فلسطين تحتضن 530 نوعاً من الطيور
نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 07:23 )
جنين - معا - أصدر مركز التعليم البيئي/ الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، ورقة حقائق لمناسبة اليوم العالمي للطيور المُهاجرة.
وجاء في مقدمتها: تحتفل دول الأرض في الثاني عشر والثالث عشر من أيار كل سنة، باليوم العالمي للطيور المهاجرة. وتحمل هذه النسخة شعار: "التعاون من أجل حماية الطيور المهاجرة"، في محاولة للتذكير بأهمية شبكات مواقع الطيور المهاجرة على طول طرق الهجرة الخاصة بها. وفي ظل أعدد قليلة من آلاف المواقع المهمة لها، التي يتم حمايتها والحفاظ عليها حول المعمورة.
وكشفت الورقة التنوع الحيوي الثري لوطننا، الذي احتضن تاريخيا 530 نوعاً من الطيور المختلفة، فيما يزيد عدد الطيور في الضفة الغربية وقطاع غزة حالياً عن 347 نوعاً.
|218765|
وأضافت الورقة: يبث هذا اليوم، الكثير من الأمل لتشجيع المجتمعات، للعمل معا للحفاظ على الطيور المهاجرة حيثما وجدت، كما يأمل أنصار البيئة. في وقت، تقول فيه المنظمات المتخصصة، إن هذه الكائنات تقطع مسافات طويلة في طرق هجرة خاصة بها، تعبر خلالها مواقع تهبط فيها للراحة والتغذية قبل أن تكمل مقاصدها، والعديد من هذه المواقع والمعابر التي تعتمد عليها الطيور المهاجرة مهددة من الأنشطة البشرية مثل استصلاح الأراضى وإزالة الغابات، فضلا عن التأثيرات المناخية المؤثرة في هذه الموائل، مما يشكل خطرا كبيرًا على أنواعها وحياتها.
وتابعت: إن شعار هذه السنة يؤكد، بحسب جهات الاختصاص: "أهمية التواصل بين الحكومات ومنظمات الحفاظ على البيئة والمنظمات المتخصصة، للحفاظ على الطيور المهاجرة من خلال إقامة اتصالات عالمية لأجل العمل المشترك للمحافظة على المواقع والمعابر، التي تتعرض للخطر الدائم والفقدان في دول العالم. "
وأضاف المركز: في وقت ذكر فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بهذه المناسبة بالقول: "إنني أؤيد تأييدًا تاماً لحملة عالمية لرفع مستوى الوعى حول التهديدات التي تتعرض لها الطيور المهاجرة من تدمير للموائل، والاستغلال المفرط والتلوث وتغير المناخ".
|218766|جدوى الاهتمام بالطيور
وأسهبت الورقة: قد يتساءل قارئ أو سامع، عن جدوى تخصيص يوم للطيور في الكون، في وقت تتعالى أصوات القذائف والتهدديات بحروب نووية، وتحتدم الصراعات، ونعيش احتلالاً ونكبة تحل بعد يومين من هذه المناسبة. وبالتزامن مع نزوح آلاف الأبرياء بفعل حروب البشر ونزاعاتهم.
وذكرت بأن اختفاء أسراب الطيور المهاجرة، أو توقفها عن التغريد، يفتح الباب على مصراعيه، أمام الكثير من الأسئلة ذات الصلة، بتدمير البيئة، والعبث بتوازنها، وبالتالي دفع ثمن باهظ لممارساتنا العدوانية ضد البيئة وعناصرها، دون أن نسقط ألم البشر العظيم.
واستعرضت معلومات مفيدة، حول طيور فلسطين، واقترحت دعوات ونداءات لتبديل المشهد الحالي؛ لأن تأجيل كل شيء، وانتظار تصفية ملفات حريتنا المصادرة، وقضايانا المعقدة بفعل الاحتلال وسواه، سيجعل الأمر أكثر تعقيداً، ويجافي الواقعية والدور المنوط بنا.
ومما ورد: تُصنف الطيور حسب وضعها في فلسطين إلى خمس مجموعات ومنها: المقيمة (المستوطنة)، والزائرة الصيفية، والمهاجرة، والزائرة الشتوية، والمشردة. وسنستعرض بعجالة معطيات حول كل واحدة منها، وبوسع القراء والباحثين المعنيين بالاستزادة، أو التعمق في الأسماء العلمية، واللاتينية، والرتب، والعائلات، وغيرها، مراجعة كتاب( طيور فلسطين) الذي أصدره الباحث والمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض عام 2009.
|218763|
أنواع مقيمة
وجاء في التفاصيل: تتواجد الطيور المقيمة على مدار العام، وتُفرخ وتتكاثر وترعى صغارها ضمن البيئات المختلفة في فلسطين، كالعصفور الدوري (البلدي)، والغراب الأبقع، وعصفور الشمس الفلسطيني. وتتوزع هذه الطيور بين الشائعة كالبلبل أصفر العجز، والنادرة جداً كحال النسر المُلتحي.
