روسيا تلعب ورقة صواريخ S-300 لمنع أي تدخل غربي في سوريا
نشر بتاريخ: 09/05/2013 ( آخر تحديث: 10/05/2013 الساعة: 14:01 )
بيت لحم- معا- أدت الخشية الروسية من اقتراب تدخل أمريكي غربي عسكري في سوريا إلى سحب ورقة الضغط الناجعة والفعالة التي تمتلكها والمقصود هنا منظومة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز S-300 وفقا للتقديرات الغربية يمكن لهذه الصواريخ إسقاط الطائرات الحربية من مسافة بعيدة وكذلك الامر مع الصواريخ الباليستية وفرض قيود وصعوبات جمة على أي عمليات عسكرية خارجية قد تستهدف سوريا حسب تعبير المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" روني بن يشاي.
واضاف بن يشاي في تحليله المنشور اليوم الخميس يمكن الافتراض بان المحادثة الليلية التي جرت بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو بحثت هذه القضية تحديدا خاصة وان إسرائيل توجهت خلال الساعات الـ 48 الماضية لعدة دول تربطها علاقات بالرئيس الروسي بوتين طالبة منهم التدخل لديه والطلب منه عدم تزويد سوريا بهذه المنظومة المتطورة والأمر ذاته طلبته إسرائيل من البيت الأبيض وهذا ما يفسر المحادثة الليلة المذكورة التي وعد خلالها اوباما باستخدام كامل تأثيره ونفوذه لتحقيق الطلب الإسرائيلي.
وفي باب الوصف قال بن يشاي "منظومة S-300 هي منظومة روسية الصنع لإسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية من مسافة تزيد عن 100 كلم لكن لا يعرف حتى الان أي طراز من هذه المنظومة تنوي روسيا تسليمها إلى سوريا التي سبق لها أن طلبت شراء منظومة يطلق عليها حلف الناتو اسم SA10 الصفقة التي تعطلت بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية فيما تسلمت قبرص مثلا منظومة مماثلة فيما تحاول إيران منذ سنوات الحصول على منظومة أكثر تطورا وهي SA400.
وتعتقد الاوساط الغربية حسب "بن يشاي" بان روسيا تسعى لعقد صفقة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو تقوم على مبدأ "لا تسلحوا المعارضة ولا تتدخلوا عسكريا في سوريا ونحن لن نزود الأسد بهذه المنظومة الصاروخية وبكل تأكيد لن نسلم سوريا الطراز الأحدث".
وسبق لروسيا ان وقعت اتفاقا مع إيران يقضي بتزويدها بمنظومة الصواريخ المتطورة وسافر عناصر الدفاع الجوي الإيراني إلى روسيا للتدرب عليها ولكن وبعد زيارة بوتين لإسرائيل وممارسة الكثير من الضغوط الأمريكية المباشرة تم تعليق هذه الصفقة لكن لم يتم إلغائها نهائيا.
وبررت الولايات المتحدة وإسرائيل موقفها من الصفقة الإيرانية الروسية باستحالة تشكيل تهديد عسكري ضد إيران في حال استلمت منظومة SA400 القادرة على إسقاط الطائرات من مسافة 150 كلم حتى وان حلقت على ارتفاعات عالية او منخفضة نسبيا لذلك سيكون من الصعب مواصلة جهود" إقناع" إيران التخلي عن برنامجها النووي الموقف الذي تفهمته روسيا في حينه وعلقت تنفيذ الصفقة.
ووفقا للمحلل العسكري للصحيفة العبرية حدث نفس الأمر فيما يتعلق بصفقة تزويد سوريا بمنظومة S300/SA10 حيث أوضحت إسرائيل موقفها لروسيا مدعية بان امتلاك سوريا لهذا السلاح ستحد من قدرة إسرائيل الدفاع عن نفسها خاصة وان هذه الصواريخ قادرة على إسقاط الطائرات الإسرائيلية ليس فقط أثناء تحليقها في أجواء لبنان أو سوريا ولكن فور إقلاعها من قواعدها وسط إسرائيل وشمالها التبرير الذي قبلته وتفهمته روسيا أيضا.
واختتم "بن يشاي" قائلا :" يبدو ان روسيا تعيد دراسة موقفها وتدرس مجددا امكانية تزويد سوريا بهذه المنظومة المتطورة وذلك لسببين الاول ردع امريكا ودول الناتو ومنعها من التفكير بتدخل عسكري في سوريا عبر القصف الجوي والثاني ردع امريكا ومنعها من تسليح المعارضة السورية.