السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعثة الهلال بين الجدّية والمرح ،الطعام والحرارة والرطوبة أبرز المنغصات

نشر بتاريخ: 09/05/2013 ( آخر تحديث: 09/05/2013 الساعة: 23:10 )
كمبوديا – معا -الموفد الإعلامي – لا يمكن اعتبار لاعبي كرة القدم مجرد لاعبين منعزلين أو منطويين ، ولا يمكن الحكم على شخصية كل منهم فقط في داخل أرضية الملعب .

ومن خلال مرافقة بعثة هلال القدس المشارك في تصفيات كأس رئيس الاتحاد الآسيوي في العاصمة الكمبودية بنوم بنه ، وبحكم الاحتكاك الأكبر باللاعبين والقرب ، فأجواء النادي المقدسي دائماً ما تكون مفعمة بالحيوية ، ويعلوها التفاؤل والإصرار والعزيمة ، إضافة لخفة الظل التي يتمتع بها معظم اللاعبون ، والتي لا تعني إهمال الجانب التدريبي والاستعداد الجدي للقاء ، بالالتزام بكافة مواعيد الطعام والاجتماعات والتدريبات والنوم المبكر ، بغية عكس صورة مشرقة عن اللاعب الفلسطيني المحترف ، وتحقيق الإنجاز بالظفر بإحدى بطاقتي التأهل رغم كافة الصعوبات .
|217841|
ويحتل الصدارة في هذا الحقل اللاعب معن جمال ، الذي يجبرك على محبته من خلال كم النكات التي يطلقها يومياً ، كما أنه مطرب الفريق ، بمواويل ارتجالية على طريقة المغني الفلسطيني "الجلماوي" ، مستمدة من واقع الفريق والحالة اللحظية سواء في الفندق أو الطائرة أو الباص .ويشباهه الشخصية الحارس سائد أبوسليم ومدرب الحراس إياد فلنه أو يمكن القول اذا اجتمع الثلاثة فإنك تطرب بما يقدمونه من وصلات غنائية ، كما أنهم سليطوا اللسان بمقدرة عالية على رسم الابتسامة على وجه الجميع .

وفي الجهة المقابلة يعتبر عبدالسلام السويركي اللاعب الأكثر هدوءاً ، وبقلب أبيض تشعر به منذ اللحظة الأولى ، ويتشابه كثيراً مع السويركي اللاعبون سامح مراعبة وموسى أبوجزر وأدهم أبورويس .

|217842|
الصيداوي ولافي يتمتعان بصفة القيادة بحكم خبرتهما الطويلة في الملاعب ، مع عدم إغفال تفاعلهما مع اللاعبين إلى جانب الجدية وتحمل المسؤولية في المواقف الصعبة .

روبرتو كاتلون بلغته العربية "المكسرة" والإسبانية والإنجليزية ، يتمتع بموهبة التقليد مع مواكبته للتكنولوجيا وقضائه كثيراً من أوقات الفراغ في التواصل مع زوجته وأطفاله ، ويعتبر محمد خويص أحد المقلدين البارعين أيضاً مع ابتسامة متواجدة دائماً .

ميعاري أحد أهم مكاسب هذه التصفيات ، بعد اكتشافه كقلب دفاع صلب ، بلهجته السخنينة التي تضفي رونقاً مميزاً ، وملامح طفولية لا تعبر عما يخبئه ميعاري داخل الملعب من أداء رجولي.

ولعل أبرز المواقف الطريفة خوف القنّاص أبوغرقود من الكلاب ، ما دفع الفارس رائد للاستعانة بكلب كمبودي والجري وراء أبوغرقود الذي سرعان ما بدأ بالهرب ، ما أضفى روحاً مرحة وأطلق قهقهات الفريق .

وبالنظر إلى الصعوبات التي تعاني منها البعثة فيعتبر الطعام في مقدمتها ، فبدأت المصاعب في الرحلة بين العاصمة التايلاندية بانكوك والكمبودية بنوم بنه ، وبدأ اللاعبون بتناول الخضراوات والفواكه والتركيز عليها ، ورغم وجود الدجاج بشكل شبه يومي على مائدة الغداء ، إلا أن المذاق الجديد له بسبب البهارات الكمبودية ، والخشية من كيفية الذبح ، تمنع اللاعبين من الاقتراب منه .

ما دفع الطاهي الصيداوي لاقتحام المطبخ الكمبودي وإعداد وليمة من المعكرونة والأرز والشوربة ، لتساعد اللاعبين على استعادة جزء من الطاقة المفقودة بسبب الحرارة والرطوبة المرتفعتين خاصة في أوقات اللقاءات التي خاضها الفريق في الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي ، بدرجة حرارة قد تصل ل40 درجة مئوية ونسبة الرطوبة لنحو 80% ، وذلك لدخول اللقاء بحيوية أكبر .
|217843|
ولكن أفضل ما في رحلة كمبوديا هو التطور الكبير في هذه المملكة ، ما فاجئ الجميع الذي اعتقدوا أنها بلد آسيوي نامي ، لكنها ببنيتها التحتية المتطورة والمجهزة على أعلى مستوى وبناياتها المرتفعة ، والكمية الكبيرة من الدراجات النارية و"التوكتوك" ، والسيارات الفارهة ، تعد مملكة متقدمة كثيراً وذات رقي كبير.
كتيبة مميزة من اللاعبين على المستوى الشخصي ، أجواء رائعة وتكاتفية ، تتميز بالجمع بين الجدية والروح المرحة ، بغية التخفيف من الضغط النفسي على كاهل اللاعبين ،حسب ما يتطلب الوضع العام ، والهدف الأسمى يسيطر على تفكير اللاعبين لتحقيق الفوز ، في لقاء الغد أمام النادي الكمبودي مستضيف التصفيات ، وإجماع على ضرورة عدم الالتفات أن التعادل يعد كافياً ، بل التركيز على ضرورة حصد نقاط المباراة .