الثلاثاء: 19/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 02/05/2013 ( آخر تحديث: 03/05/2013 الساعة: 13:58 )
محطات من دورينا
بقلم :صادق الخضور
الدوري ينتهي والغزلان خطب ودّ اللقب فيما حلّ الهلال المقدسي وصيفا عن جدارة،. والكأس يزداد إثارة، الإسلامي تأهّل، والعميد قاب قوسين أو أدنى، السبت مهرجان تتويج الغزلان، والجمعة سنعرف الطرف الثاني في الكأس، وبموازاة ذلك مشاركة خارجية آسيوية لهلال القدس، وبالتوفيق للجميع.

تتويج الغزلان: دورا- المكان، والسبت: الزمان
حكاية الدوري كتبت فصولها الأخيرة، والعنوان" إبداع غزلاني: حقّق الأماني"، فللغزلان نبارك، ومع قرب انطلاق احتفالات التتويج والسعي لإخراجها بحلّة قشيبة كتب الغزلان تفاصيل الحكاية على مدار الجولات التي تواصلت على مدار سبعة شهور من التنافس.

على مدار اثنتين وعشرين جولة، جال الغزلان في ميادين الكرة، وإذا كنّا نشخّص قصة الغزلان من منظور الروايات، فالزمان زمان العطاء وطول النفس، والمكان فلسطين التي فاض ينبوع جنوبها بأداء غزلاني فاضت جداوله رشاقة وإبداعا على أرض الملعب، أما البطل، فلا حديث هنا عن بطولة الفرد بل عن بطولة المجموع، إدارة عملت بجدّ واجتهاد، وجهاز فني كان على الموعد، ولاعبون جادت أقدامهم بإبداع كروي، وجمهور كان خلال الموسم الحالي علامة فارقة في المسيرة، ويكفي أن بينهم كفيفا لا يبصر، أصرّ دوما على الحضور والمتابعة على وقع هدير الجماهير وكأني به يقول:
يا قوم، أذني لبعض الحي عاشقة والعين تعشق قبل الأذن أحيانا
أما الحدث، فنما مع كل جولة، والحبكة تأزمّت قبيل ثلاث جولات من عمر الدوري، وسرعان ما كان الحسم من على أرض البيرة، وكأن القصّة تستلهم مقولة" اشتدي أزمة تنفرجي"، والنهاية سعيدة بطبيعة الحال ليكون لها من اسم "سعيد" نصيب جلب السعادة.

في مسيرة الغزلان عبر ودروس، أولها أن العمل الإداري لا يقل شأنا عن عطاء اللاعبين، فكلاهما صنوان لا يفترقان، وثانيها أن الإفراط في الثقة ليس مطلوبا، وثالثها أن الجماهير برهنت أنها اللاعب الثاني عشر، ورابعها طول النفس، وخامسها: الاستقرار الفني ركيزة رئيسة للنجاح، والقائمة تطول وتطول.

للغزلان نبارك، فقد استحقوا اللقب عن جدارة واستحقاق، وبادلوا الجماهير التي نبضت حناجرها قبل قلوبها التحيّة، فانقاد اللقب لكوكبة من اللاعبين الذين لعبوا بروح الفريق الواحد.

مع قرب التتويج وفي ظل ما يتداوله الكثيرون عن استعدادات لكرنفال احتفالي غير مسبوق على الصعيدين المحلي والإقليمي، فإن الاحتفالية فرصة لتجسيد الروح الرياضية في أروع تجلياتها، فهل ستبادر الأندية الأخرى لمشاركة الغزلان احتفالها؟ تساؤل نعرف إجابته سلفا، فأنديتنا وحين تعلي راية التنافس إنما تعلي راية الأخوّة والمحبة قبل ذلك، والتنافس في الدوري لا يفسد للودّ قضيّة.

الظاهرية تتجهّز ودورا تنتظر وفلسطين ترقب الحدث، وطموح بقيّة الفرق متواصل، الغزلان انتظر، ثابر لمواسم، في النهاية جنى الحصاد، فالنجاح لا يتأتّى بكبسة زر، وهو نتاج الصبر والعمل المتواصل.
السبت مساء، سيحتفي أبناء الغزلان بفجر جديد أطلّت شمسه مع معانقة اللقب، وهنا نسجّل للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التقدير لعمل جدّي كان سببا في نجاح في موسم استثنائي، ما عكس منظومة متكاملة من العمل بقيادة اللواء الرجوب، وحين يحتفل الغزلان بنيل اللقب فإنما يحتفلون بنجاح الاتحاد في تتويج موسم لم يخل من صعوبات، لكن العبرة في النهايات.

