والدة الأسير بشكار لا زالت تجول سجون الاحتلال
نشر بتاريخ: 11/05/2013 ( آخر تحديث: 12/05/2013 الساعة: 09:16 )
رام الله- معا - "أبنائي عنان وشادي وعبد الهادي تعرضوا للاعتقال... وكنت أنا فقط من يزورهم، والآن دور عبد الرحيم المعتقل منذ 2002 ويقبع في سجن ريمون"، هذه جملة رددتها الحاجة أم محمد بشكار من مخيم عسكر، قضاء مدينة نابلس، التي لا زالت تتنقل بين سجون الاحتلال، من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها، حيث اعتقل الاحتلال ثلاثة من أبنائها عام 2002، على فترات متفاوتة وخضعوا فيها لأحكام مختلفة بالسجن تراوحت ما بين سنة إلى سنتين، ولم ينتهي عام 2002 لدى العائلة بسلام، فاعتقل الابن الأوسط عبد الرحيم، في الخامس والعشرين من آذار في ذلك العام.
أم محمد، والتي ذكرت لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إنها تكبدت كثيراً من الألم والمعاناة، لا سيما وأن زوجها متوفى، وأن العبء الثقيل عليها بمفردها، من عناء الزيارات للسجون وانتظار التصاريح لحين صدورها، ومتابعة المحاكم والإجراءات كافة، ومتابعة دخول الملابس للسجن، وغيرها من المشقات.
أما حكاية عبد الرحيم التي روتها الأم، فبدأت حين اعتقل وهو في الداخل الفلسطيني المحتل، بعد أن كان يعتزم تنفيذ عملية استشهادية هناك، وألقي القبض عليه، وكان عمره في ذلك الحين 19 عاماً، وكان ذلك بمثابة فتح جروح السجن وآلامه للأسرة من جديد.
تقول أم محمد: في بداية الأمر لم نعلم أن محمد معتقل، وفقدنا الاتصال معه مدة ثلاثة أيام، إلى أن تم إخبارنا بأنه يتواجد في مراكز التحقيق الذي استمر ثلاثة أشهر، ونحن هنا في البيت لا ننام ولا نعلم بمقدار الألم الذي يتجرعه هناك بين أيدي جنود الاحتلال.
ولأن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد بالتشديد على هؤلاء الذين ينعتهم ب(المخربين)، فيطيل مدة احتجازهم والتحقيق معهم، ويمنع عنهم إدخال الملابس ويمنع عنهم الزيارات لفترة طويلة، فتضيف أم محمد أنها تمكنت من زيارة عبد الرحيم لأول مرة بعد اعتقاله بسنتين، وكان المشهد حينها كفيلاً بالكلام، عندما رأت عبد الرحيم شاحباً متغير المعالم، يعاني ويئن من شدة التعذيب.
ورغم أن الزيارات التي كانت مسموحة فقط للأم، كون بقية الأبناء كانوا معتقلين سابقين، فهم ممنوعون من الزيارة، وكون الأم تعاني أمراضاً متعددة، ناهيك عن المواعيد المتقطعة للزيارة والتلكؤ بتنفيذها، كانت الأم لا تزور عبد الرحيم كثيراً، لكنها كانت تعلم أخباره عبر الصليب وعبر المحامين.
صدر الحكم على عبد الرحيم في البداية بالسجن عشرة سنوات، ثم تقرر إضافة عشرة سنوات أخرى، وهو الأمر الذي ضاق به صدر الأسرة، وآلم عبد الرحيم الذي كان ينوي إكمال دراسة الثانوية والجامعة، لكنه لم ييأس وعزم إكمال الدراسة في السجن، وها هو يسير على ذلك في سجنه.
وتقول أم محمد": رغم القيود وتسلط الاحتلال، وقسوة السجن والسجانين، وكثير من المعاناة التي لا تحصى هناك في السجون، تؤكد على ثبات عبد الرحيم هناك مع إخوانه الأسرى، الذين يعملون جاهدين على الاستفادة من كل ما يحصل لهم داخل الأسر، متمسكين بدينهم والصبر.
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان قال أن الأسير بشكار صاحب شخصية محبوبه داخل السجون ويعمل بالليل والنهار من أجل خدمة الأسرى والمعتقلين والسهر على راحتهم.