتمنى من الله أن احمل رسالة وطني وشعبي بامانة واقتدار إلى كل مكان اصل اليه بجسدي أو بصوتي"، مهديا انجازه إلى الشعب الفلسطيني وأسراه الصامدين في سجون الاحتلال.

كما اشاد عسّاف بموقفة شبكة معا الإعلامية التي ساندته ووقفت إلى جانبه في تغطية اخباره ونجاحاته، مؤكدا أن تواصله مع اخبار الوطن في بيروت يتم من خلال نافذة معا التي يتابعها باستمرار.

والده: عساف وحد شعبه رغم الانقسام

يقول والد محمد إن موهبة محمد اكتشفت بعمر 5 سنوات وسط تشجيعنا ودعمنا له، أصبح يغني على الإذاعة المدرسية، وفي الصف السادس لحن له الفنان جمال النجار أغنية "شيدي حيلك يا بلد"، وغنى محمد العديد من الأغاني منها للمسلسل الفلسطيني "لعبة الأيام"، وفي العام 2005 غنى "علّيْ الكوفية" وشارك في اوبريت طلائع فلسطين عام 2004، وفاز بجائزة مارسيل خليفة التي يمنحها معهد ادوارد سعيد في العام 2008، إضافة لغنائه العديد من الأغاني الوطنية.

ويضيف والد الفنان عساف لـ معا أنه سعيد بظهور ابنه على شاشة "ام بي سي" وإبداعه في انتقاء ما يغني وخاصة الأغنية الوطنية التي استطاع من خلالها أن يوحد شعبه رغم الانقسام فالكل صوت له لأنه يمثل طموح وصوت شعبه وأهله.

وطالب والد عساف المؤسسات والجهات الرسمية والشعبية بدعم نجله عساف، متمنياً من إخوته أبناء الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج، أن يقفوا إلى جانبه بالتصويت له حتى يصل إلى المراحل النهائية، ليرفع صوت فلسطين في سماء العالم الفني العربي.

وحول ما تردد من خلط البعض بين قضية الأسرى المضربين في سجون الاحتلال وغناء ومشاركة ابنه محمد، فأوضح والد عساف أن قضية الأسرى قضية وطنية لكل الشعب الفلسطيني، فهل مشاركة فنية فلسطينية تضر بالأسرى؟ وهل محمد هو من اعتقل الأسرى أو منع حريتهم بغنائه؟ اعتقد أن محمد يحمل رسالة وطنية وفوزه سيكون لفلسطين، ومحمد من رماة الحجارة فهو ابن مخيم، عاني كثيراً وأصيب بطلقات مطاطية أكثر من مرة، وأيضا محمد غنى للأسرى ولفلسطين، فهو يقاوم على طريقته وأسلوبه لإعلاء صوت فلسطين.

دعم شعبي منقطع النظير وصمت رسمي

المدير التنفيذي لمجموعة أصايل للإنتاج الفني والإعلامي في غزة الفنان وائل اليازجي صديق محمد عساف، أشار إلى أن أصدقاءه والعديد من الفنانين آمنوا بموهبته الفنية وإمكانياته، ووقفوا إلى جانبه ودعموه وشجعوه للوصول إلى طموحه، فسافر إلى القاهرة وخضع لاختبار لجنة التحكيم في برنامج "ارب آيدول" فنجح بالحصول على بطاقة العبور ليطير إلى بيروت ويحلق بأغنية "يا طير يا طاير".

ويقود اليازجي حملة إعلامية لدعم ومساندة الفنان عساف في قطاع غزة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" و"تويتر"، فأوضح أنهم قاموا بتوزيع نحو 10 آلاف "بوستر" و5 آلاف قميص، إضافة إلى تشجيع المواطنين والمؤسسات على التصويت لعساف.

وأستنكر اليازجي "الموقف المحايد من الجانب السياسي والرسمي في غزة على مستوى الحكومة ووزارة الثقافة من مشاركة عساف وتألقه في البرنامج الغنائي"، مبيناً أن أية جهة لم تقم بدورها بدعم عساف، خلافاً للموقف الشعبي والجماهيري في غزة، الداعم وبقوة لعساف من خلال التصويت له.

وأكد اليازجي أن عساف سيغني أغنية فلسطينية وطنية وسيبرق رسالة فلسطينية من على مسرح "آرب آيدول" في وقت محدد.

العيساوي: عسّاف لا يُغيّب قضية سامر

وعبر صفحتها على موقع " الفيس بوك" الخاصة في حملة التضامن مع الأسير البطل سامر العيساوي، كتبت المحامية شيرين العيساوي شقيقة الأسير موقفها وموقف العائلة من ما يتم الحديث عنه حول المقارنة بين دعم الفنان الفلسطيني محمد عساف والأسير "البطل" سامر العيساوي.

فتقول شيرين "برأيي والعائلة توافقني الرأي وبالأخص والدتي لا اعتقد أن محمد عساف هو من يغيب التضامن مع سامر، بل هو قرار شخصي نابع من كل إنسان لا ينتصر لسامر، واعتقد أيضا أن محمد عساف متضامن مع سامر عيساوي فهذا هو الأمر المنطقي من كل فلسطيني حر وشريف، وكل الاحترام لكل إنسان ينتصر لسامر عيساوي ويتضامن معه سواء كان من مؤيدي محمد عساف أم لا".

هوية نجم
محمد عسّاف من مواليد ليبيا عام 1989 عاد إلى قطاع غزة عام 1994 وترعرع في مخيم خان يونس ويدرس الإعلام في جامعة فلسطين بغزة.

بدأ مشواره الفني في عمر الـ5 سنوات وكان أول صعود له على المسرح بأغنية "هذا هو القائد" عن الشهيد أبو عمار.