الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محمد.. أول مقعد يجيد رياضة "سكيت رول"

نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 23:46 )
رفح- خاص معا - بدأت في الآونة الأخيرة انتشار رياضة التزلج بواسطة حذاء العجلات "سكيت رول"، ولكن أن يكون من بين اللاعبين لهذه الرياضة مقعد فقد قدميه هنا يكون الاستغراب.

انه المقعد محمد أبو رجال ( 20 عاما) والذي يدهش من ينظر لحركاته الاحترافية من الالتفاف بشكل بهلواني والقفز من على الكرسي المتحرك والتي لا يستطيع احد بكامل جسده أن يتقنها.

ويقول أبو رجال لـ "معا ": ولدت بدون قدمين لأسباب وراثية ولم استطع بسبب اعاقتي أن أكمل دراستي فأنهيت الصف الثاني إعدادي ومن ثم تركت المدرسة لأتنقل بعد ذلك في الطرقات على كرسي المتحرك بحثا عن أي شي لأتسلى به ".

قبل ثلاثة أشهر تغيرت حال أبو رجال فقد انضم إلى فرقة القادسية للعبة "السكيت روول" وهي عبارة عن مجموعة من الشباب اليافع أحب هذه اللعبة.

|219023|

ويضيف "لفت انتباهي مجموعة من الشباب تلعب لعبة غريبة فهي تقفز وتثبت على الدراجات النارية وعدد من المقاعد والدرج والعديد من الحركات التي لفتت انتباهي بشكل كبير".

لم ينم في تلك الليلة وهو يفكر في هذه اللعبة وكيف يمكن أن يكون ضمن الفريق وهو لا يمتلك قدمين لتثبيت هذا الحذاء فهو لم يتمكن من المشي على قدميه طوال عمره.

لتنبع فكرة في رأس أبو رجال ليقول " قررت أن انضم إلى الفريق واستخدم عجلات كرسي كما يستخدمون دواليب حذاء "السكيت" فذهبت في اليوم التالي إلى نفس المكان انتظر الفتيان لأطرح عليهم الأمر".

وطرح رئيس الفرقة حسام أبو جزر (16 عاما) الفكرة على ابو رجال وبدأ في تدريبه على حركات مختلفة يمكن أن يتقنها باستخدام عجلات كرسيه.

|219021|

استطاع اليوم أبو رجال أن يثبت له مكان أساسي ضمن الفريق بعد رحلة تعليم كانت طويلة ومتعبة, ويضيف " رغم أنني تعرضت للكثير من المرات إلى السقوط أثناء التدريب ولكن حب هذه الرياضة, فهي غيرت حياتي بشكل كبير فأصبح لي كيان وهدف أعيش من اجله, لذلك أعاود الكرة مرة أخرى وأجرب الحركة حتى أتقنها".

ووفق أبو جزر فان أبو رجال تغيرت نفسيته كثيرا حيث أصبح أكثر تفاؤلا في الحياة ومفعما بالحيوية ويحاول كثيرا ان يندمج مع الفريق, كما يحاول أن يطبق كل حركة يقوم بها أعضاء الفريق بطريقته الخاصة على كرسيه.

ويضيف "يحاول أيضا أن يقوم بحركات جديدة دون استخدام الكرسي بعد أن قوى عضلات يديه لتحمل جسده الضئيل حيث لاقت هذه الحركات اعجاب الكثير ممن شاهدوه".

شارك أبو رجال مع فرقة "القادسية" في عدة مهرجانات في رفح جنوب قطاع غزة ويقول "اليوم اشعر بأنني غير معاق وأنني مثل أي شخص فانا استطيع أن أتحرك بطريقة اتحدى أن يتقنها من هو كامل الجسد وأتمنى أن أصبح في يوم من الأيام مدربا للسكيت لعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة وان أصبح بطلا في هذه الرياضة".

ويؤكد أبو رجال أن المعاق ليس بما ينقصه في جسده بل هو المعاق في تفكيره وفي تصرفاته, ويضيف "استطاعت أن افجر فتيلا من جسدي المعاق في موهبة اعتبرت للكثير فريدة من نوعها ولا اعتقد انه يوجد احد يلعب هذه اللعبة باستخدام الكرسي المتحرك".

ويأمل في ختام حديثه أن يجد الدعم له ولفريقه وتوفير مكان للتدريب يضم إجراءات السلامة والأمان اللازمة لهذه اللعبة.

|219019|
|219020|