مزارعو الحدود الشرقية بخان يونس.. خوف وترقب بعد عودة استهدافهم
نشر بتاريخ: 04/05/2013 ( آخر تحديث: 05/05/2013 الساعة: 01:01 )
غزة- معا - منذ أكثر من اسبوعين والمزارع حسام أبو دقة في حاله ترقب مستمر لتحركات الجيش الإسرائيلي حيث لا تبعد أرضه عن منزله كيلو متر واحد ورغم ذلك يصل اليها بصعوبة ويقول "بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة تنفسنا الصعداء وعدت إلى ارضي وبدأت في حرثها وفلاحتها وشاركني جميع المزارعين علي امتداد الحدود الشرقية لخان يونس".
بدأت الحياة تدب في تلك المنطقة بعد أن مرت العديد من السنوات ,وكان أهل تلك المنطقة محرومون من زيارتها, ليعود الاحتلال وبإصرار على حرمانهم من أراضيهم ,ويضيف المزارع " لم نفرح بعد كثيرا بانجاز المقاومة , فحاليا لا يسمح لنا إلا بزيارة أراضيا لعدة ساعات فانا كل يوم أقف أمام باب منزلي وانظر إلى الحدود فإذا لم أجد أي تحركات للجيش أتوجه إلى ارضي ".
ويجلس أبو دقة في أرضة لعدة ساعات وهو يعمل بجد وبسرعة إلا أن تطل علية احد الجيبات الإسرائيلية أو الدبابات وتطلق علية عدة رصاصات تحذيرية ليترك أرضة ويعود إلى منزله يترقب حركة الآليات مرة أخرى.
|216885|
زوجة أبو دقة وبسبب التوتر علي الحدود وخوفها من عودة الأوضاع كما كانت عليه سابقا طالبت من زوجها أن يبني لها مطبخا خارج المنزل وتقول لوكالة معا "مطبخي الحالي بمواجهة الدبابات الإسرائيلية وفي أي اجتياح يتم استهدافه بشكل مباشر لذلك طلبت من زوجي أن يبني لي مطبخا جديدا خلف المنزل للطوارئ ".
وتبين انه لا يوجد لديها أي مكان أخر تسكن فيه وان جذورهم مغروسة في هذه الأرض وان لقمة العيش بأرضهم ولا يمكنهم الخروج منها, رغم أن أبناءها عادت لهم الكوابيس والتبول إلا إرادي, بسبب إطلاق النار خلال الأيام الماضية.
وتضيف " كذلك لا نستطيع أن ننام بالليل بشكل دائم فنومنا متقطع بسبب رشقات الرصاص العشوائية التي يطلقها الجيش الإسرائيلي بين حين وأخر وأبنائي يطالبوننا أن نرجل ولكن لا يوجد لدنيا أي مكان لنذهب له ".
وتذكر انه بعد الحرب تغيرت معالم المكان حيث كثر الزوار والتنزه على الحدود فخضار الأرض والهواء المنعش كان يشجع الجميع علي زيارة الجلوس في الأراضي التي تم زراعتها , وتنهي حديثها بالقول "يافرحة ما تمت ".
ويؤكد أبو أيوب أبو دقة 45 عاما لمراسلة وكالة معا أن الوضع أفضل مما كان علية قبل الحرب الأخيرة ولكن في أخر فترة يوجد الكثير من الاختراقات من قبل جيش الاحتلال علي كل من يتقدم اتجاه أراضية ويضيف " كنا نمنع من أن نقترب من السياج مسافة 300 متر اليوم كل من يقترب مسافة 500متر يتم استهدافه ".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال كثف من دورياته العسكرية المتجولة على طول الشريط الحدودي أكثر من ذي قبل كما قام بتجريف الأراضي وإطلاق النار بكثافة علي المزارعين وخاصة في أوقات الليل أو أثناء وجود الضباب في الجو.
وينضر أبو دقة إلى أرضة بحسرة كبيرة فقد حرم منها لسنين طويلة وبعد أن سمح له بزراعة أرضة واستثمارها ليعود للحرمان منها ,ويتمني أن تعود الهدوء إلى المنطقة وان يكملوا حصد المزروعات التي تم زراعتها خلال الفترة الماضية.
ويضيف "قمت بزراعة ارضي وارض إخوتي بمساعدتهم بمنتجات سريعة القطف مثل القمح والشعير أملا في أن احصد الأرض قبل الدخول في مرحلة جديدة من عدم التهدئة وحرماني نهائيا من دخولي ارضي لأعوض تكلفة الحرث والزراعة".
يذكر انه تم أبرم اتفاق تهدئة برعاية ووساطة مصرية بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في (21- 11-2012م)، حيث كان من بين بنود الاتفاق عودة المزارعين إلى أراضيهم، وإلغاء المنطقة العازلة التي فرضها الاحتلال طوال السنوات الماضية.
ومنذ وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر 2012، وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استشهاد أربعة مدنيين فلسطينيين وإصابة 65 آخرين، من بينهم 17 طفلا، في المنطقة العازلة على أيدي قوات الاحتلال، واعتقل في المنطقة نفسها 48 آخرون، من بينهم 19 طفلا.