" وليد خرمه " صوت بلاطه في المحافل الرياضية
نشر بتاريخ: 06/05/2013 ( آخر تحديث: 06/05/2013 الساعة: 19:13 )
نابلس - معا - كتب ماجد ابوعرب -وليد خرمه معلق رياضي واداري ناجح ,عاصر مركز شباب بلاطه في كافة المنعطفات التاريخية ,يحن الى الزمن الجميل كما يحن الى خبز امه وقهوة امه ,وليد خرمه يحن الى ايام العز وايام الانتماء الصادق ,ويقارن في هذا اللقاء بين زمنين ,زمن الانتماء الصادق وبين زمن الاحتراف الذي سيطرت فيه الماديات والمغريات على حساب الانتماء لمزيد من المعلومات والتفاصيل اليكم هذا الحوار:
الفرق بين الماضي والحاضر
يقول وليد:
هناك من يحن إلى خبز أمه وقهوة أمه ، والبعض يحن إلى الديار وملاقاة الأحبة ، وأنا أحن إلى أيام زمان ... أيام العز وأيام التغني بمركز شباب بلاطة ... وأيام الصولات والجولات ... وأيام حصد البطولات وجني الكؤوس التي ضاقت بها رفوف وخزائن المركز ... تلك الأيام التي كنا فيها نعمل من أجل المركز وليس للشخوص ، عندما كنا قلباً واحداً وهدفنا واحداً ألا وهو مصلحة ورفعة ورقي هذه المؤسسة التي عشقنا اسمها وتغنينا به في المدرجات ، ولم ندخر وقتاً أو جهداً في سبيل خدمة هذا الصرح الذي اعتبرناه بيتنا الثاني ، فمعظم وقتنا وفراغنا كنا نقضيه داخل المركز أو في متابعة مباريات أو حتى تمارين الفرق الرياضية المختلفة ، فلم تكن تمنعنا المسافات الطويلة من مرافقة فرق المركز ومؤازرتها وتشجيعها من اقصى الشمال حتى رفح وغزة في الجنوب .
ابرز المحطات في مسيرتك مع بلاطه .
منذ طفولتي وعندما كنت طالباً في المدرسة الإعدادية وأسوة بأبناء جيلي وأصدقائي بدأت أتردد على المركز وأتواجد فيه وأحضر المباريات والأنشطة الثقافية والمسابقات ، ورغم تفوقي في المدرسة لم يمنعني ذلك عن منح جزء من وقتي للمركز ، فأصبحت عضواً في لجنة المكتبة وبدأت مع أصدقائي بإصدار مجلا ت الحائط بشكل دوري ، وتنظيم المسابقات الثقافية (س.ج) وغيرها من الأنشطة الثقافية .
ثم أصبحت عضواً في اللجنة الثقافية ، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية تركز نشاطي في الجانب الرياضي وأصبحت منذ بداية الثمانينات سكرتيراً للجنة الرياضية ولم تمنعني دراستي في الجامعة عن مواصلة العمل في المركز ولم أنقطع عنه حتى في أيام الامتحانات وكنت اتواصل مع الأندية في عقد المباريات وحجز الملعب البلدي ومراسلة الصحف وتزويدها بأخبار المركز والتعليق على المباريات وإعداد برامج النشاط الرياضي للفرق الرياضية المختلفة .
وفي منتصف الثمانينات عندما كان المركز مغلقاً بأمر من سلطات الاحتلال حينها أصبحت ملاعب المدارس والساحات الشعبية وحتى الشوارع مكاناً لممارسة تمارين فرق المركز صيفاً وشتاءً وفي تلك الفترة أوكلت لي وللأخ سليم أبو علي من قبل وكالة الغوث بنابلس مهمة إدارة شؤون المركز لعدم وجود هيئة إدارية في فترة معنية فكان الأخ سليم يشرف ويدير الأمور الرياضية وأنا أقوم بمتابعة الأمور الإدارية والمالية.
ورغم شح الموارد والمضايقات التي عانت منها فرق المركز لم تتوقف الأنشطة وفي معظم الألعاب الرياضية من كرة قدم وسلة وطائرة ويد ، فكان فريق كرة السلة في أوجه وفي قمة عنفوانه وكان منافساً على الألقاب في معظم البطولات والصواعق الرياضية ، وفريق كرة الطائرة تربع على عرش بطولة الضفة والقطاع لأكثر من دورة ، فكما أذكر كانت تقام بطولة الضفة والقطاع في كرة الطائرة في جباليا بقطاع غزة بين الأول والثاني من الضفة والأول والثاني من غزة في ليلة رمضانية ، وكان فريق كرة الطائرة يذهب بسيارتين ويعود في الصباح حاملاً معه كأس البطولة ، وبعد قدوم السلطة الوطنية وإعادة بناء مقر المركز وعودة الحياة إلى العمل الرسمي في المركز عملت أميناً للسر في الهيئة الإدارية وإدارياً لفريق كرة القدم الأول الذي تربع على كأس فلسطين عام 1996.
