الاحتلال يحظر على اجهزة الامن بطولكرم الظهور بالزي العسكري والسلاح والمحافظ يتهمه بافشال الحملة الامنية ويحذر من العواقب

طولكرم- معا- من جديد عادت سلطات الاحتلال الاسرائيلي لفرض حظر على الانتشار العسكري لاجهزة الامن الفلسطينية في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية.

ويأتي الحظر الجديد بعد ساعات من تمكن اجهزة الامن الفلسطينية من القبض على سيارة للقوات الخاصة الاسرائيلية "المستعربين" كانت تقوم بنشاط في المدينة.

ويقضي القرار الاسرائيلي الذي بلّغت به الاجهزة الفلسطينية بعدم نزول رجال الامن الى الشوارع بالزي العسكري او السلاح, واقتصار نشاطهم داخل المقرات الامنية فقط.

وعلمت "معا" أن القرار الاسرائيلي بمنع الانتشار الرسمي لقوى الامن الفلسطينية في طولكرم يأتي "عقابا" لهذه الاجهزة على قيامها بالقبض على عناصر القوة الاسرائيلية الخاصة في المدينة.

وعقب محافظ طولكرم العميد طلال دويكات على القرار الاسرائيلي يالقول إنه قرار خاطئ, مؤكداً على حق الاجهزة الامنية الفلسطينية في حفظ الامن ومحاربة الفلتان الامني.

وطالب دويكات السلطات الاسرائيلية بالعدول عن القرار محذراً من اثاره السبية على امن المحافظة، مشيراً الى اتصالات مكثفة تجري من اجل عودة رجال الامن الى عملهم وممارسة مهامهم.

وقال محافظ طولكرم "اننا لن نستسلم لإجراءات الاحتلال هذه، وسنطالب بحقنا في حفظ امن وسلامة المواطن الفلسطيني في طولكرم وكافة ارجاء الوطن".

واشار دويكات الى ان اجراء الاحتلال هدفه افشال الحملة الامنية التي لاقت ترحاباً وارتياحاً في طولكرم، والتي جنت ثمارها من خلال تخليص المواطن من حالة الفوضى، ومحاربة السيارات غير القانونية والتعديات، اضافة الى القبض على عصابات المخدرات وتجار السم.

كما اتهم مصدر امني فلسطيني رفض الافصاح عن هويته سلطات الاحتلال بالعمل على افشال الحملة الامنية الواسعة التي تنفذها الاجهزة الامنية الفلسطينية في طولكرم, مشككاً في امكانية استمرار هذه الحملة في ظل المعيقات الاسرائيلية.

يشار الى أن افراد الامن الفلسطيني تمكنوا امس من القبض على سيارة بداخلها 6 من عناصر القوات الخاصة الاسرائيلية اثناء تسللها الى المدينة.

وجرت عملية القبض على الجنود المتخفين بالزي المدني بعد اشتباه قوات الامن الفلسطينية بالسيارة ومطاردتها, وبعد القبض عليها عثروا بداخلها على 6 من الجنود الذين ابرزوا بطاقات تظهر انتماءهم للجيش الاسرائيلي, ومن ثم تم اطلاق سراحهم دون التعرض لهم او احتجازهم.

ويبدو أن فشل مهمة هذه القوة اثار غضب الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي سارعت الى اصدار اوامرها للاجهزة الامنية الفلسطينية بعدم الانتشار في المدينة.

يشار الى أن نشاط القوات الاسرائيلية الخاصة يتواصل بشكل كبير منذ بداية انتفاضة الاقصى, حيث كان لهم دور بارز في عمليات الاغتيال التي تتم لكوادر ونشطاء المقاومة في الضفة الغربية.

من ناحية أخرى ثمنت كتائب شهداء الاقصى في محافظة طولكرم, قيام اجهزة الامن الفلسطينية بافشال مهمة الوحدات الاسرائيلية الخاصة في المدينة يوم امس الاربعاء، مؤكدةً على ان حرص رجال الامن حالت دون وقوع عملية اغتيال مدبرة من قبل تلك الوحدات.

وتوعدت الكتائب, في اتصال هاتفي بوكالة "معا", بمتابعة وملاحقة أي من السيارات المشبوهة، متمنية لو ان الوحدات الخاصة قد وقعت بين ايديها، لكانت النتيجة مختلفة على الارض.

واشادت الكتائب بالحملة الامنية التي قامت بها قوات الامن الفلسطينية في طولكرم، مشيرةً الى ان الاحتلال غير راض عن حالة الامن الملحوظة في المحافظة، ويعمد على افشال أي خطوة من هذا القبيل.

ومن جانبها، اتهمت حركة فتح في طولكرم الحكومة الاسرائيلية واجهزتها الامنية بسعيها الجاد الى اعادة الفوضى والفلتان الى المحافظة، بعد ان سجلت الخطة الامنية التي وضعتها الاجهزة الامنية الفلسطينية نجاحات كبيرة، ولاقت ترحيباً حاراً من قبل مواطني المحافظة.

وجاء في تصريح صحفي، صادر عن الناطق باسم الحركة سمير نايفة، وصل "معا" نسخة منه، ان الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة لمدينة طولكرم وتحت ذرائع واهمية، وكذلك الطلب من عناصر الامن الفلسطيني بالبقاء داخل مقراتهم وعدم حملهم للسلاح او ارتداء الزي العسكري في الشوارع، إنما يصب في إحداث المزيد من الفراغ الامني على الساحة الفلسطينية، وبالتالي تشجيع حالة الفلتان.

واضاف نايفة، ان اسرائيل تدّعي باطلاً ان الاجهزة الامنية الفلسطينية غير قادرة على حفظ الامن، او القيام بمهامها، بينما الاحتلال وعبر إجتياحاته المتكررة هو من يسلب الاجهزة الامنية الفلسطينية حقها في ممارسة مهامها على الارض.

وختم الناطق باسم حركة فتح، ان المتضرر من حالة الفلتان وحرمان الاجهزة الامنية الفلسطينية من ممارسة دورها، لن يكون المتضررين وحدهم الفلسطينيون، بل سيمتد هذا الضرر ليصيب الاحتلال نفسه.