وفد برلماني أوروبي يزور جنين للاطلاع على انتهاكات الاحتلال

جنين- معا - أكد محافظ جنين اللواء طلال دويكات أن الشعب الفلسطيني يناضل من أجل حريته والخلاص من الاحتلال، ويعتمد على المقاومة الشعبية كأسلوب نضال سعيا إلى بناء الدولة الفلسطينية وتعزيز صمود المواطنين، معولين على العالم لدعمهم سياسيا.

جاء ذلك خلال استقبال دويكات الوفد البرلماني الأوروبي برئاسة أيمير كوستيلو نائب رئيس البرلمان الأوروبي في مقر المحافظة، وشارك في استقبال الوفد إضافة إلى المحافظ قائد المنطقة العقيد ركن محمد الأعرج، ومدير الارتباط العسكري المقدم خالد عبد العزيز، ومدير الدفاع المدني المقدم سامي حمدان، وعضو المجلس الثوري جمال الشاتي، والنائبين جمال حويل، وشامي الشامي، ومدير مخيم جنين، وعدد من رؤساء البلديات وممثلي الأجهزة الأمنية، والفعاليات الشعبية، ومدراء المؤسسات الرسمية.

واضاف دويكات قد كانت خطوة الرئيس محمود عباس جزء من هذا الدعم وذلك باعتراف 138 دولة بفلسطين، وهذا الاعتراف انتصارا لتحقيق الاستقلال التام لإنهاء آخر احتلال.

ورحب دويكات باسم فعاليات المحافظة بزيارة الوفد من دول الاتحاد الأوروبي، وقال هذه الزيارة مهمة وتاريخية على اعتبار هذه الدول قدمت الدعم للشعب الفلسطيني، مشيرا كذلك إلى الدعم المالي الذي تقدمه دول الاتحاد لتثبيت مؤسسات الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وبين دويكات أهمية الزيارة لأبناء الشعب الفلسطيني ليعبر عن معاناته المستمرة منذ عشرات السنوات والعمليات التي يمارسها الاحتلال، وقد أثبتت السنوات زيف ماكينة الإعلام الإسرائيلية على أنها دولة الحريات والعدالة لتنكشف أمام العالم على أنها دولة "البطش والاضطهاد".

واستعرض أمام الوفد إجراءات الاحتلال المليئة بالظلم والقهر ونحن لسنا إرهابيين بل نناضل من أجل الحرية من خلال المقاومة السلمية ومعتمدين على الأصدقاء من أجل الوصول على الحرية، وخاضت القيادة الفلسطينية عقدين من المفاوضات وفشلت بسبب تعنت الاحتلال الذي لم يلتزم برؤية المجتمع الدولي بحل الدولتين الذي تبنته الولايات المتحدة والرباعية والاتحاد الأوروبي.

وحول انتهاكات الاحتلال في محافظة جنين قال دويكات ان المحافظة تشكل نموذجا لتردي الأوضاع الاقتصادية، فالجدار التهم آلاف الدونمات من أراضيها، ويستمر بمنع المزارعين من الدخول للاعتناء بأراضيهم، وسلطات الاحتلال ضربت عرض الحائط بقرار محكمة لاهاي الدولية الذي نص على عدم شرعية إقامة جدار الضم والتوسع.

وأضاف لدينا سجلات كاملة عن الأضرار التي سببها الجدار وتأثيراته حيث بلغ عددها 12ألف متضرر، متطرقا إلى المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية وتحاصر التجمعات السكانية، مضيفا أن عدد أسرى المحافظة 800 معتقل يتعرضون لشتى أنواع التنكيل النفسي والجسدي وهناك أسرى يعانون من أمراض خطيرة ومنهم من استشهد وأسرى أطفال وأسرى يمضون أحكاما عالية وأسرى نواب يقبعون في السجون وتعرضوا لاعتقالات إدارية لا مبرر لها.

وأشار دويكات إلى أن جنين محافظة زراعية بالدرجة الأولى ويشكل هذا القطاع الحيوي الدخل المحلي للسكان، ولكن بفعل الإجراءات الاحتلالية وخططه الممنهجة لضرب الاقتصاد المحلي، استطاع تقليص المساحات الزراعية بفرض سيطرته على مصادر المياه، وهدم الآبار الزراعية، ومنع صيانة البعض منها، وهناك أحياء عدة في المدينة لا تصلها المياه لأسابيع، مضيفا أن هذا الوضع أدى إلى نقص في الناتج المحلي، وارتفاع في نسبة البطالة والفقر في صفوف المواطنين وخاصة الشباب منهم وخريجي الجامعات خاصة.

وطالب دويكات باستمرار الدعم المادي للفلسطينيين كي تتمكن السلطة من بناء ذاتها وإقامة دولة ديمقراطية قادرة على العيش ضمن المنظومة العالمية وتحفظ حقوق الإنسان، وتطرق إلى دور المرأة الفلسطينية التي حظيت بدور كبير في المجتمع من خلال مشاركتها في بناء مؤسسات الدولة واثبت قدرتها على تحمل المسؤولية الاجتماعية النضالية الى جانب الرجل.

وناشد مدير المخيم علي الدمج الوفد البرلماني الضغط على الأمم المتحدة بتطبيق قرار 194، مشيرا إلى "ان إسرائيل لم تكتفي بطردنا من فلسطين عام 48، بل لاحقتنا إلى أراضي 67 وآخر نكبة تعرضنا لنا كانت في العام 2002 أثناء اجتياح مخيم جنين وقد بتدمير شبه كامل للبنايات السكنية"، مطالبا الدول المانحة بتقديم الدعم المادي إلى وكالة الغوث الدولية لتشغيل اللاجئين لرفع نسبة المشاريع التشغيلية والخدمات بعد ان تقلصت بسبب نقص الدعم.

وأشار النائب حويل إلى تعمد إسرائيل منع نواب التشريعي من السفر للالتقاء بنظرائهم في العالم بحجة أنهم كانوا معتقلين في السجون، ناقلا تحيات النواب الأسرى في سجون الاحتلال ودعا وفد البرلمان الأوروبي ليأخذ دوره لوقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وبذل جهود أكبر في هذا الاتجاه، داعيا إلى مقاطعة أعضاء الكنيست الإسرائيليين الذين يدعون إلى قتل أبناء الشعب الفلسطيني وعدم اعتقال النواب.

من جهتها قالت رئيسة الوفد أيمير كوستيلو أن زيارة الوفد تأتي للأطلاع على الأوضاع في مختلف المناطق الفلسطينية، مؤكدة على الجهود التي تبذل من قبل البرلمان الأوروبي من أجل دفع عملية السلام، وعلى حق الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة.

وشكرت المحافظة على حسن الاستقبال وأثنت على قوة العلاقة ما بين دول الاتحاد الأوروبي والشعب الفلسطيني، مطالبة بمزيد من التدخل بهدف توفير سبل السلام في المنطقة يحفظ للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

وقالت عضو البرلمان الفرنسي لا يوجد نظام ديمقراطي في ظل تهميش المرأة ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون إشراكها في صنع القرار ومشاركتها في الحياة العامة، مثمنة دور المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال.

وأكد نائب اليونان على دعم شعب دولة اليونان للفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم كاملة السيادة.

وفي نهاية اللقاء قدم المحافظ هدية رمزية للأعضاء الوفد.