السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محترفون إلا ربع

نشر بتاريخ: 02/05/2013 ( آخر تحديث: 02/05/2013 الساعة: 20:23 )
بقلم : عبد الرحيم ابو حديد
مع اقتراب نهاية دوري جوال للمحترفين ، احترف المحترفون في عدم الإيفاء بالتزاماتهم الاحترافية فما نلمسه الآن في نهاية الدوري هو حالة مأساوية فالاحتراف بحاجة إلى إعادة نظر كاملة وشاملة لكل المنظومة الرياضية الفلسطينية بشكل يضمن أدنى المستويات من الاحتراف .


أندية بلا خطط وبلا تخطيط

في بداية الموسم الرياضي تجد الأندية تتهافت على اللاعبين من اجل التعاقد معهم وترى صفقات خيالية على مستوى الكرة الفلسطينية ، وتدخل الأندية في مزايدات لا تنتهي على اللاعبين ، وخصوصا لاعبي القطاع ، وعند التعاقد يمر شهر العسل مليء بالمجاملات من قبل الإدارة واللجنة الرياضية والجماهير وبعدها تبدأ الخلافات تطفوا على السطح، لان الأندية لا تدفع التزاماتها الموقع عليها في العقود ، يمر الشهر الأول بلا رواتب لكن هناك وعودات ، يمر الشهر الثاني و الوعودات مستمرة ، يمر الشهر الثالث والتلفونات تغلق ، يمر الشهر الرابع واللاعبين يطردون من منازلهم المستأجرة، وإذا يبقى وضع النادي على ما هو عليه من حيث الألقاب أو الهبوط ، يتم معاملة اللاعب على انه شخص انتهازي طماع فيتم إبلاغه بعدم ممانعة النادي من رحيله ، أما إذا كان هناك مصلحة في اللقب او خوف من هبوط اللاعب يعيش لحظات من الدلال والعزائم والولائم يعيش لحظات رغم قلتها إلا أنها ولا أروع .

لماذا التسويف والاستهتار بلاعبين وقعوا عقود ؟ وأسال هنا ، هل هناك خطة مالية لأحد أندية المحترفين؟ هل هناك خطة إدارية لهذه الأندية ؟ هل هناك استراتيجيات طويلة الأمد في الأندية ؟هل هناك دراسة جدوى قبل شراء لاعب ؟هل هناك ميزانية للتعاقد مع مدرب ؟ هل الأندية تتوقع كيف ستكون في المواسم القادمة ؟ هل تدرس المعطيات ؟هل تحلل؟ هل تخمن ؟هل تقيم ؟ هل تدرس الظواهر المحيطة بها ؟ أم أن الأمور تمشي على فيض الرحمن؟


اللاعب المنتمي !

إن اللاعب الفلسطيني معروف بعمق الانتماء إلى ناديه وهذا ما يميزه عن باقي اللاعبين تراه يلعب من اجل ناديه، ترى الحافلة تكاد تبكي من حجم الحزن الموجود بين راكبيها بعد أي هزيمة ، اللاعب يبذل قصارى جهده من اجل ناديه تنهمر دموعه حسرة على تضيع ضربة جزاء او على فرصة كادت أن تحلق باسم النادي عاليا ، نعم هذا هو اللاعب الفلسطيني .... قبل الاحتراف .

المدربين بين الخطط والاستقرار

في كل عام تتبادل المواقع بين المدربين في الأندية كما النوتات على السلم الموسيقي لان المدرب لا يتماشى مع النادي او جمهور النادي ، او أن النادي لا يتماشى مع المدرب او أموال المدرب، فترى بعض الأندية يفكرون بكل جدية بإقالة مدرب لم يمضي على توليه إدارة الفريق أشهر معدودة ويريد النادي نتائج كبيرة في أوقات ضيقة ، وحقيقة ان فوز الظاهرية باللقب هو الثبات الفني للفريق فأبو الطاهر له أكثر من ثلاث سنوات . وهناك بعض المدربين لا يعملون بمهنية ، فمن الغير منطقي ان يقود مدرب فريقين في وقت واحد ويكون له عقدين ، ظاهرة غريبة !!!.


احتراف جزئي ؟

جميلة هذه العبارة ولكن هل هناك احتراف كلي أصلا قبل ان يكون هناك احتراف جزئي ، الموضوع ليس موضوع مسميات ، ولو نظرنا إلى الاحتراف الجزئي فهو لا يمت بأي صلة لأي معنى من معاني الاحتراف ، من جميع النواحي المادية والفنية والإدارية .

احترام التحكيم غاب... فعابوا !!