وفي السنوات الثلاث الأخيرة أوكلت لي مهمة الناطق الإعلامي للمركز والإشراف على الموقع الإلكتروني .
اهم الأنشطة التي كان يمارسها المركز في الماضي
1) في المجال الرياضي لم يكن هناك لوناً من ألوان الرياضة أو الألعاب إلاّ وكانت موجودة في المركز ، فكان هناك فرقاً رياضية دائمة بلعبة كرة القدم ولمختلف الفئات العمرية (براعم ، أشبال ، ناشئين ، فريق ثاني ، فريق أول) ولكل فريق مدربه الخاص من الشباب الرياضيين في المخيم، وكان هناك فريقين لكرة السلة واحد للناشئين وآخر للكبار ، ونفس الحال بكرة الطائرة ، وفريق بكرة اليد وتنس الطاولة ، وكذلك في ألعاب كمال الأجسام ورفع الأثقال والملاكمة ، حتى أن هناك رياضة ألعاب القوى وسباق الدراجات كان هناك لاعبون يمارسونها ويشاركون في المسابقات والبطولات .
ومن أجمل الأنشطة التي اعتاد المركز على إقامتها في ذلك الوقت ما كنا نسميه باليوم الرياضي ، حيث كنا نذهب بباص كامل يضم فرق كرة القدم والسلة والطائرة إلى مدن الضفة والقطاع ونحل ضيوفاً على الأندية هناك ونقيم مباريات في هذه الألعاب من ساعات الصباح حتى منتصف الليل ، وبنفس الطريقة كانت تحل فرق الضفة ضيوفاً على المركز وتقام الأمسيات الرياضية في ملعب المركز تحت الأضواء الكاشفة بألعاب السلة والطائرة وخاصة مع فرق مثل جمعية الشبان المسيحية وسالزيان بيت لحم والعمل الكاثوليكي بكرة السلة ومع العيزرية والأمعري وسنجل والعوجا بكرة الطائرة .
2) في المجال الثقافي والفني : كان هناك مكتبة ثقافية عامة يزورها أعضاء المركز وأبناء المخيم يومياً ويطالعون الكتب والصحف اليومية والمجلات فيها ويستعيرون الكتب منها ، كما كانت اللجنة الثقافية تقيم بشكل دوري برنامج المسابقات الثقافية (س.ج) ويلاقي حضوراً كبيراً وتوزع فيه الجوائز على الفائزين في المسابقات ، كما كان يقام حفلات فنية وشعرية ، وندوات ومحاضرات في المناسبات الدينية والوطنية ، ومن أبرز النشاطات التي كانت تقيمها اللجنة الثقافية معرض الكتاب الذي كان يقام سنوياً في شهر نيسان ويشارك فيه كبرى مكتبات ودور النشر في فلسطين ، كما أقيم معرضاً للصحافة الفلسطينية .
3) في المجال الاجتماعي : أبرز الأنشطة التي كانت تقيمها وتشرف عليها اللجنة الاجتماعية في ذلك الوقت هو معرض المصنوعات الوطنية الذي كان يقام في ملعب المركز ويستمر التحضير والتجهيز له وتغطية الساحة بالشوادر لعدة أيام وكان المرحوم صلاح حمدان يشارك بنفسه في التجهيز لهذا المعرض وبمشاركة عشرات الشباب من أعضاء المركز ويلاقي حضوراً كبيراً من مختلف مدن الضفة الغربية ويتم فيه عرض المصنوعات الوطنية لكبرى المصانع والشركات الفلسطينية ، كما كانت تقام الأعمال التطوعية في المخيم بشكل دائم بالإضافة إلى توزيع المساعدات على العائلات المحتاجة في المخيم .
أبرز البطولات والإنجازات التي حققها المركز
.- بطولة مراكز الشباب الاجتماعية في الضفة الغربية بلعبة كرة القدم لسنوات عديدة .
- بطولة أندية ومراكز الشباب في محافظة نابلس في ألعاب القدم والسلة والطائرة لسنوات عديدة.
- بطولات الأول من أيار التي كان ينظمها سنوياً الاتحاد العام لنقابات العمال بمناسبة عيد العمال والتي كانت تشكل حدثاً رياضياً رائعاً تقام فيه بطولات في جميع الألعاب الرياضية (قدم ، سلة ، طائرة ، يد ، تنس) وسباق الضاحية وسباق الدراجات الهوائية ، وكان للمركز نصيب الأسد من كؤوس هذه البطولات .
