الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

طائرات الاحتلال تطفئ شموع ميلاد المسحال الـ25

نشر بتاريخ: 30/04/2013 ( آخر تحديث: 30/04/2013 الساعة: 17:39 )
غزة - معا - استيقظ باكرا وهمّ مهرولا ليلتقي مع صديق عمره.. هيثم المسحال (25 عاما) لم يكن يعرف أن حياته التي ستختطفها منه طائرات الإستطلاع بصاروخ استهدفه في حي النصر ستتزامن مع ساعة ولادته قبل 25 عاما.

وبصوتها المتقطع ودموعها التي تُغرق وجنتيها قالت والدة الشهيد هيثم لـ معا :" حسبي الله ونعم الوكيل ماذا فعل لهم هيثم ليستهدفوه لم يكن معه أي صواريخ عندما ذهب ليلتقي مع رفيقه"....فقبل استشهاده بساعات جاء وقبلني ولم يغادر إلا بعد ان تجول في المنزل كأن يدرك أن ساعة أجله قد حان موعدها"..

والدته التي لم تتمالك أعصابها... باشرت بالبكاء لحظة وصول مراسلة معا لمنزلها لسؤالها عن نجلها الشهيد... وقالت :" هيثم ليس له مثيل في الدنيا كان حنون علي وعلى والده وعندما يجلس مع أشقائه وأبنائهم كانت ابتسامته ترتسم على شفتاه".

|216018|
وبصوتها المتقطع ودموعها التي تنهمر واصلت والدة محمد حديثها عن نجلها الشهيد هيثم.. وتقول " ما ذنب عروسه التي لم يمض على زواجها من ابني 3 شهور أن تضحي أرملة".

وبمعنويات عالية كباقي أمهات الشهداء تابعت:" عندما سمعنا باستشهاد هيثم بكت عيني على فراقه وحمدت الله على استشهاده ونحن جميعاً سنسير على طريق الشهادة".

لا يختلف حال أم الشهيد عن حالة والده الذي لم يتمالك صرخاته ودموعه على فراق ابنه الذي كان نبأ استشهاده صدمة كبيرة له ولباقي أفراد عائلته فيقول " الله اكبر .. الله أكبر على المحتل أحتسب ابني هيثم عند الله شهيدا فكان نعم الابن البار لوالديه ونعم الأخ الحنون على اخواته وإخوانه وأسأل الله أن يتقبله شهيدا وأن يرزقنا شهادة كشهادته".
|216017|

وفي حالة من الغضب والتكبير والتهليل التي سادت المكان.. كانت الكلمات والصيحات تدلل على غضب نساء آل المسحال، على الاحتلال الإسرائيلي الذي اغتال فرحة ابنهم هيثم... حيث كان على أعتاب مرحلة جديدة في حياته.

وفي زاوية أخرى تبكي إحدى شقيقات هيثم بحرقة وكأن دمعها قد جفّ من البكاء وحولها عدد من النساء اللواتي فقدنّ صمتهن وبدأ البكاء يزداد شيئا فشيئا.

|216016|

وفي ناحية أخرى من نواحي المنزل كانت تجلس إحدى شقيقاته والتي ربطت على قلبها الصبر والإيمان والعزيمة للحديث، فقالت:"هيثم طيب جداً"... وعن وصيته قالت :"وصاني على والدتي وعلى والدي"... وقالت : "كانت أمنية هيثم أن يتزوج وينجب طفلا يتركه ذكرى لوالدته كي تشم من خلاله رائحته وتتذكره في حياتها".