بكل أسف شديد قضاة الملاعب يهانون اهانات متتالية بسبب عدم إعطائهم أي اعتبار وبسبب غياب الروح الرياضة والأخلاق الفلسطينية التي طالما نتميز بها ، فتم الاعتداء على الحكام بالضرب والشتم والتجريح هذا أولا

أما ثانيا فما هو العائد المادي الذي يتقاضاه الحكم مقابل أي مباراة ، في حين ان العناصر المشتركة معه في المباراة يتقاضون بالمقارنة معه أضعافا مضاعفة ، طبعا الحكم لا ( يحرد) بفتح الياء رغم انه يأخذ مستحقاته بعد أربع او خمس أشهر . الحكام أسيئ لهم بشكل معيب وغريب ولم تكن لجنة الحكام على قدر كبير من المحافظة على حقوق حكامها للأسف .

الجماهير العريضة عشق وشتم

يقولون أن الجماهير فاكهة الملاعب وفي الواقع يبدو ان فاكهة الملاعب اقتصرت على ناديين هم الشباب والظاهرية ، وهذا يستوقفنا طويلا لماذا الشباب والظاهرية هم أصحاب القاعدة الجماهيرية الكبيرة والتي أثرت بشكل او بآخر على أدائهم ، فمن المعيب على جماهير الأندية الأخرى عدم متابعة فرقها من المعيب ان نشاهد مباراة في دوري المحترفين لا يتعدى الحضور بها 100 شخص ومن المعيب أن تكون هذه المباراة بين فرق حققت اللقب في السنوات القليلة الماضية .

هذا بخصوص الفاكهة ولكن ليست كل فاكهة فاكهة ، والقضية ليست بالكم ، وما أزعج المتبعين في الآونة الأخيرة هو شتم اللاعبين والمدربين بعد أي هزيمة او إخفاق وتصل الأمور إلى شتم في الأعراض فسحقا لكرة القدم اذا وصلت الأمور إلى هذا لحد من الانحطاط في القيم .

وناهيك عزيزي عن العبارات العنصرية التي يهتف بها جمهور كامل ، و شتم بألفاظ نابية وتافهة ، علينا مكافحة العنصرية التي زرعها الاحتلال وعزز وجودها .

المحكمة الرياضية

الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم طرف من أطراف المنظومة الرياضية ، لان لديه حقوق وعليه واجبات ، وهذا يعني انه لا يمكن أن يكون طرف محايدا وبذلك يتحتم على الاتحاد العمل على إيجاد محكمة رياضية مستقلة لا تتبع لأحد لضمان الشفافية المطلقة ومن اجل تنفيذ القوانين واللوائح .



نقاشات الإعلام الغير إعلامية

وفي نقاشات الإعلاميين الغير إعلامية تجد نقدا لاذعا للأوضاع الرياضية الغير سليمة وهذا على عكس ما يكتب وما يقال ، ونحن هنا بحاجة إلى حماية للإعلامي الرياضي في نقده كما هو مرحب به في إشادته ، ويترتب على ذلك وجود نقابة قوية للصحفيين والجسم النقابي الموجود الآن لا يسمن ولا يغني من جوع ولا حتى من عطش حتى ، فالإعلامي الرياضي هو شخص بلا إمكانيات بل يعتمد على مجهوده الشخصي لكي يغطي الفعاليات الرياضية وهذا يعني ان الإعلام بحاجة إلى كل حاجة .

وبخصوص التجهيزات في الملاعب فهي بحاجة الى تطوير اكبر وتخصيص أماكن واضحة للإعلاميين ومن يزور احد الملاعب أول ما يتبادر الى ذهن الإداريين في الملعب هو البطاقة ، رغم انه يراك في كل مباراة وعلى اعتبار ان كل الأمور جاهزة ومجهزة ولم يبقى سوى إبراز البطاقة الصحفية .



الاتحاد الفلسطيني جهود أكثر:

حقيقة أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يقوم بجهود مميزة على الساحة العربية والقارية والدولية وأوصل رسالة شعب من خلال الرياضة هذا خارجيا ، اما داخليا فان الاتحاد لم يستطع تمكين الرياضة الفلسطينية بشكل يلبي الطموح رغم الجهود ، فأول ما يعاب على الاتحاد هو غياب رزنامة واضحة وكاملة وشاملة للعام الرياضي ، وبخصوص المباريات الدولية فهي أيضا غير مدرجة على الأجندة ولا يتم الترتيب لها ، اما على الصعيد المالي فان الاتحاد لا يقدم للأندية كافة مخصصاتهم المالية لكي يوفوا بجزء من التزاماتهم الكبيرة، اما الملاعب فلا يعني ان اي ملعب معشب هو ملعب جاهز لاحتضان المباريات ، فهناك نقص كبير في المرافق التابعة للملاعب

في نهاية حديثي أقول بان الجهود الرياضية مقارنة بسابق السنوات هي جهود مميزة للغاية ولكن سقف الطموح ارتفع كثيرا وهذا حق لجميع أطراف الرياضة وأتمنى ان تكون هناك خطوات متتالية ومدروسة ومتأنية .

اقول هذا القول واجري على الله .