السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانسحاب من قطاع غزة نصر لشعبنا وهزيمة للعدوان

نشر بتاريخ: 15/08/2005 ( آخر تحديث: 15/08/2005 الساعة: 19:42 )
معا - الانسحاب الإسرائيلي الاحتلالي من قطاع غزة وشمال الضفة الفلسطينية ليس هدية يقدمها الاحتلال لشعبنا وليس منّة من احد ... كون الانسحاب ياتي نتيجة لتضحيات جسام ولصمود عظيم ولفعل نضالي متراكم ومقاومة فلسطينية باسلة سطرت اروع ملاحم البطولة والفداء من خلال استمراريتها وديموميتها وتحقيقها توازن الرعب بالفعل المقاوم الرادع لارهاب الاحتلال من اجل الحفاظ على شعبنا وحقوقه مما دفع الارهابي شارون للبدء بخطوات للانسحاب والرحيل عن قطاع غزة وشمال الضفة الفلسطينية بل دفعة للهروب ويحاول شارون وأعوانه ان يجمل صورته وصورت الاحتلال امام العالم من خلال تصوير الانسحاب تنازلاً مؤلماً وان السفاح شارون قد اصبح رجل سلام وان دولة الارهاب المنظم للاحتلال الاسرائيلي قد اصبحت دولة تنشد السلام وتبحث عن الاستقرار في المنطقة ... فاقام شارون والاحتلال كله الدنيا ولم يقعدها في حملة وضجة اعلامية مكثفة ومبرمج لها من كافة الاجهزة الصهيونية المنتشرة في المنطقة وفي جميع انحاء العالم للتغطية على الحرب الشامله التي يمارسها الاحتلال لتهويد القدس والخليل واحكام السيطرة بالكامل على الضفة من خلال استمرار بناء الجدار العنصري ومصادرة الاراضي وتوسيع المستوطنات وتقطيع اوصال المناطق الفلسطينية وتحويلها الى كنتونات ومعازل تعيش التجمعات السكانية الفلسطينية فيها محاصرة بالكامل من كافة الجهات بالجدران والمستوطنات وبالطرق الالتفافية بعد عزل وتهويد القدس من خلال الغلاف الاستيطاني الكبير المحيط بها وتفريغها من محتواها السكاني والمؤسساتي العربي والاسلامي والمسيحي هذا عدا الاجراءات المستمرة ايضاً لتهويد واسرلة الخليل من داخلها وخارجها ... وكل ذلك يجعل من الضفة الفلسطينية فريسة للاحتلال ضمن دائرة السيطرة والضم الغير مباشر للكيان الاحتلالي الاسرائيلي ... وكل ذلك يسير تحت ستار الضجة الإعلامية الاحتلالية للانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الفلسطينية حيث يريد الاحتلال ان يظهر امام العالم بالحمل الوديع المنسحب والراحل ناشداً السلام والاستقرار ... على كل حال ان الاحتلال كان يتمنى ان يبتلع البحر قطاع غزة كي يتخلص من الكثافة السكانية الفلسطينية الكبيرة المكلفة له مادياً ومعنوياً ولكن بقي شعبنا في قطاع غزة بصبرة وصموده واصراره على البقاء ... وبإرادة شعبنا القوية وتصميمه على الحقوق والثوابت كان قرار الاحتلال بالهروب ليحقق شعبنا ومقاومته الانتصار ... ولكن لا بد ان يكون شعبنا وجميع قواه الحيه على قدر كبير من الحيطه والحذر كي نفوت على الاحتلال اهدافه وكي لا نقع في الشباك التي نصبها الاحتلال ليقع فيها شعبنا بعد الانسحاب ... فبالوحدة الفلسطينية الراسخة وبالتناغم في الاداء والانسجام في العمل بين كافة قطاعات شعبنا رسمياً ووطنياً وشعبناً نطفئ أي فتيل لفتنه داخليه يريدها لنا الاحتلال ليوقعنا بحرب اهلية واقتتال داخلي قبل او بعد رحيله من خلال بذور للفرقة قد زرعها لتنمو قبل وبعد رحيله كي يظهر شعبنا امام العالم انه لا يستحق دوله ولا تحرير ولا استقلال وان شعبنا لا يستطيع ان يحكم نفسه بنفسه ... ولكن كل الرهانات على الاقتتال الداخلي الفلسطيني لم تنجح وكان شعبنا وقواه الحيه ولا يزال وسيبقى ضمن وحدة فلسطينية راسخة في المسيرة الفلسطينية المظفرة نحو تحرير القدس الشريف واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فكان القرار الاسرائيلي بالانفصال احادي الجانب بدون أي تنسيق او تفاوض مع قيادتنا الفلسطينية يهدف الى خلق البلبه بين صفوف ابناء شعبنا وقواه وتنظيماته وسلطته الوطنية وكي لا يحقق الرئيس محمود عباس " ابو مازن " أي انجازات ترفع من نسبة تاييده في الشارع الفلسطيني وهذا ما يظهر ان الاحتلال غير معني بنجاح الاخ الرئيس المنتخب محمود عباس " ابو مازن " في برامجه ومهامه كرئيس للدولة الفلسطينية وكرجل يعمل على ترتيب الاوضاع الداخلية الفلسطينية لما يحقق الامن والاستقرار والسلام للجميع في المنطقة ... ولكن الاحتلال يعمل جاهداً لافشال الاخ ابو مازن لان الاحتلال وحكوماته المتعاقبه بما فيها حكومة شارون الحالية لا يريدون ان تنجح أي عملية سياسة توصل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى سلام حقيقي يعيش فيه شعبنا الفلسطيني بدولة مستقله مع باقي دول المنطقة ... وان شعبنا العظيم صانع الامجاد والبطولات سيحتفل بالنصر والتحرير بكل سنتمتر يرحل الاحتلال عنه لان من حق شعبنا المرابط المناضل ان يفرح وان يحتفل بالانسحاب وبالرحيل والهروب الاسرائيلي من قطاع غزة العزه والشموخ ومن شمال الضفة الفلسطينية الابيه بعد عودة تلك الاجزاء من ارضنا المقدسة الينا لنقول للعالم من جديد ان الاحتلال والاستيطان زائل مهما طال الزمان ... وما رحيل جيش الاحتلال ومستوطنية عن أي جزء من ارضنا الفلسطينية الا خطوه على طريق تحقيق الاهداف العليا لشعبنا والنصر والتحرير الكامل ... وسوف يستمر شعبنا بالرباط والنضال حتى تكتمل الفرحة باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كامله السيادة بعاصمتها الابدية القدس المحرره بعون الله وبعوده كافة ابناء شعبنا اللاجئين والمشردين الى ديارهم وباطلاق سراح كافة الاسيرات والاسرى البواسل من سجون الاحتلال ... وما الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة إلا نصر لشعبنا وهزيمة للعدوان .

وان ارادة شعبنا بعون الله تعالى حتماً ستنتصر ... ستنتصر ... ستنتصر .

عزمي الشيوخي

أمين عام اللجان الشعبية

دولة فلسطين