المالح والمضارب البدوية منطقة يستهدفها الاحتلال بهدم المنازل لاخلائها

جنين - تقرير معا - تجلس المواطنة أم ايمن على ركام منزلها الذي هدمته جرافة الاحتلال، يوم الثلاثاء، في قرية عين الحلوة في منطقة المالح والمضارب البدوية في الاغوار الشمالية، ويحيطها ابناؤها العشرة يتساءلون وهم ينظرون الى دمعة امهم الى اين نذهب؟.

وتقول ام ايمن بحرقة وقهر لمراسل معا في جنين"منذ العام الماضي والاحتلال يلاحقنا فكلما نستقر في مكان ونبني خيمتنا تأتينا دورية التنظيم الاسرائيلية وتسلمنا اخطاراً بضرورة الاخلاء، وعندما ننتقل الى مكان اخر تأتينا الدورية العسكرية وتسلمنا اخطارا اخر، فمنذ شهر نيسان العام الماضي ولغاية الان سلمني الاحتلال اربع اخطارات اخلاء، حتى جاءت جرافة الاحتلال برفقة قوة عسكرية كبيرة وهدمت منزلنا لنفترش الارض ونلتحف السماء".

وتضيف "لم يتوقف الامر عند طردنا بل صادر الاحتلال قبل شهرين 200 رأس من الاغنام واجبرونا على دفع مبلغ 20 الف شيكل للإفراج عنها، وقبل ذلك اعتقلوا زوجي وابني البكر ولم يتم الافراج عنهما إلا بعد دفع كفالة مالية بقيمة 2000 شيكل".
|214724|
وتساءلت ام ايمن "الى متى سيبقى هذا الحال؟ يطاردنا الاحتلال اينما تواجدنا يلاحقنا على لقمة عيشنا واليوم سنبيت ليلتنا بالعراء".

لم تكن ام ايمن وحدها التي هدم الاحتلال منزلها، فهناك 15 عائلة في منطقة المالح والمضارب البدوية هدم الاحتلال منازلهم، ففي منطقة حمامات المالح يقف الحاج علي سلامة حائرا ينظر تارة الى ركام منزله المهدوم وتارة اخرى الى 30 فردا من عائلته يستظلون بحجر كبير هرباً من اشعة الشمس.

وقال علي لمراسل معا "هذه المرة الرابعة التي يهدم الاحتلال منزلي في غضون الشهرين الماضيين، تم خلال ذلك مصادرة اغنامي ولم افرج عنهم إلا بدفع كفالة بقيمة 15 الف شيكل".

ويضيف "لو هدموا منزلي مليون مرة لن ارحل من هنا فأنا اتواجد في منطقة المالح منذ 40 عاما ولن ابرح مكاني حتى لو قتلوني، لكن على العالم ان يعي ذلك بتقديم الدعم الدائم للمواطنين في الاغوار فهم يقاتلون ويصبرون ليبثتوا انفسهم على ارضهم".

|214723|
من جانبه قال عارف ضراغمه رئيس مجلس وادي المالح والمضارب البدوية إن جرافة الاحتلال يرافقها عشرات الدوريات العسكرية المدججة بالسلاح والجنود بكامل عدتهم العسكرية هدموا 15 منشأة سكنية وزراعية منذ صباح اليوم الثلاثاء، ومعظم اصحاب المنشات المهدومة تسلموا اخطارات بالهدم من قبل التنظيم الاسرائيلي قبل عام تقريبا وتم تنفيذ الهدم اليوم.

وأشار الى أن منطقة المالح والمضارب البدوية تعاني من سياسة اسرائيل العنصرية منذ عام 1967 حيث هدمت 13 خربة وقرية عن بكرة ابيها عدا عن عمليات الهدم التي تنفذها بين اليوم والأخر.

وأضاف أن 450 عائلة تعيش الان في المنطقة جميعهم مهددون بالإخلاء وهدم منازلهم، فسلطات الاحتلال في السنتين الاخيرتين "2012 و2013" نفذت 120 عملية هدم وسلمت 230 اخطار وقف بناء وإخلاء، والسكان هنا لا يريدون طحين او خيمة بل يريدون دعماً قانونياً يثبت انهم السكان الاصليون وأصحاب هذه الاراضي.

|214721|ودعا ضراغمه المجتمع الدولي التحرك فورا لوضع حد لهذه السياسة الاسرائيلية العنصرية، وعلى القيادة الفلسطينية تقديم شكوى الى المحاكم الدولية لمحاكمة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه، وعلى الوفود الدولية والعربية المتضامنة مع القضية الفلسطينية ووسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والدولية زيارة المناطق البدوية والأغوار الشمالية، للإطلاع عن كثب على معاناة السكان هنا وفضح الممارسات الاسرائيلية العنصرية المستمرة بحق المواطنين في الاغوار الشمالية.

بدوره قال محافظ طوباس والأغوار الشمالية مروان الطوباسي لمراسل معا في جنين خلال جولته في المنطقة، ان ما قامت به قوات الاحتلال انما هي جريمة حرب ضد العزل، وقبل ذلك هدم الاحتلال العشرات من المنشات السكنية والزراعية للمواطنين في مناطق مختلفة من الاغوار الشمالية.

|214720|وأضاف انه منذ بداية عام 2013 هدم الاحتلال 80 منشاة سكنية لمواطنين عزل يتواجدون على ارضهم حيث يندرج ذلك تحت سياسة اسرائيلية ممنهجة.

وأوضح الطوباسي أن المحافظة تقوم بتوفير اللازم للمواطنين الذين هدمت منازلهم ومنشاتهم الزراعية، لتمكينهم من البقاء والصمود على ارضهم، فالاحتلال يسيطر على 87% من اراضي وادي المالح والمضارب البدوية من مناطق عسكرية مغلقة ومستوطنات ومعسكرات، عدا عن تنفيذ الاحتلال تدريباته العسكرية في تلك المناطق ومناطق اخرى في الاغوار الشمالية.

وأكد الطوباسي على ضرورة تقديم الاحتلال الى المحاكم الدولية لمحاكمته على جرائمه بحق المواطنين الفلسطينيين وعلى المجتمع الدولي التحرك فورا لحماية الفلسطينيين من بطش الاحتلال وجبروته.
|214719||214718||214717||214716|