جوّال ستكون على الموعد، وهي فرصة لتجدّد رعايتها للمسيرة الرياضية في الوطن، وتقديم دعم إضافي لكل الأندية في هذا التوقيت سيكون بمثابة مكرمة إضافية لشركة عبرّت عن التزام دائم بمضامين المسئولية الاجتماعية.
الإعلام مطالب بتغطية الحدث، وبالتفاعل مع كلّ مكوناته، وطيّ صفحة الاختلاف في المواقف أحيانا، فالاحتفال سيكون فرصة للاحتفال بمشروعنا الرياضي الوطني.

مبارك للغزلان، الذي سجّل فنيا التوفيق في استقطاب اللاعبين، وتكامل الخطوط.
إداريا وفنيا وجماهيريا: نجح الغزلان، هذا هو الثالوث الذي شكّل زوايا مثلث اللقب، تمهيدا لعرس مرتقب، ليحطّ اللقب الرحال هناك، في جنوب الوطن على مقربة من النقب.

بالتوفيق لهلال القدس: سفير الوطن
هلال القدس يتأهب لمشاركة آسيوية، والفريق الذي لم تفارقه روح البطولة قادر على التمثيل المشرّف في بطولة آسيوية تماما كما نجح الأمعري في ذلك.
الهلال؛ بطل الدوري السابق وبطل الكأس ووصيف الدوري الحالي يتوجّه إلى كمبوديا رافعا راية تمثيل فلسطين، وهذا يستوجب وقوف الجماهير الفلسطينية خلف الفريق في هذه المهمّة.

بالتوفيق للهلال الذي جسّد هذا الموسم أداء كرويا عاليا، وممارسة إدارية أعادت للنادي سبق الريادة في العديد من الخطوات والبرامج.
أهمية مشاركة الهلال في بطولة كأس رئيس الاتحاد الآسيوي تؤصّل لمشاركات في بطولات أكبر، وهذا يستوجب السعي دائما لتحصيل حق فلسطين في المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي.

الهلال ينطلق من القدس حاملا معه آمال الجماهير الفلسطينية، وهو مؤهل لأن يكون سفيرا فوق العادة للكرة الفلسطينية بعد أن نجح ناشئوه في الظفر بلقب بطولة الصداقة في الكويت قبل شهر ونصف.
بالتوفيق لأبناء الكابتن رائد عساف في هذه التصفيات.

إسلامي قلقيلية: العودة من بعيد
سبق وقلنا، الإسلامي يؤدي أداء جيدا، فهو وبلاطة من الفرق ذات الأداء السريع السلس، وكان ينقص الإسلامي الأخيرة كفيلةة للاعبين واعدين، وكذا كان، في آخر جولات المحترفين ضمن الفريق البقاء، وفي نصف نهائي الكأس نجح لاعبوه في التفوّق على الفريق اليطاوي المثابر الذي قطع شوط كبيرا في البطولة، ووصول الإسلامي لنهائي الكأس كان مستحقّا، والفريق بانتظار أحد الكبيرين: العميد أو الأمعري.

يحسب للإسلامي ترابط الخطوط، ووجود وفرة في اللاعبين القادرين على التسديد والتسجيل، ووجود الروح، وهذه الأخيرة كفيلة بأن تجعل اللاعبين متفانين داخل لميدان.
من بعيد عاد الإسلامي، بسداسية عوضّت الفارق في الذهاب، وجديد بطولة الكأس هذا الموسم نظام الذهاب والإياب في نصف النهائي، وهذا ما يفسّر تبنّي الفرق طرق لعب متنوعة.

الإسلامي فريق مثابر، يستحق التواجد في النهائي، ورغم أن نتائج القرعة في الكأس ظلمت بعض الفرق، إلا أنها لم تلغ الحقّ المشروع للفرق كلها في بلوغ النهائي.
في الدوري؛ يتواصل سباق الهداف حتى آخر المحطّات، وفي الكأس كذلك، وفي كلتا الحالتين حافظ شباب الخليل على حضور لاعبيه للمنافسة هنا وهناك.