اختتام الاسبوع الاول لمراقبة الطيور
نشر بتاريخ: 02/05/2013 ( آخر تحديث: 02/05/2013 الساعة: 20:56 )
جنين - معا - اختتم مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ووزارة شؤون البيئة، اليوم، فعاليات الأسبوع الأول لمراقبة الطيور.
ورصد باحثون ومتدربون، خلال أنشطة الأسبوع، الآلاف من الطيور، وهي تحلق في سماء فلسطين، أثناء فصل متقلب، شهد تراجعاً حاداً في أعداد الأسراب المهاجرة، التي تعبر في هجرة ربيعية، بعد تأخر وتذبذب واضح في موسمها. فيما سجل القائمون على الفعاليات طائراً نادراً حل هذا الموسم ضيفاً على فلسطين.
واستطاعت التظاهرة التي أنطلقت لأول مرة محلياً، نقل مفهوم مراقبة الطيور وتحجيلها لمئات الطلبة في مدارس بيت لحم والخليل ونابلس، وتنظيم أربع جولات ميدانية لمتدربين وطلبة. فيما شاركت وفود من سويسرا والسويد وألمانيا في النسخة الأولى من الفعاليات.
ويرى مستشار وزير شؤون البيئة نضال كاتبة، أن انطلاق فعاليات الأسبوع الأول لمراقبة الطيور في بيت جالا، جاءت بمبادرة من " المركز ولوجود وخبراء يتخصصون في مراقبة الطيور، بهدف التركيز على رفع الوعي البيئي في الطيور ، ووقف عمليات الصيد العشوائي، خصوصا أن فلسطين تشكل معبرًا حيويًا للآلاف من الطيور المهاجرة.
واعتبر كاتبة أن الطيور هي جزء مهم من النظام والتوازن البيئي في فلسطين، وأي خلل يصيبها من شأنه أن يحدث خللا كبيرا في الطبيعة والبيئة.
فيما أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن موسم مراقبة الطيور هذا العام دُشّن في العشرين من آذار، في محطة طاليتا قومي، بحضور وزير البيئة د. يوسف أبو صفية، وتوّج بفعاليات استمرت أسبوعاً، وامتدت لمحافظات القدس وبيت لحم وأريحا.
وبحسب عوض، فقد سُجلت خلال الأسبوع أعداد كبيرة من طيور: أبو سعد، والكركي، وغراب البحر، وبلشون الليل( مالك الحزين)، فيما جرى رصد طائر " هازجة النهر" الذي يعُتبر نادراً جداً، واسمه اللاتيني Locustella fluviatilis . وهو بني رمادي، ويبلغ طوله 15 سم، فيما يزن 18 غراماً، ويتميز عن بقية أصناف الطيور بالخطوط والنقاط الموجودة على صدره، وبالغطائيات طويلة ذات لون بني بنهايات بيضاء عريضة الذيل.
وأشار عوض، وهو أول عربي يحوز شهادة علمية في تصنيف الطيور البرية، أن الموسم الحالي تأثر بالتقلبات المنًاخية الحادة، والارتفاع والانخفاض الكبير في درجات الحرارة، والغبار، والحر، والبرد، إذ إنعكست الأحوال الجوية المتغيرة بين شتاء وربيع وصيف، سلباً على هجرة الطيور، قياساً بالسنوات السابقة.
ويقول الباحث في المركز ميشيل فرهود، إن محطة طاليتا قومي ببيت جالا تستقبل وتُحجل آلاف الطيور سنويا منذ عام 2000، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي. وبعد الإمساك بالطيور، يضعون حلقة معدنية تحمل اسم فلسطين ورقما محددا له حول رجل الطير اليسرى، كما هو متبع في منظمة الطيور الأوروبية والذي يعتبر المركز ممثلها الوحيد في فلسطين.
ويضيف: بعد تحجيل الطيور يتم تحديد جنس وعمر الطائر، وقياس طول الجناح والذيل، والوزن وكمية الدهون، وتطور عضلاته، وتدوين كل هذه المعلومات في سجل خاص ثم وضعه في الشبكة الدولية للمعلومات، ثم يطلق سراحه، بعد توثيقه بالصور الفوتوغرافية.
وتقع محطة" طاليتا قومي" على أحد أهم خطوط هجرة الطيور الرئيسة، بعد الدراسات العلمية التي قام بها المركز خلال السنوات الماضية. فيما يعتبر "التعليم البيئي" الشريك العربي الأول في منظمة الطيور الأوروبية 'SEEN'، ويمثل فلسطين في مؤتمراتها السنوية.
ووفق للتصريحات المشتركة لمركز التعليم البيئي، ووزارة شؤون البيئة، فإن إطلاق الأسبوع جاء استكمالاً لما أعلنه المطران منيب يونان، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، والوزير يوسف أبو صفية، خلال المؤتمر الثالث للتوعية والتعليم البيئي، الذي عقد نهاية الشتاء الماضي بتنظيم من المركز.
