ورود / بقلم :عايد عمرو
نشر بتاريخ: 02/04/2007 ( آخر تحديث: 02/04/2007 الساعة: 21:03 )
الاسبوع الماضي كان حافلا بالدعوات لتناول طعام الغداء، التهمت مع اصدقائي ما لم يكن يخطر على بال ذئب متشرد، وضباع جائعة، (مفتول) في بيت صديقنا القاص محمد الروحي، (ارز واشياء اخرى) في منزل صديقنا احمد نجم،(مسخن) في منزل صديقنا الشاعر لطفي خلف في قرية (بدرس)، عند احمد نجم رفضت ان اشرب سوى اليانسون، وفي طريقنا لبيت لطفي لم اشرب سوى اليانسون، حتى في طريقنا لمنزل محمد ايضا شربت اليانسون، المفارقة كانت يوم الاحد، كنت قد جست البراري وانا عائد من قرية بدرس، وجمعت من الورود مايكفي للتوزيع على بلدة باكملها، محمود ابو الهيجاء وزياد خداش ، يتهامسون ويؤشرون، الوحيد صديقي احمد نجم ساعدني في جمع الورد من الجبال. يتهامسون لمن يجمع الورد؟ عويت : لبيت خالتي! بهتوا وهل للذئب خالة في رام الله، عويت صحيح هي تسكن هنا منذ عام النكبة .
بماذا اهذي؟ وانا احمل الورد، الذي اجلسني على رائحته، انا نسيت لمن ساقدم الورد ، عويت لن اقدمها لمن ينساني، وانا ايضا نسيته، يقهقه صديقي زياد، ومحمود يشكك بعوائي، الم اقل ان صديقي! احمد نجم فقط هو من يستمع لعوائي جيدا، توفيق العيسى رفض الا ان يشرب شايا بالنعناع، وزياد شايا اخضر ، انا لم اشرب سوى اليانسون ،وهم يطلبون من احمد عدم غلي اليانسون ، وهو يقول لهم : دعوه انا اعرف ماذا يفعل الذئب!
مالذي ذكرني بالورود، كان عوائي مفتاح الذاكرة البعيدة، كنت اجوس الفيف، ابحث عن عمر ضاع مثل اجير، اضاع اجره، قالت: في هذه المدينة لا عزاء للغرباء! عويت : لذلك لن تكتريني.
اصابها الوجوم، واختلف طعم صوتها ، قالت: عواءك مختلف!، عويت: عوائي صار مثل بندقية محارب قديم ، احيل على التقاعد، يرمي الرصاص للخلف، قالت: يا الله تعود للخلف، وتكابد جمر السنوات، ستموت مثل اي غريب مر من هنا، ولن تتسع الفلاة لحفل تأبينك، سوى من صوتي يندب ما اقترفته معي من احلام، انا القريبة وهي البعيدة، عويت: اصمتي قليلا، قالت: اتقبل دعوتي؟ حددت المكان وفي الزمان المعين كنت اقعي امامها، نجلس على كراس مرتفعة قليلا، وتفصل بيننا طاولة، كان الطعام مصفوفا، شربت اليانسون وهي شربت القهوة، وتناولت حبة بسكويت ، كانت مدهوشة، وهي تقول : وهذه المائدة لمن؟ عويت: لا استطيع! كان الطبيب قد منعني من تناول ما يؤثر على قلبي الضعيف، تطلعت الي بعينين مفتوحتين على الدهشة، وانعقد لسانها عن الكلام، اصابتها الصفنة، كان الدمع يتشرد على خديها، وهي تبكي : لا تقل يا ذئب انك مريض لا تقل انك مريض! اعطيتها باقة الورد، وتمنيت لها يوما جميلا، ثم غادرت المكان، وتركتها في الصفنة....الم اقل ان الورود اجلستني على رائحتها.