الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لأول مرة- السمك الطبيب في غزة

نشر بتاريخ: 16/05/2013 ( آخر تحديث: 16/05/2013 الساعة: 15:08 )
رفح - خاص معا - لأول مرة في غزة يتم التداوي باستخدام الأسماك, وهنا لا نتحدث عن شيء خيالي بل هو الحقيقة, فاستطاع الطبيب علاء أبو غالي من مدينه رفح جنوب القطاع من جلب هذه الأسماك واستخدامها في العلاج.

افتتح أبو غالي مركزا تخصصيا لعلاج الأمراض باستخدام الأسماك، ويعتبر المركز الـ 11 على مستوى العالم بعد جلب هذه الأسماك من الخارج ويقول" كثيرا ما نسمع عن الأضرار التي تسببها العلاجات الدوائية الكيميائية لذلك حاولت أن ابحث عن علاجات بعيدة عن المتعارف عليها وخاصة مع توجه أهالي القطاع للتداوي بطرق تقليدية ,حيث درست ذلك في بلدان جنوب شرق أسيا لمدة لا تقل عن عامين".

ويبين لـ معا أن هذا العلاج معروفة منذ القدم فبدا استخدامه في الستينيات من القرن الماضي ويضيف " لأول مرة يتم جلب الأسماك من الخارج وتطبيق هذا النوع من العلاج في غزة , فهذا النوع هو من أنواع الطب الحديث ويسمى عالميا بإسم "سم الثعبان".

أما السمك المستخدم فيسمى "دكتور فش Doctor fish "، أو كما يُطلق عليه في تركيا، موطنه الأصلي "جارا روفا", ويصفه أبو غالي ويقول "إنّه سمك فضي اللون يتراوح حجمه ما بين 3 و 6 سنتيمترات وتعتبر أسماك علاجية تعيش من 8 شهور إلى سنة في درجة حرارة ما بين 37-42 درجة سيلزيوزيه في المياه العذبة الدافئة, وتمتلك مناعة كبيرة جدا, وتمتلك اسنانا، وشفاها قاسية تنقر بها الجلد كالعصفور، مما يسبب بعض الألم في البداية ".

الألم يزول والراحة تبقى:
ولا يدوم هذا الألم كثيرا فسرعان ما يشعر الإنسان بالهدوء والراحة والاستجمام مع بعض الدغدغات وتظهر النتيجة من أول جلسة في كثير من الأحيان وخاص في علاج أمراض البهاق والأكزيما والصدفية أما بقي الأمراض فهي تحتاج إلى أكثر من جلسة مثل آلام المفاصل والعظام والأعصاب وغيرها من الأمراض التي عجز الأطباء عن شفائها أو مل المرضى من علاج من دون فائدة.
|219037|
ويضيف " السمكة لديها قدرة كبيرة في القضاء على الفطريات التي تصيب الجلد خلال 24 ساعة", مشيرا إلى أن عملية العلاج تبدأ بواسطة وضع المريض لقدميه أو يديه في حوض زجاجي يحتوي على ما بين 200 إلى 400 سمكة صغيرة، وتبدأ الأسماك بأكل الجلد الميت من القدمين واليدين، فيما توجد في الحوض علقات لامتصاص الدم الفاسد.

وتحتاج هذه الأسماك إلى نوع معين من الأعلاف، تستخدم لتغذية الأسماك النهرية، وتوضع في أحواض زجاجية، تغَير مياهها كل فترة معينة للمحافظة على نظافتها ومنع توالد البكتيريا، التي قد تؤذي الإنسان، ولضمان استمرار عيش الأسماك، ويضيف أبو غالي "أن سعر السمكة الواحدة يصل إلى 8 دولارات".
كما تم تصميم العيادة بطريقة تعطي الاستجمام والراحة والهدوء وخاصة لمن يعاني من التوتر العصبي حيث استخدام الألوان المريحة بطريقة معينه لتلبية ذلك, ويقول " العيادة تحتوي على 3 أحواض خاصة لوضع الأقدام، وأخرى لوضع أيادي المرضى"، كاشفاً في الوقت نفسه أن المرضى يُفحصون قبل التوجه إلى أحواض السمك خوفا من وجود أي مرض معد قد ينتقل إلى المريض الآخر رغم أن الأسماك لا تنقل أي عدوي ولكن الخوف من انتقاله عن طريق المياه".

وكان يعالج أبو غالي، وهو عضو دولة فلسطين في الجمعية العربية للعلاج بمنتجات النحل, لمدة 4 سنوات وفي مجال الطب البديل وخاصة في حشرة النحل، لكن بعد ذهابه إلى جنوب شرق آسيا أثاره موضوع العلاج بالسمك، فتلقي فيه تدريبات مكثفة، وسيكون ممثلا عن دولةَ فلسطين في مؤتمر الجمعية الأول عن العلاج بواسطة السمك في مصر بصفته مختصا وذلك في نهاية شهر تشرين الثاني المقبل.

ومن جهته بيين أبو عادل الشاعر والذي يعاني من صدفية في قدميه أن نتيجة هذا العلاج كانت مذهلة من الجلسة الأولى رغم انه تعالج كثيرا وانفق العديد من الأموال على ذلك العلاج.

ويضيف " لم أكن أتصور أن العلاج بهذه الطريق ناجحا حيث اخبرني المختص أنني احتاج إلى 8 جلسات تتراوح كل جلسة من نصف ساعة إلى ساعة مع أنني لاحظت التغير من أول جلسة ".

اكتشاف هذا العلاج:
تتحدث الروايات عن سرّ اكتشاف العلاج بواسطة الأسماك، وتُعيد الأمر إلى راعي غنم تركي. تقول إن أحد رعاة الغنم في تركيا كان يسرح في قطيعه بالمروج، ومع تقدّم الوقت شعر بالتعب من الرعي، فقرر أن يأخذ قسطاً من الراحة بالقرب من المرعى، واقترب من أحد الينابيع ووضع رجليه ليريحها، فإذا بالسمك يدغدغ أسفل قدميه. ومن كثرة التعب لم يشعر بشيء في البداية، لكن مع مرور الوقت بدأ يشعر بالسعادة والراحة. ومنذ ذلك الحين، يستمتع الأتراك بهذا العلاج، وكانوا أول من استخدم سمك "جارا روفا" للاستمتاع بدغدغتها العلاجية.
|219036|
وتجدر الإشارة إلى أنّ أسماك "الجارا روفا" ليست في حاجة إلى تدريب، بقدر حاجتها إلى عناية خاصة بالمقارنة مع أنواع الأسماك الأخرى؛ لأنها أكثر حساسية، حيث تحتاج إلى راحة عند انتقالها من حوض إلى آخر، وتهيئة الجو بدرجات حرارة مناسبة وتوفير طعام خاص.

وتنتشر مراكز العلاج بالسمك في الكثير من بلدان العالم مثل تكساس في الولايات المتحدة الأميركية واليابان وجنوب شرق آسيا وعمان والإمارات وفرنسا.
|219034|