وتنتقل بعض أنواعها من منطقة لأخرى في فلسطين، مثل الزرزور الأسود (السوادية)، إذ يمكن ملاحظة التغير في أعدادها من خلال مراقبتها في مناطق تواجدها. فيما يستقر البعض الأخر في منطقة محددة، كشأن البومة النسارية.
وتشمل الطيور المقيمة الكثير من الطيور الاجتماعية، التي تعيش ضمن مجموعات على مدار السنة، كشأن الحمام الجبلي.
وتشكل الطيور المقيمة 20% من طيور فلسطين، وثمة أنواع تكون خليطة ما بين المقيمة والموسمية، ولا يمكن ملاحظة هذا إلا بمراقبة التغير في أعداد هذه الأنواع، وأماكن تفريخها.
|218749|
"ضيوف" الصيف!
وزادت الورقة: أما الطيور الزائرة الصيفية، فتمكث بين شهري شباط وأيلول، بعضها يصل يافعاً ويمكث في فلسطين حتى يكمل سن البلوغ، ثم يعود لموطنه الأصلي للتكاثر. وبعضها الآخر يُفرّخ ويتكاثر ويرعى صغاره في بلادنا. ومعظم هذه الطيور تصلنا من القارة الأفريقية، وشبه القارة الهندية. وتبدأ هذه الأنواع بالعودة إلى فلسطين من مواطن قضاء شتائها بداية شباط، فمثلاً تعود السمامة العادية في بداية شباط لتبني أعشاشها، أما الرخمة المصرية فتبدأ بالقدوم منتصف شباط، وعموماً فإن معظم الطيور الزائرة صيفاً تأتي في آذار.
وتبدأ هي وصغارها بالمغادرة في أواخر حزيران، مثل السمامة العادية(الشائعة). أما العويسق فيبدأ بالمغادرة في تموز، ولكن معظم الطيور تهاجر في أيلول، وبعضها يتأخر حتى تشرين الأول.
أما المُفرّخ الخليط، فهي طيور مقيمة، وتأتي طيور من نوعها نفسه كزائرة صيفية مفرخة. وكقاعدة عامة، فإن الطيور الزائرة الصيفية تبدأ بالتفريخ بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من بداية التفريخ للطيور المقيمة من النوع ذاته. وتكون فترة تفريخها قصيرة، وعدد أيام حضانتها أقل، ومعظمها يفرّخ مرة واحدة، مقارنة مع الأنواع المقيمة من النوع عينه.
الأسراب المهاجرة
وحول الطيور المُهاجرة، قال المركز إنها تعبر فلسطين خلال الهجرة الخريفية و(أو) الربيعية. فبعضها يعبر بلادنا بسرعة، والآخر يستريح فيها أثناء الهجرة عدة أيام أو أسابيع، وبعض أنواعها يهاجر ليلاً، وقسم منها يختار النهار للهجرة. والسبب الرئيس لكثرة الأعداد والأنواع في الطيور المهاجرة عبر فلسطين، موقعها الجغرافي الحيوي بين القارات الثلاث، ووقوعها للكثير من الطيور، في منتصف طريق الهجرة.
ووالت: يأتي القسم الأكبر منها من أوروبا الباردة، وكذلك من وسط آسيا وغربها، وتقضي الشتاء في أفريقيا السمراء. وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع. ويُلاحظ بعضها بأعداد أكبر خلال الخريف مثل النكّات (السّياف)، فيما يُشاهد البعض الآخر بأعداد أكبر خلال الهجرة الربيعية كاللقلق الأبيض، الذي يعتبر من أكثر الطيور المهاجرة مشاهدة خلال الربيع، وتشاهد منه أسراب مُحلقة بالمئات أو بالآلاف مستخدمة تيارات الهواء الساخن، متجهة شمالاً، أو هي تهبط للطعام والراحة. كما أن العديد من الطيور الجارحة تحلق فوق فلسطين، في خطوط هجرة محددة، وأكثرها عدداً حوّام النحل، إذ تم تسجيل نصف مليون طائر منه في سنة واحدة!
وتابعت: أما هجرة طائر السمان (السلوى)، فمعروفة، ويعبر هذا الطائر حوض المتوسط في ليلة واحدة، ثم يهبط منهكاً على شواطئ غزة أو شمال سيناء للراحة، ويتعرض للصيد الجائر هناك. وإن أكثر من 50 % من أنواع معينة من الطيور المهاجرة، تتركز هجرة أعدادها في أيام قليلة جداً، لا تتعدى أربعة أيام، تسمى (قمة الهجرة). أما النصف الباقي فيتوزع قبل هذه الأيام وبعدها.
وتتميز 90% من هذه الطيور، بأن عبورها عادة يكون أقصر في الربيع منه في الخريف؛ بسبب الاندفاع القوي للطيور للوصول إلى مناطق تفريخها بأسرع وقت ممكن، لتأسيس مناطق نفوذ أو سيطرة، واستغلال الوقت الثمين بأقصر فرصة.
|218745|
الزائرة الشتوية
وبشان الطيور الزائرة الشتوية، قالت الورقة، إنها التي تقصد فلسطين طلباً للدفء قادمة من أوروبا ووسط آسيا وشمالها، حيث تقضي فترة الشتاء، وتغادر عند نهايته. وتبدأ أفواج هذه الطيور بالوصول نهاية أيلول، وتستقر خلال كانون الأول وكانون الثاني. ويلعب تنوع بيئات فلسطين دوراً كبيراً لوجود أنواع زائرة شتوية، وبخاصة في المناطق الرطبة.
