إي بي سي: العميل "إكس" أحبط عملية إعادة جثث جنود وكشف عميلا للموساد
نشر بتاريخ: 07/05/2013 ( آخر تحديث: 09/05/2013 الساعة: 09:06 )
بيت لحم- معا - هل أحبط عميل الموساد السابق الذي عُرف لاحقا بالسجين "إكس" عملية إسرائيلية لاستعادة جثث الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين فقدوا في معركة السلطان يعقوب التي وقعت في لبنان عام 1982؟
سؤال كبير أجابت عنه اليوم الثلاثاء شبكة التلفزة الاسترالية "ABC News" التي وصفت المحاولة الإسرائيلية بالعملية الكبيرة التي انتهت بفشل أكبر نتيجة عدم حذر السجين "إكس" الذي انتهى به المطاف مشنوقا داخل زنزانة إسرائيلية.
ووصل مراسل الشبكة الاسترالية في سياق تحقيق واسع الى لبنان حيث التقى مع "زياد حمصي" وهو مواطن لبناني ادعى بانه عميل للموساد تم تجنيده عام 2007 بعد ان تم استدراجه لزيارة الصين، وكلف من قبل الموساد بالعمل على اعادة الجنود الاسرائيليين الذين فقدوا عام 1982 خلال معركة السلطان يعقوب.
ووصفت الشبكة الاسترالية "الحمصي" بصاحب العلاقات المتشعبة داخل لبنان خاصة وانه تورط سابقا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وقال لمراسل الشبكة بانه استلم من الموساد إحداثيات دقيقة جدا تتعلق بمكان دفن الجنود الثلاثة "زكريا بامل، ويهودا كاتس، وتسفي فيلدمان" رغم أن إسرائيل لم تعترف مطلقا بمقتل الجنود الثلاثة خلال المعركة الشهيرة وأصرت على وصفهم بالمفقودين.
وطلب جهاز الموساد الإسرائيلي من العميل اللبناني "الحمصي" وفقا للتحقيق الاسترالي حفر قبور المفقودين وأن يحرس جثثهم حتى يتم الاتصال به لترتيب عملية نقلهم إلى إسرائيل لكن هذه العملية لم تخرج إلى حيز التنفيذ لان السجين "إكس" أو عميل الموساد "زيغير" سلم "الحمصي" وتسبب باعتقاله وبالتالي قضى على فرص نجاح العملية.
وأضاف التقرير التلفزيوني الاسترالي أن العميل "زيغير" حاولن اثارة انطباع قادته في الموساد وحاول تجنيد عنصرا من حزب الله لصالح الموساد دون أن يتلقى موافقة الموساد على عملية التجنيد، وقام بكشف علاقة "الحمصي" وكذلك علاقته الشخصية بعملية استعادة الجثث أمام عنصر حزب الله الذي حاول تجنيده.
وبالتالي تم اعتقال "الحمصي" وهو رئيس سابق لقرية سعد نايل اللبنانية يوم 16 أيار 2005 ومواجهة تهمة التجسس لصالح إسرائيل والحكم عليه بالسجن الفعلي مدة 15 عاما أمضى منها ثلاثة فقط.
وتعتبر معركة السطان يعقوب من اشهر معارك التصدي للاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 حيث ابدى جنود الجيش السوري شجاعة نادرة وتصدوا ببطولة للقوات الغازية التي تقدمت بقوة كبيرة مؤلفة من المشاة المعززين بالمدرعات واجتازت بلدة "كفر مشكي" وتسللت عبر سلسلة الجبال بعد ان انقسمت القوة المعادية الى ثلاثة اقسام اجتاز احدها قرى المحيدثة، الرفيدة، وصولا الى البخرية فروحافميا، انحرف قسم اخر من القوة المعادية نحو مرتفعات الرفيدة البيرة وصولا الى مرتفعات كامد اللوز، فيما اندفع القسم الثالث نحو سد قرعون وواجه مقاومة عنيفة من قبل قوات الجيش السوري المتواجدة في منطقة سحمر ويحمر وتلال قرعون يعلول فجبجنين سهل كامد اللوز لتعيد اصطفافها مع القوتيين الاولى والثانية التي سبق وتحدثنا عن المسار الذي سلكتاه بعد انقسام القوة الاسرائيلية المهاجمة في سهل الفالوج وهنا تلقى الواء السوري 58 اوامر من القيادة العليا بضرورة التصدي لقوات العدو المتقدمة والعمل على فصل المدرعات الاسرائيلية والاليات في النسق الثاني عن جنود المشاة وتنفيذ سد ناري كثيف يسهل عملية عزل دبابات ومدرعات العدو عن جنوده من المشاة.
