الإثنين: 30/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمين عام حزب الشعب الفلسطيني: الإنسحاب إنجاز هام و على الجميع اليقظة من الاخطار المبيتة

نشر بتاريخ: 15/08/2005 ( آخر تحديث: 15/08/2005 الساعة: 13:26 )
نابلس - معا - أكد بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني ان الانسحاب من غزة يعتبر انجازا هاما، جاء ثمرة لمسيرة من النضال الشامل والمتواصل لجماهير الشعب الفلسطيني، منذ أول شهيد وجريح ومعتقل، وبالمشاركة الشعبية الواسعة، التي جعلت من استمرار النضال والإنتفاضة والمقاومة، واقعاً ممكناً، ويفتح الأفق على استمرار مسيرة التحرر وإنهاء الاحتلال بصورة شاملة عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وإزالة جدار الفصل العنصري، وإخلاء المستوطنات وكتلها المنتشرة في طول الضفة الغربية وعرضها، والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للقرار 194، بما نص عليه من حق في العودة.

وقال الصالحي بمناسبة بدء الانسحاب من غزة ان شعبنا يعيش اليوم، لحظة مميزة، حيث يخلي الإحتلال الإسرائيلي المستمر منذ اكثر من ثمانية وثلاثين عاماً، للضفة الغربية وقطاع غزة، مستوطناته من القطاع الباسل، وبعض مستوطنات منطقة جنين، الذي طالما تبجح بإستحالة إخلائها، كما يخرج من أراضي القطاع البطل، الذي أعمل فيه قتلاً وتدميراً وخراباً، من خلال عشرات آلاف حالات الاعتقال، والتدمير، وقطع الأشجار وهدم البيوت، والإغتيالات التي طالت مئات الأبطال، وعسف الحواجز العسكرية والاغلاقات، ونظام منع التجول، والسيطرة على شاطىء البحر والصيد فيه، وغير ذلك من آلاف الممارسات اليومية التي زخر بها واقع الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية.

وشدد الصالحي على أن ضمان انفتاح هذه الأفق، التي تدعمها قرارات الشرعية الدولية، والتأكيدات الحاسمة التي تضمنها قرار محكمة العدل العليا في لاهاي، وبيانات الاتحاد الاوروبي التي نصت على عدم الاعتراف بشرعية التغييرات التي يجريها الاحتلال على الاراضي المحتلة عام 1967 وبضمنها مدينة القدس، يتوقف كثيراً على النجاح في التعامل مع استحقاقات ما يولده اندحار التواجد العسكري والاستيطاني الاسرائيلي في قطاع غزة، وفي مقدمة ذلك التصدي لجوهر خطة شارون للإنسحاب من غزة، والقائمة على تجزئة وحدة الأراضي الفلسطينية، وعزل قطاع غزة، وتحويله الى سجن كبير، ولزيادة التناقضات الداخلية في صفوف الشعب الفلسطيني، وبين أطرافه السياسية، وذريعة لإستمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وإكمال وتكريس جدار الفصل العنصري، وتهويد القدس وإجهاض الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

ودعا الصالحي الى التصدي لجوهر هذه الخطة، بعدم المبالغة في تقدير الوضع الجديد الناشيء لقطاع غزة، بما في ذلك، المبالغة في الاحتفالات، والعمل على ربطها باستمرار النضال ضد الاحتلال وتوحيدها تحت العلم الفلسطيني الواحد حتى لا تصبح مصدراً للتنافس والاحتكاك الذي لا تحمد عقباه في الوقت الذي يطال التهديد بصورة مباشرة، مدينة القدس، ويبتلع الجدار والاستيطان، يومياً، اراضٍ جديدة، من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، محذرا في الوقت ذاته من المخاطر الكامنة لاستمرار اغلاق القطاع وعزله، بحراً، وجواً، وبراً، وعدم التقدم الملموس في المفاوضات بهذا الشأن، او في الشأن الاقتصادي. مشيرا الى ضرورة تكثيف الجهد الدبلوماسي الفلسطيني عربياً ودولياً من أجل الضغط على اسرائيل لجعل هذا الخروج من القطاع مقدمة للإنهاء الشامل للإحتلال، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن تحقيق السلام الدائم في المنطقة.

وفي هذا السياق دعا أمين عام حزب الشعب الى عقد قمة عربية عاجلة تتبنى اعلاناً بأن حدود الدولة المستقلة ذات السيادة هي كامل الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ومطالبة دول العالم بالإعتراف الرسمي بهذه الحدود، وبتأكيد عدم شرعية التغييرات التي تقيمها دولة الاحتلال عليها، بما يقطع الطريق على هدف اقامة "دولة ذات حدود مؤقتة" بالتجاوب مع خطة شارون للحل الانتقالي طويل الأمد، وكذلك بما يعيد توحيد الهدف الفلسطيني المباشر في انهاء الاحتلال، واقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس والحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194، كما تدعو الى عقد مؤتمر دولي لمتابعة الخطوات السياسية اللاحقة والبدء بمفاوضات الحل النهائي فوراً.

وعلى صعيد الوضع الداخلي الفسطيني اشار الصالحي الى ان الاحتلال وأطراف التآمر على شعبنا من خلفه، تراهن على انفجار الصراع الداخلي، نتيجة استمرار الاستقطاب وخلق حالة ازدواجية سلطة، بما في ذلك بين الضفة والقطاع، الامر الذي يتطلب معالجة تتخطى حدود هذا الاحتقان عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، حتى تاريخ الانتخابات المقررة في كانون ثاني 2006، وبما يسمح بأوسع مشاركة للجميع في ادارة شؤون السلطة الوطنية الواحدة في جناحي الوطن، وبقطع الطريق على مراهنات الصراع الداخلي.

وجدد الصالحي تأكيده على ان اندحار التواجد العسكري والاستيطاني من قطاع غزة، يفتح الطريق نحو اكمال برنامج التحرر والاستقلال الوطني، اذا ما تم التعامل معه بمسؤولية واقتدار وكفاءة، وبغير ذلك فإنه يمكن ان يقود الى هاوية خطيرة لمجمل المشروع الوطني والديمقراطي للشعب الفلسطيني.