فتى من العيسوية يعاني مرض السرطان يروي قصة الضغوطات التي مارستها عليه الشرطة الاسرائيلية لتجنيده مخبرا رغما عنه
نشر بتاريخ: 04/04/2007 ( آخر تحديث: 04/04/2007 الساعة: 19:51 )
بيت لحم- معا- اتهمت عائلة الفتى "محمود" ابن الرابعة عشر من سكان العيسوية القريبة من مدينة القدس ورجال قسم متابعة الشؤون القانونية في كلية القانون في الجامعة العبرية الشرطة الاسرائيلية بمحاولة ارغام الفتى على العمل لصالحها كمخبر من خلال ممارسة الضغوط عليه وتكرار عمليات الاعتقال .
ووصف والد محمود احدى عمليات الاعتقال وقال " في حوالي الساعة الثالثة صباحا وقبل شهر ونصف حاصر اكثر من ثلاثين شرطيا وجنديا من قوات حرس حدود المنزل وكانهم حضروا لاعتقال مطلوب خطير وبدأوا بقرع الباب بقوة لدرجة انه كاد يتحطم ليتضح بانهم جاؤوا لاعتقال ابني غير المتدين الذي يبلغ من العمر 14 عاما ".
واضافت عائلة الفتى ان قوات حرس الحدود والشرطة الاسرائيلية تعمد الى اعتقال ابنهم في كل مرة يتم فيها القاء حجارة حتى وان كان لا يوجد له اي علاقة بالموضوع وتطالبه بالوشاية على اهالي القرية مما جعل السكان يصنفونه كمتعاون مع الشرطة .
وتكررت عمليات الاعتقال من قبل قسم الاقليات في الشرطة الاسرائيلية حيث اعتقل الفتى ثلاث مرات خلال الاشهر القليلة الماضية .
وكانت المرة الاولى قبل عام حيث قال محمود "بان احد الاولاد اعترف عليه وقامت الشرطة بالضغط عليه لاعطائها اسماء من القوا الحجارة والا بقي رهن الاعتقال وتم الافراج عنه بعد ست ساعات من التحقيق في مقر الشرطة " المسكوبية".
وجرى اعتقاله للمرة الثانية قبل عدة اشهر في اعقاب القاء زجاجتين حارقتين باتجاه سيارة جيب تابعة لحرس الحدود كانت في بلدة العيسوية واكد والده بان محمود لم ير شيئا ولم يكن يعرف هوية الفاعلين .
وعرضت الشرطة الاسرائيلية اثناء التحقيق على محمود مجموعة من صور الشبان وطالبته بالتعرف على الفاعل من بينها وفيما بعد قام محمود بالتوقيع على وثيقة كتبت باللغة العبرية التي لا يجيدها وتم اطلاق سراحه وفقا لاقواله.
وفي المرة الثالثة حين احاطت الشرطة منزل الفتى محمود ابلغته بانه مطلوب للتحقيق على خلفية القاء الحجارة في القرية قبل اسبوعين من تاريخ الاعتقال وجرى نقله الى مقر الشرطة في القدس حيث خضع للتحقيق ومن ثم فرضت عليه الاقامة الجبرية في منزل عمه لمدة اسبوع .
ويروي الفتى قصص العنف التي تعرض لها اثناء التحقيق والضرب المبرح الذي تعرض له من قبل رجال الشرطة الذين استمروا بمطالبته الوشاية بالاخرين تحت تهديد البقاء في المعتقل فترة طويلة وعدم خروجه حيا .
ويبدو الفتى محمود اصغر من اقرانه فيما يبدو انه وبسبب سرطان الدم الذي اصيب به وهو لم يبلغ الرابعة من عمره اجبره على اجراء عملية زراعة نخاع واستمر بتلقي العلاج حتى العاشرة من عمره اضافة الى معاناته من مرض في القلب يكفي خوفه من الشرطة ليضع حدا لحياته كما تقول والدته .
وتطالب والدة محمود التي تحمل الجنسية الاردنية بارسال ولدها الى اقربائه في الاردن حتى تبعده عن ضغوط الشرطة وحرس الحدود خاصة وان تكرار اعتقاله والافراج عنه دون تهمة محددة اطلقت موجه من الاشاعات في البلدة حول ارتباطه مع الشرطة .
وقال محمود :" يعتقد اصدقائي بانني عميل للشرطة الاسرائيلية وهذا ما يفسر اطلاق سراحي في كل مرة من وجهة نظرهم ".
وقام الطالب عبد مخزومي المتابع لشؤون عائلة محمود من قبل قسم المتابعه القانونية في الجامعه العبرية والمحامي شارون تسينوف من ادارة الخدمات القانونية لابناء الشبيبة بكتابة رسالة لقسم التحقيقات التابع للشرطة الاسرائيلية جاء فيها " ان موكلنا طفل ضعيف يبدو اصغر من اقرانه تحول الى هدف سهل لرجال الشرطة وحرس الحدود وهدفا لتسلية محققي قسم الاقليات في الشرطة الذين يتسلون بالتحقيق معه رغم عدم وجود اي سبب منطقي مما يثير مخاوفنا من خرق الشرطة لعدة قوانين خاصة وان القانون يحظر على الشرطة اعتقال الفتية في ساعات غير معقولة كما وانه ليس واضحا فيما اذا كان المحققون هم من محققي الفتيان المختصيين ".
واضاف المحامي والطالب في رسالتهما بانهما يتخوفان من محاولة الشرطة اجبار الفتى على العمل معها كمرشد رغم ارادته خلافا للاوامر التي تحدد سن المرشد بسبعة عشر عاما وما فوق .
ولم يتلق المحامي والطالب اي رد من قبل الشرطة التي رفضت هذه الادعاءات حيث قال المتحدث باسم لواء القدس في الشرطة "بان الفتى اوقف لثلاث مرات كانت الاولى منها كشاهد على اضرام النار في سيارة ومرة اخرى ضبط اثناء القائه الحجارة فيما كانت المرة الثالثة بناء على معلومات افادت بقيامة بالقاء الحجارة" .