مهرجان جماهيري في رام الله احتفالا بانتصار الأسير سامر العيساوي
نشر بتاريخ: 03/05/2013 ( آخر تحديث: 04/05/2013 الساعة: 09:20 )
رام الله - معا - نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وبالتعاون مع الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، مهرجانا مركزيا لمناسبة انتصار الأسير سامر العيساوي، بحضور والديّ العيساوي حشد من قيادات القوى والفصائل الوطنية يتقدمهم النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد، وصالح رأفت، وجميل شحادة وواصل أبو يوسف، وعدد من الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي وممثلي المنظمات الحقوقية والشبابية والنسائية والمئات من كوادر الجبهة الديمقراطية.
وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لأرواح شهداء الحركة الأسيرة وعموم شهداء الشعب الفلسطيني، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني، ثم حرب عريق الاحتفال حلمي الأعرج بالحضور متحدثا عن القيمة التاريخية والوطنية لهذا الانتصار الذي سجله الأسير "سامر الفلسطيني" لصالح الحركة الأسيرة ونضالاتها، والأبعاد الوطنية والدولية التي حملها هذا الإنجاز كأطول إضراب عن الطعام في تاريخ البشرية، وكمعركة بطولية استثنائية خاضها أسير شاب معزول عن العالم، ومتسلحا بإرادته في وجه أعتى قوى القمع، وشكر الأعرج كل من ساهم في هذه المعركة بدءا من الأسرى، والمشاركين في الفعاليات الجماهيرية في الوطن والخارج، ومنظمات حقوق الإنسان والدفاع عن الأسرى والمحامي جواد بولس الذي واكب القضية من بدايتها حتى نهايتها الظافرة.
وألقى جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية كلمة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وصف فيها إنجاز العيساوي بأسطورة الصمود، وقال أن على الاحتلال الإسرائيلي أن يعيد حساباته بحق الشعب الفلسطيني وأسراه، وأشار إلى قرار القيادة الفلسطينية بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات إلا بوقف الاستيطان والإفراج عن جميع الأسرى، كما حيا صمود الأسرى وبخاصة المعتقلين الأردنيين الذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام، ودعا إلى استثمار هذا المناخ الوطني الناهض بإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني مؤكدا أن مكاسب الجميع من الوحدة الوطنية هي أعلى وأهم من أية مكاسب فئوية فردية تحققها أية جهة من استمرار الانقسام.
من جانبه قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أننا نحتفل بانتصار حقيقي حيث كان انتصار سامر العيساوي واضحا ومدويا، وهو حمل التحدي وخاض معركته البطولية باسم كل الفلسطينيين، وهو يشكل بداية لمرحلة جديدة في نضالات الحركة الأسيرة والحركة الوطنية الفلسطينية بوجه عام.
وقال أمين شومان منسق الهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين أن شعبنا كله يعتز ويفتخر بهذا الانتصار الذي حققه سامر العيساوي ابن فلسطين وابن القدس وابن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأضاف أن هذا الإنجاز يحمل أربعة دروس ثمينة هي كيف يؤدي الثبات على الموقف والصمود إلى الانتصار، ورفض الإبعاد بكل أشكاله والإصرار على العودة للقدس عاصمة دولة فلسطين، كما أنه رسالة موجهة لحكومة الاحتلال التي لم تتمكن من كسر إرادة سامر، وهو رسالة لشعبنا مفادها أن الوحدة والصمود هي طريق الانتصار وتحرير الأسرى.
وألقت ليلى العيساوي (أم رأفت) أم الاسير سامر التي كانت قد عادت لتوها هي وزوجها طارق العيساوي من أول زيارة لسامر بعد تعليق إضرابه كلمة مؤثرة استهلتها بنقل تحيات ابنها لكل من وقف معه وسانده في معركته الطويلة، وقالت أن هذا الإنجاز هو إنجاز لكل الأسرى ولفلسطين وعاصمتها القدس، كما قدمت شكرها لكل من ساند سامر والعائلة وفي المقدمة الرئيس محمود عباس وقادة وأعضاء الفصائل، ومنظمات حقوق الإنسان، وكل أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والخارج.
وألقى النائب قيس عبد الكريم ( أبو ليلى) كلمة قال فيها أن الإضراب عن الطعام لمدة 277 ليس مجرد رقم قياسي بل هو رقم أسطوري، وهو دليل على أن الإنسان إذا ما تسلح بالإرادة والقدرة على الصمود فإنه قادر على اجتراح المعجزات.
وحيا أبو ليلى العائلة المناضلة التي أنجبت سامر وخاصة والدته ووالده، وقال أن سامر هو نموذج للفلسطيني الذي يحب الحياة، ولكنه يحبها منتصرا لمبادئه وحريته وحقه في أن يعيش في وطن حر كشعب حر.
وقال أن التاريخ يعلما أن الانتصارات الكبرى لا تتحقق بضربة واحدة بل بمراكمة سلسلة من الانتصارات الجزئية ومنها انتصار سامر العيساوي على سجانيه وانتصار شعبنا في الأمم المتحدة، وانتصار كل مناضل في مجاله والقطاع الذي يعمل فيه، ولفت إلى أن قضية سامر ساهمت في تدويل قضية الأسرى بجعلها قضية رأي عام لكي يتدخل المجتمع الدولي بكل قواه للإفراج عن جميع الأسرى وفي مقدمتهم قادة شعبنا مروان البرغوثي وإبراهيم أبو حجلة واحمد سعدات، وقدامى الأسرى والأسرى المرضى والأطفال والأسيرات، وقلل أبو ليلى من أهمية ما يحمله جون كيري في زياراته قائلا أنه يبيعنا وهما، لكن اعتمادنا بالدرجة الأولى ينبغي أن يكون على طاقات شعبنا وقدراته ووحدته الوطنية ونضالنا المستمر من أجل الحرية والاستقلال.
وألقى القيادي المقدسي هاني العيساوي عم الاسير سامر كلمة كشف فيها عن بعض تفاصيل اللحظات أخيرة لإنجاز الاتفاق الذي علق سامر بموجبه إضرابه عن الطعام مقابل تعهد بنيل حريته بعد أشهر معدودة في القدس، وقال أن صحته كانت في خطر شديد لكن معنوياته كانت في السماء، وقال أنه كان قلقا بشأن معاناة زملائه ورفاقه الأسرى الذين أضربوا تضامنا معه، حيث أخذ ذلك بعين الاعتبار لدى موافقته على تعليق الإضراب مع أنه كان يملك من الإرادة ما يمكنه من مواصلة إضرابه حتى الإفراج الفوري، وقال العيساوي أن هذه التجربة تعلمنا أن الكف قادر على مناطحة المخرز، وذلك ما تعلمه سامر في مدرسة الشهداء عمر القاسم وخالد نزال.
كما ألقى وزير الأسرى عيسى قراقع كلمة قصيرة، حيا فيها صمود الحركة الأسيرة، ونضالاتها الباسلة التي توجت بقضية سامر العيساوي داعيا إلى مواصلة الجهود والتحركات الجماهيرية والرسمية لتحرير جميع الأسرى والأسيرات دون قيد أو شرط أو تمييز.
وجرى خلال الاحتفال تسليم عائلة العيساوي درعا قدمته الفعاليات الشعبية الفلسطينية في لبنان، كما تخلل الاحتفال هتافات مستمرة تمجد إنجاز الأسير العيساوي وتدعو إلى مواصلة إسناد الحركة الأسيرة ونضالاتها.