- بطولة سداسيات أندية الضفة الغربية بكرة القدم التي أقامها المركز عام 1976 بمشاركة أبرز أندية الضفة الغربية حيث وصل إلى المباراة النهائية فريق مركز بلاطة وجمعية الشبان المسيحية الذي كان من أبرز الفرق في ذلك الوقت وفاز المركز في المباراة ، حيث كان فريق المركز في ذلك الوقت يضم نجوماً بارزين في سماء كرة القدم في ذلك الوقت أمثال المرحومين راسم يونس و حسن درويش وعمر درويش ، وسليم أبو علي وكاظم سرحان وغازي مراحيل ومصطفى حبش ومحمد شلباية ومحمد العاص ورياض الكوبري والعديد من النجوم .
- بطولات وصواعق كرة السلة والطائرة والتي كانت تنظم سنوياً صيفاً وشتاءً من قبل العديد من الأندية وخاصة تلك كانت تنظمها جمعية الشبان المسيحية على ملاعب بيتر ناصر في القدس أيام الصيف وفي صالة معهد الطيرة المغلقة في فصل الشتاء ، وفي معظم المرات كان المركز يصل إلى المباراة النهائية ويحصد المركز الأول أو الثاني ، حيث كانت فرق السلة والطائرة في أوجها وكانت تضم لاعبين بارزين مثل حسني يونس و والمرحوم راسم يونس و عز الدين حمدان وإسحق القنه ويونس افتيح ، وماجد ندى ويوسف البدرساوي ومهند صالح وبدر رفعت وأيمن صبوح ومحمد بدرساوي وعماد حمدان و رايق الملاح ومهدي أبو زهرة والمرحوم صبحي نمر ومحمد شلباية والمرحوم فؤاد خضر وغيرهم .
- بطولة الضفة والقطاع بلعبة كرة الطائرة التي كانت تقام في غزة في شهر رمضان المبارك بمشاركة الأول والثاني من بطولة الضفة والأول والثاني من غزة حيث حصل فريق المركز على كأس البطولة لعامين .
- كأس فلسطين بكرة القدم لعام 1996 حيث فاز المركز في المباراة النهائية على شباب البيرة بأربعة أهداف نظيفة ، ومثل فريق المركز فلسطين في بطولة الأندية العربية أبطال الكأس الثامنة التي أقيمت في الاسماعيلية بمصر عام 1997 .
- بطولات كثيرة كانت تجري بمناسبات مختلفة في الضفة الغربية في مختلف الألعاب .
- بطولة الضفة في رياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال والملاكمة عدة مرات .
* وأريد أن أقول بأنني لن أكون مبالغاً لو بقيت الكؤوس والدروع التي حققتها فرق المركز المختلفة في البطولات والمسابقات الرياضية في ذلك الزمان موجودة حتى الآن لكانت بحاجة إلى مكان واسع وخزائن كثيرة لاستيعابها ، لكن معظمها قد أتلف أو فقد جراء الاعتداء على المركز واقتحامه في الانتفاضتين وفي سنوات الاحتلال .
حدث في الذاكرة
- في الدوري التصنيفي لأندية الضفة الغربية بكرة القدم عام 1981 لعب فريق المركز مع شباب الخليل على ملعب الحسين في يوم جمعه وأسفرت المباراة عن تلقي الفريق خسارة كبيرة بعشرة أهداف مقابل هدف ، حيث ظهر الإعياء والتعب على اللاعبين في تلك المباراة رغم أنه كان يضم العديد من النجوم البارزين أمثال المرحوم عمر درويش ونور الدين حمدان وخالد أبو عياش ومحمد بدرساوي وسمير جبريل وكمال حمدان والمرحوم خالد الريان وغيرهم ، وقد لاقت هذه الهزيمة صدمة كبيرة لدى اللاعبين والجماهير ، وفي اليوم التالي ذهبت للمركز عصراً وقد كان خاوياً ولم يكن كعادته مكتظاً بالشباب ، ولم يكن هناك إلاّ المرحوم صلاح حمدان وآذن المركز فدخلت إلى غرفة الإدارة وقمت كما تعودت بعد كل مباراة دورية بتدقيق الكشوفات .
وقد لفت نظري وجود لاعب شارك في المباراة ضمن فريق شباب الخليل لا يوجد له اسم في كشوفات النادي المعتمدة من رابطة الأندية وبعد التدقيق والتمحيص تأكدت بأن هذا اللاعب غير قانوني ، فما كان مني إلاّ أن ذهبت مسرعاً إلى المرحوم صلاح حمدان وأبلغته بذلك فقال لي وماذا سيحدث إذا ثبت ذلك قلت له حسب القانون سيخسر فريق الخليل المباراة وتصبح نتيجتها 2/صفر لصالحنا فما كان من وجهه إلاّ قد تغير وظهرت الابتسامة والفرحة عليه بعد أن كان كمن يجلس في بيت عزاء ، وبعد عرض الموضوع عاجلاً على الإدارة والتشاور تم تقديم اعتراض رسمي إلى رابطة الأندية ، وبعد ذلك جرت محاولات عديدة واتصالات لسحب الاعتراض لكننا أصررنا على بقاءه ، وبعد مد وجزر وتأجيل لجلسات عديدة في النهاية اتخذ مجلس الرابطة قراراً بتخسير شباب الخليل المباراة واعتبار مركز بلاطة فائزاً بنتيجة 2/صفر وكسبنا نقاط المباراة .