وتقدمت قوات الاجتياح في منطقة سهل الفالوج كتيبة دبابات كاملة اتخذت خلال تقدمها تشكيل الرتل قاصدة قرية السلطان يعقوب تحت غطاء كثيف امنته الطائرات الحربية التي عملت على تأمين قوة الدبابات المهاجمة اضافة لشن غارات مكثفة استهدفت مرابض المدفعية السورية، فيما استقدم الجيش السوري لواء مدرع اضافي لتشكيل خط دفاع شرق بلدة المنارة ونصب بطاريات مدفعية في سهل الصويري مجدل عنجر استعدادا لمواجهة قوات الغزو والتصدي لها فيما خاضت المقاتلات السورية بالتزامن مع هذا الانتشار معارك جوية مع مقاتلات العدو شملت سماء لبنان كاملا تقريبا وصفت بالاقوى والاضخم منذ الحرب العالمية الثانية خسر فيها سلاح الجو السوري وفقا للمصادر الاسرائيلية اكثر من 100 مقاتلة.
وفي هذه الاثناء اخذ تقدم قوات الغزو نحو قرية السلطان يعقوب شكل الاستعراض المتغطرس بعد تحقيقهم هدف اجبار القوات الفلسطينية اللبنانية على التراجع السريع من الجنوب نحو بيروت، وهنا كان جنود الجيش السوري بانتظار القوة الاسرائيلية المتقدمة مسلحين بصواريخ مضادة للدبابات من نوع "مالوتكا وميلان وفاغوت" منتظرين دخول القوة الاسرائيلية المدرعة مرمى صواريخهم، وكان هذا في العاشر من حزيران عام 1982 حين دخلت طلائع الدبابات الاسرائيلية ضمن سرية الاقتحام الاولى منطقة السلطان يعقوب وبيادر العدس واجتازت مفترق الطرق في تلك المنطقة ما لا يزيد عن 300 متر باتجاه بلدة المنارة وما هي الا لحظات واكتمل احتشاد اللواء المدرع الاسرائيلي وانتشرت في سهل الفالوج غزة بيادر العدس اكثر من 150 دبابة والية معادية متخذة تشكيلا قتاليا من عدة انساق ليفتتح احد الجنود السوريين المعركة الدامية بقذيفة صاروخية وجهها نحو دبابة اسرائيلية فدمرها واشعل النيران فيها لتحصد رشاشات الجنود السوريين والمقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين جنود الدبابة الذين حاولوا الخروج منها، فيما واصل الجنود السوريين اطلاق عشرات القذائف المضادة للدبابات باتجاه اهدافها في حين تسللت طائرات مروحية سورية من طراز "غازيل" عبر المنحدرات والاودية القريبة لتتخذ فور اندلاع المواجهة مواقعها القتالية بين اشجار الكروم المحيطة على ارتفاعات لا تتعدى امتارا معدودة، وفتحت نيرانها باتجاه الدبابات الإسرائيلية التي اخذت تشتعل الواحدة تلو الاخرى.
والحقت المروحيات السورية اضرارا كبيرة بقوات النسق الاول والثاني ضمن التشكيل الاسرائيلي لتحدث مفاجأة صاعقة في اوساط القوات الغازية التي اعتقدت أن المنطقة خالية من القوات السورية.
وانهت المعركة التي تصفها اسرائيل نفسها بالاقوى والاشرس بانسحاب قوات الاحتلال مخلفة وراءها 8 دبابات من نوع ام-48 المعدلة سليمة ليغتنمها الجيش السوري اضافة الى اشلاء كثيرة لجنود سقطوا بنيران القوات السورية وثلاثة جنود تصفهم اسرائيل بالمفقودين حيث لم تعلم شيئا عن مصيرهم منذ نهاية المعركة.
مصدر المعلومات عن المعركة: المنتدى العربي للدفاع والتسليح