ويقول القائمون على الأسبوع، إن دلالات هذا الحراك، تأتي بعد أيام من احتفال دول العالم بيوم الطائر العالمي، في الأول من نيسان، واستعدادها لإحياء يوم الطيور المهاجرة منتصف أيار. وتهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي بالطيور وأهميتها، وتلفت أنظار المواطنين ودول العالم إلى فلسطين، وتنوعها الحيوي المميز، وتجذب انتباه العالم إلى تراثنا المسلوب.
وساهم الأسبوع المشترك بين المركز والوزارة في تطوير الوعي البيئي، والتعريف بالتنوع الحيوي الثري لفلسطين، الذي احتضن تاريخيا 530 نوعاً من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً.
ويرى المنظمون للحدث الأول محلياً، أن الفعاليات الخمس في محافظات: بيت لحم، والقدس، وأريحا، منحت مئات الطلبة والمواطنين والزوار الأجانب، فرصة لدراسة الطيور عن كثب، ومراقبتها، والتعرف على عالمها، وتصنيفها وموائلها وتسمياتها العلمية، وأسمائها الشائعة والمتداولة. وشاهدوا عن كثب ما تفعله انتهاكات الاحتلال من تدمير لبيئاتها وموائلها، وتنبهوا إلى خطورة الصيد الجائر.
واستنادا لنشرة تعريفية للمركز ولوزارة البيئة ": تتميز فلسطين بمكانة هامة كونها بوابة للطيور العابرة والمهاجرة من القارة الأوروبية الباردة والمتوجهة جنوباً إلى إفريقيا بحثاً عن الدفء، وبالتالي اصبحت فلسطين موئلاً هاماً للعديد من الطيور التي استقرت فيها أو اتخذتها ممراً لهجراتها كل عام.
فيما يطمح عوض أن يتمكن مركزه بالتنسيق مع وزارة شؤون البيئة من الإعلان عن عصفور الشمس الفلسطيني كطائر وطني لفلسطين، كما تفتخر الدول برموزها الوطنية المختلفة مثل العلم والحدود، فإنها تفتخر بالزهرة الوطنية والطائر الوطني كرمز من رموز السيادة.
بدروهم، وأبدى طلبة: البطريركية للروم الكاثوليك ببيت ساحور، وترسانطة، واللوثرية، ودار الكلمة إندهاشهم من طيور الشحرور، وأبو سمرة، والعندليب، وأبو زريق. وأخذوا يدققون في ألوانها وحجمها، ثم ما لبثوا إلا وقاموا بتحجيلها، بمساعدة طاقم المركز، ليطلقوا سراحها، بعد وقت قصير.
فيما تقول الطالبة ميساء أبو عيطة: راقبنا الطيور عن قرب، وتتبعناها بالمناظير، وهي تحلق في عنان السماء، وتعرفنا على طائر السمامة الشائعة، الذي يعتبر زائرا صيفيا مفرخًا في فلسطين. وصرنا نميزها من حيث لونها، وشكل جناحها، وحجم الجسم، واندهشنا لمعرفة أن هذا الطائر الصغير يستطيع التهام آلاف الحشرات يومياً!
ومما تعجبت منه أبو عطية، ورفاقها ان الطائر الذكر أجمل من الأنثى تكون بألوان الطبيعة؛ لترقد على بيضها، ولعدم لفت انتباه المفترسات اليها.
ويقول الطلاب إنهم ذهلوا عندما علموا بأن لفلسطين طائر وطني، هو عصفور الشمس الفلسطيني.
وترى أبو عيطة اهمية إدراج هذا الطائر في المنهاج الفلسطيني لتدريسه؛ إذ لم يسبق لهم ان سمعوا بهذا الطائر الصغير.
وذكر الطالب رامز مصلح: أثناء المراقبة لاحظت بأن الطيور صغيرة الحجم منتشرة على الأشجار ولا وجود لطيور كبيرة الحجم، فسألت عن السبب، وتعجبت عندما علمت بأن الطيور الكبيرة تهاجر أثناء النهار، مستفيدة من تيارات الهواء الساخنة، التي تستطيع أن ترفع الطائر مسافات عالية في السماء، حتي يقطع مسافة كبيرة دون أي جهد، أما الطيور الصغيرة فتهاجر في فترة المساء هرباً من المفترسات.
وزاد: تجولنا في متحف التاريخ الطبيعي بالمركز، وشاهدنا عددأ كبيرًا من الطيور المحنطة مثل: بومة السمك البنية، وعصفور الشمس الفلسطيني، والعويسق، وصائد السمك أبيض الصدر، واللقلق الأبيض، والبجعة بالأضافة الى التمساح، والمدرع، والوطواط، والخفاش، والبوم.
واستناداً إلى باحثي "التعليم البيئي"، فإن مفهوم مراقبة الطيور وتحجيلها، غير واضح بالنسبة للناس بعد، لكنهم مع هذا يستمتعون بمعظهم خلال الجولات الميدانية والإمساك بالطيور، وبشكل أكير من القراءة في الكتب.
وأضاف الباحثون: بجانب ترويج المركز لتجنب الصيد الجائر للطيور، إلا أننا اصطدنا هذا الأسبوع هدفين بحجر واحد: فعلّمنا مئات من الطلبة عن طيور بلادنا، ونقلنا لهم رسائل تدعوهم إلى تحاشي صيدها.