المركز بين الماضي والحاضر .
- أهم ما يميز المركز في سنوات الزمن الجميل هو العمل بروح الفريق الواحد ، دون أن تكون هناك مصالح ذاتية أو شخصية أو حزبية ، فجميع أبناء المخيم يعملون لتحقيق هدف واحد وهو رفع اسم المركز وسمعته وتحقيق الانجازات والانتصارات والبطولات وخدمة أبناء المخيم وشبابه في كافة المجالات رياضية وثقافية وتعليمية واجتماعية ، فكان المركز ليس مجرد نادي رياضي فحسب بل كان مؤسسة شاملة ومتنفساً لجميع أبناء المخيم بمختلف فئاته تجد فيه ما تريد من ثقافة ورياضة وفن وتسلية وعمل تطوعي ... الخ ، أما في الوقت الحاضر فقد أصبح المركز يقتصر على ممارسة النشاط الرياضي وفي لعبة كرة القدم بشكل رئيسي حيث غيبت الألعاب الأخرى كالسلة والطائرة واليد منذ سنين ، كما أن المجالات الأخرى والأنشطة الثقافية والفنية قد أصبحت شبه معدومة إلاّ في بعض المناسبات وقلّ الاهتمام بها .
رسالة لابد منها
- أتمنى من العاملين في المركز وأعضاء الهيئة العامة أن يعملوا لمصلحة المركز فقط بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية وأن يضعوا نصب أعينهم هدفاً واحداً وهو مصلحة المركز فوق كل اعتبار ، وأن يختاروا الرجل المناسب للمكان المناسب وأن يعمل الجميع خلف الإدارة ويدعموها ويؤازروها حتى تقوم بدورها على أكمل وجه وأن يتعاون الجميع لما فيه مصلحة المركز والمخيم .
- أتمنى من اللاعبين أن يقتدوا بمن سبقهم من اللاعبين أيام الزمن الجميل عندما كان اللاعب يلعب متطوعاً ومتفانياً رغم شح الإمكانيات والموارد وعدم توفر الملاعب والمرافق المناسبة والمتطورة ولكن كان اللاعبون أكثر إخلاصاً ، فلم يكن اللاعب ينتظر من المركز سوى ملابسه الرياضية وفي بعض الأحيان يتقاضى أجرة بدل تعطيله عن عمله إذا صادف ذلك يوم مباراة ، أما اليوم فاللاعبون في عصر الاحتراف يتقاضون راتباً شهرياً جيداً وإذا تأخر صرف المستحقات لبعض الوقت تجد البعض يتغيب عن الحضور للتمارين والمباريات ، وأنا أقولها بصراحة لو توفرت إمكانيات وملاعب اليوم عند اللاعبين أيام الزمن الجميل وفي ظل العناصر اللامعة والنجوم الذين كانوا موجودين في فرق المركز لصنعوا المعجزات وحققوا البطولات .
امنيات .
- أتمنى أن يعود أعضاء المركز والعاملين فيه كما كانوا أيام زمان على قلب رجل واحد وأن يسعوا لتحقيق الهدف الأسمى وهو مصلحة المركز وخدمة أبناء المخيم .
- أتمنى أن تعود الحياة لبقية الألعاب الرياضية التي غابت عن المركز منذ سنوات كالسلة والطائرة واليد ، وأن يهتم المركز بالفئات العمرية والفرق المساندة وتوفير مدربين أكفاء وقادرين على تدريبها حتى تكون رديفة للفريق الأول ، كما وأتمنى أن يتم تفعيل مجالات العمل الأخرى كالثقافية والفنية والاجتماعية وأن لا يقتصر المركز على النشاط الرياضي وفي كرة القدم تحديداً على الرغم من أن هناك لجان ثقافية واجتماعية لها ممثلين في الهيئة الإدارية ولكن للأسف بدون أنشطة أو فعاليات إلاّ ما ندر وفي مناسبات متقطعة .
- أتمنى أن أشاهد فريق المركز يعتلي منصات التتويج في البطولات المحلية التي تقام في الضفة الغربية بعد غياب طال زمنه والكل مشتاق لهذه اللحظة .