وتظهر هذه الأنواع وتختفي بطريقة غريبة وخفية ومميزة، فمثلاً بعض الطيور تبان فور سقوط الأمطار، وكأنها تأتي مع زخات المطر الأولى، مثل الذعرة البيضاء (الكركزان أو القوقزان).
وتعد بعض الطيور الشتوية مفيدة، مثل أبو تمرة أحمر الزور؛ لأنه يقضي على الكثير من الحشرات. أما البعض الآخر فينتشر في الحقول، ويتسبب بأضرار للمزارعين، مثل قبّرة السماء، الذي يُتلف الخضروات. أما غراب البحر فيتسبب بمشكلة لمربي الأسماك.
وتستقر بعض الأنواع قرب المناطق المأهولة، مثل أبو الحناء، والبعض الآخر يقيم بجوار المناطق الرطبة مثل البلشون الرمادي، وقسم منها يظهر سنوياً بشكل مفاجئ كالنحام الكبير، دون تحديد زمان ظهوره أو مكانه. وهناك حسّون الشوك الذي يندفع من أوروبا بأعداد معقولة؛ بسبب التنافس على الغذاء في موطنه الأم.
وتابعت: تحتاج 90% من هذه الطيور إلى نحو ستة أسابيع للوصول إلى مناطق قضاء شتائها، بينما 90% منها تغادر بين عشية وضحاها نهاية فترة الشتاء. وتختلط بعض أنواعها مع أعداد كثيرة من النوع المقيم نفسه في بلادنا، أما الطيور المهاجرة من النوع ذاته، فتصل متأخرة في الهجرة الخريفية، ما يُصعّب التمييز بين النوع نفسه الذي يعتبر مقيماً، أو مهاجراً، أو الذي يبقى للشتاء. وفي الحالات كلها، فإن السبيل الوحيد للتفريق بينها، مراقبتها في المواسم المتلاحقة.
|218744|
المُشردة
ووفق الورقة، فإن الطيور المُشرّدة تظهر فجأة، وفي فترات غير منتظمة، وليس لها أوقات محددة للظهور او للاختفاء، ويُسجل ظهورها عدة مرات فقط. فيما تُشكل حوالي 25% من مجموع طيور فلسطين.
وفي التفاصيل، فقد ارتفعت أعداد الطيور المسجلة تحت هذا التصنيف في السنوات الأخيرة؛ بسبب ازدياد المهتمين في الطبيعة، ومراقبة الطيور وتحجيلها (الإمساك بالطائر بطريقة علمية، وتفحصه، ووضع حلقة معدنية على رجله اليسرى تحمل اسم فلسطين، وتدوين المعلومات الخاصة به في سجل إلكتروني قبل إعادة إطلاقه).إن بعض أنواعها تعشش في آسيا، وتقضي الشتاء في جنوب آسيا وأفريقيا، تفر بعيداً عن مساره الطبيعي لتصل إلى فلسطين، ومنها الذعرة صفراء الرأس، وأبو حناء الأحراش الأسود، أما بعضها الأخر، فمن الأنواع الاستوائية مثل النورس رمادي اللون، وأنوع مشردة بحرية كالغاق، أو أنواع صحراوية كشأن الحدأة الحمراء وتلعب العوامل الجوية المتغيرة والفجائية، دورًا في انحراف الطيور عن مساراتها الطبيعية.
|218743|
دعوات
وأنهى المركز بجملة نداءات، منها: يحتم الواجب أن نبدأ جميعًا، باختلاف المواقع والتوجهات، قبل أي خطوة بحملة للتعريف بالتنوع الفريد لفلسطين، ثم ننطلق لصيانة النظم البيئية والمحافظة عليها من التخريب. والاعتناء بموائل الطيور والمحافظة عليها. بجوار حماية الأنواع المهددة بالانقراض منها، ومحاربة الصيد الجائر الذي تتعرض له، وحظر الاتجار بالحيوانات البرية، وإنشاء قاعدة معلومات ثرية لتوثيق الطيور: مساراتها، وخطوط هجرتها، وأماكن تفريخها، وكل ما يتصل بها.
إضافة إلى بناء إستراتيجية وطنية خاصة بحماية التنوع الحيوي، والإعلان عن الأنواع المهددة بالانقراض وصون المناطق المهمة للطيور، وسن تشريعات وتفعيل القوانين السارية لغرض حماية التنوع الحيوي.
عدا عن الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، وتبادل الخبرات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، والمساهمة في تطور متحف التاريخ الطبيعي لفلسطين التابع للمركز، بجانب البدء بتطوير الوعي البيئي، وتحفيز الإعلام في بلادنا لإعطاء قضايا البيئة الحجم الذي تستحقه.