الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صبحية... مرارة الحياة في مخيم الشاطئ لم تنسها حلاوة الحياة في "حتا"

نشر بتاريخ: 14/05/2013 ( آخر تحديث: 14/05/2013 الساعة: 08:11 )
غزة- تقرير معا - مازالت صبحية الناجي غانم (80) عاماً تستذكر قريتها "حتا" التي هجرت منها، تراودها في منامها يومياً، فمرارة الحياة في مخيم الشاطئ لم تنسها حلاوة الحياة في "حتا".

وتقع "حتا" على مسافة 41 كم شمالي شرق غزة وهي من قرى عسقلان وتبعد كيلومترين إلى الشمال من الفالوجة، وتعد جزءاً من السهل الساحلي.

العصابات الاسرائيلية التي احتلت فلسطين في العام 1948 اجبرت صبحية وعائلتها على النزوح من قريتها في عمر الرابعة عشر فقط تحت ارهاب السلاح، فهاجرت الى ترقوميا في الضفة الغربية بينما لجأ اهل زوجها الى قطاع غزة.

ورغم ان الاحتلال شردها من بلدها الاصلي، رفضت صبحية أن تكون المسافة بينها وبين "حتا" بعيدة فامتنعت عن مرافقة زوجها الى غزة التي فابتعدت عنه لاربع سنوات على امل أن تعود يوما الى "حتا"، وتقول في هذا الصدد:"طال حال الهجرة ولم نعد الى البلد فقرر والدي أن الحق بزوجي الى قطاع غزة".

وتتابع: "بعدها عدت الى غزة والى هذا مخيم الشاطىء برفقة احد اقربائي مشياً على الاقدام"، مبينة انها مازالت رغم تقدمها بالسن تحتفظ بمفاتيح العودة لعل العودة تكون قبل موتها.
|218611|
وتستذكر صبحية العادات اليومية التي كانت تمارسها في "حتا" ايام الصبا، قائلة إنها كانت تساعد والدها في فلاحة الارض وتطعم الدواب ولم تنس يوما أنها كانت تأكل أكل صحياً لم يعد متوفرا في ايامنا هذه وتتابع:"تلك الايام كانت اجمل من التي نعيشها حاليا رغم قسوة التشريد".

وحول طقوس زفافها اشارت صبحية الى أن حفلات الزفاف في بلدتها كانت تستمر لثمانية ايام يقدم خلالها الاقارب ما طاب ولذ من صنوف المأكولات "كل عيلة بتجيب لاهل العروس والعريس خروفين"حتى أن ثيابها كانت تطرزها برفقة والدتها.

ولان العودة الى البلد حق اصيل لدى كل فلسطيني مازالت صبحية تزرع في قلوب احفادها كما ابنائها حق العودة وتأمل أن تقوم عائلتها بدفنها في "حتا" قائلة:"انا نفسي اروح على بلدي واموت فيها".