الطفل "نور" انساب على صدر أمه كالريح تعانق الزهر.. الاسيرة منال غانم تنال حريتها بعد 50 شهراً في الأسر
نشر بتاريخ: 08/04/2007 ( آخر تحديث: 08/04/2007 الساعة: 13:01 )
طولكرم- معا- امتزجت صيحات الطفل "نور" على والدته من خلف الحاجز بدموع الشوق بعد أن نالت الاسيرة منال غانم حريتها بعد خمسين شهراً من الحرمان واللقاء باطفالها, خاصة الصغير نور الذي عاش برفقتها عامين داخل الاسر.
ولم تخن الذاكرة الطفل الذي انطلق لسانه ينطق "ما.. ما" بمجرد أن رأى أمه تقترب من الحاجز الاخير الذي بقي يفصلهما عن بعضهما, وتلوح بيدها تحيي جموع المستقلبين, واضطرت الاسيرة المحررة أن تمر عبر فتحة في الاسلاك الشائكة بعد ان منعها جنود الاحتلال من المرور عبر البوابة الحديدة التي بقيت موصدة أمام المواطنين الفلسطينيين على حاجز جبارة جنوب طولكرم.
ولكن "نور" استطاع ان يحبس لهفته لحضن والدته الى أن انهى والداها واشقاؤها التسليم, ومن ثم انهار على صدرها في مشهد حرك مشاعر الحاضرين الذين انهمرت دموعهم حزناً على المشهد الذي إن دل على شيء فانما يدل على قسوة الاحتلال وجبروته.
وفي اول حديث أمام الصحفيين، ناشدت الاسيرة المحررة منال غانم الرئاسة والحكومة العمل الجاد والسريع لإطلاق سراح الاسيرات اولاً وقبل اي شئ، موضحةً انهن يعانين الامرين في السجون الاسرائيلية، وان عدداً كبيراً منهن يقبعن في العزل الانفرادي وعلى رأسهن الاسير آمنه منى.
وحول الظروف المعيشية التي تعيشها الاسيرات، اكدت غانم انهن يعشن في اصعب الظروف، "رائحة الصرف الصحي الكريهة منتشرة في جميع الاقسام، عدا عن نقص الطعام و الخدمات الصحية، اضافة الى حرمانهن من مقومات الحياة".
يشار الى أنه كان في استقبال الاسيرة المحررة عند حاجز جبارة العسكري جنوب طولكرم, ذووها وجمع غفير من المواطنين وممثلي محافظة طولكرم ووزارة شؤون الاسرى, والاسيرات المحررات وحشد من الصحافيين.
وكان على رأس المستقبلين الطفل "نور" نجل الاسيرة منال الذي حرم من حضانتها إثر فصله عنها بعد عامين من ولادته داخل السجن.
يشار الى أن الاسيرة منال ابراهيم عبد الرحمن غانم "ام ايهاب" من مواليد 2/11/1975, اعتقلت من بيتها في مخيم طولكرم بتاريخ 17/4/2003 وحكمت بالسجن مدة 50 شهراً بتهمة مساعدة نشطاء الانتفاضة, وكانت في ذلك الحين حاملاً في شهرها الرابع بتوأم, ووضعت منال مولوديها في احدى المستشفيات الاسرائيلية وسط حراسة مشددة ليعيش مولود ويفارق الحياة الاخر, اطلقت منال على المولود اسم "نور" عله يراه قريباً في عتمة الظلام السجون الاسرائيلية.
وقد ولد الطفل نور ناجي غانم بتاريخ 10/10/2003 وله من الاخوة والاخوات ثلاثة هم: ايهاب ( 12 عاما), ونفين ( 11 عاما), وماجد 9 اعوام), وبعد أن امضى "نور" برفقة والدته الاسيرة عامين داخل السجن اصدرت المحكمة الاسرائيلية بتاريخ 10/5/2006 أمراً بفصله عن والدته واطلاق سراحه, وفي اليوم التالي سمح ولأول مرة لوالد نور ان يزوره برفقة جميع ابنائه للتعرف على ابنه "نور" عن قرب ويجلس مع زوجته في زيارة خاصة لهم جميعا ويقوموا بعد ذلك بتسلم الطفل نور والتوجه به الى بيتهم في مخيم طولكرم.
وكانت سلطات الاحتلال قد افرجت عن الاسير الطفل نور غانم ابن الاسيرة منال في شهر أيار من العام الماضي، وسط فرحة ممزوجة بالألم ، ليمضي على فك أسره عاماً كاملاً, وليبقى السؤال هل سيتعرف نور على أمه منال عند استقبالها اليوم؟.