جمعية الوداد تعلن نتائج استطلاع حول مسودة قانون الشباب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 15/05/2013 ( آخر تحديث: 15/05/2013 الساعة: 15:16 )
غزة-معا- أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أعدته جمعية الوداد حول مسودة قانون الشباب الفلسطيني أن الشباب في قطاع غزة لهم خصوصية في كل الظروف التي يعيشونها والتي مروا بها على مدى عدة سنوات وهي صعبة، فهم من خاضوا التجارب الصعبة في مقاومة الاحتلال وهم من تحدى الظلم والقهر وهم من تغلب على الصعاب في كل مرحلة وأبدعوا طرقا لمقاومة العدو عجز عن تصديها رغم كل ما يمتلكه من قوة ، وهم من تحملوا أعباء الحياة الاجتماعية القاسية.
ودلل الاستطلاع أن الشباب الآن يعيشون مرحلة حساسة وصعبة ، فالانقسام السياسي بين اللونين السياسيين الأكبر في غزة والضفة ، والحصار المطبق من جانب الاحتلال على قطاع غزة، بالإضافة إلى التغيرات السياسية العربية والدولية، كل ذلك له تأثيره الواضح على الشباب في قطاع غزة، وبرغم ذلك يحاول الشاب الفلسطيني في قطاع غزة الحصول على حقوقه والعيش بكرامة وحرية مستخدما كل الطرق والوسائل المؤدية إلى ذلك .
ويذكر أن جمعية الوداد نشرت هذا الاستطلاع على الموقع الالكتروني الخاص بالجمعية بالإضافة إلى صفحتها على الفيس بوك وأيضا على عدة مواقع وكان الاستطلاع يستهدف فئة الشباب وسؤالهم حول مدى اطلاعهم على مسودة قانون الشباب الفلسطيني لعام 2011م ، الصادر عن الحكومة المقالة في قطاع غزة .
وكان سؤال استطلاع الرأي للشباب هو "هل لديك اطلاع على مسودة قانون الشباب الفلسطيني؟"
سؤال تم توجيهه إلى فئة الشباب وكانت النتائج أن ثلثي الشباب صوتوا بأنهم غير مطلعين على مسودة قانون الشباب الفلسطيني من عدد 350 شاب شاركوا في التصويت.
وفي إطار تحليل نتيجة الاستطلاع قال د. نعيم الغلبان أمين سر جمعية الوداد أن القانون خاص بالشباب، والمؤسسات الأهلية تشجع وتستنهض همم المشاركة في الشباب في مختلف القضايا الشبابية ولا يوجد أي عوائق أو موانع تحول دون التفاعل و إبداء الرأي فيما يخص قضايا وحقوق وقانون الشباب؟
وأضاف: الشباب يعاني من الحصار وما يترتب عليه من دمار وبوار حيث البطالة والفقر.. والانقسام .. والتحزب المقيت وفقدان الأفق تجاه المستقبل من مسكن وزواج و.. فهل يتبقى لنا وقت أو رغبة أو سعة بال للإطلاع على قضايا الشباب أو الانخراط فيما يخص القضايا المصيرية أو الوطنية أو السياسية ..
وأكد أن الشباب الفلسطيني الأفضل و الأوفر حظا من كل دول الطوق التي تحيط بفلسطينكم ، أنتم أفضل ظروفا و إمكانيات من شباب مصر ومن شباب سوريا ولبنان و الأردن و... وغيرها
وأفاد الغلبان أن قلوب العالم العربي والإسلامي وكثير من شعوب الشرق والغرب الأحرار تهتف لشباب فلسطين من قلوبها ، وتمد الأيدي و الأموال ... فانتم محمولون على الأكف رغم كل الألم وانتم لكم حق على الأمة يزيد عن حقوق الشباب الآخرين وكذلك حقكم في التعليم الجامعي وحقكم في المشاركة والكلمة الحرة ( دون أذى للآخرين ) ميسور وسهل ، انتم الربيع ومنكم الربيع وربيعكم سيظل دائم العطاء ونموذجا لتحريك الهمم ، رغم الألم والمعوقات التي تحتاج لهممكم الفتية لتجاوزها وتذليلها .
وطالب الشباب ألا تيأسوا ولا تحبطوا ، فالحياة لا تأتي لنا على طبق من فضة ، بل بالاجتهاد والكد والصبر و المصابرة وبذل الجهود ربما نحن بحاجة إلى إعادة التفكير ولانطلاقة مثابرة ايجابية جديدة خاصة في هذه الفترة الغنية المليئة بالحيوية والقوة ، وثروة العمل النادرة وهي الشاب.
وفي تحليل أ. إبراهيم الشطلي الناشط والباحث في قضايا الشباب قال : تلك النتائج تشير إلى ثلاث سيناريوهات محتملة وواردة بقوة بوجهة نظري، أولها أنه لربما كان من الضروري أن يقوم القائمين على المشروع ببذل مجهود أكبر لنشر القانون والتعريف به قبل إقراره بالقراءة الأخيرة كونها شرط أساسي في عملية المصادقة عليه، حيث يلزم المجلس التشريعي حسب القانون بعقد عدد من ورشات العمل لمناقشته وعرضه مع جهات الاختصاص والاهتمام ، سواء عبر لجانه الخاصة أو بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الأهلية.
أما السيناريو الثاني وهو أن تلك النتائج تؤشر إلى أن أداء جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي، وغيرها من المؤسسات التي تبنت العمل على التعريف ونشر مسودة القانون، أثناء عملها على تنظيم ورشات عمل لمناقشة وعرض مسودة القانون وطباعتها للعديد من النسخ وتوزيعها، يبدو أنها لم تصل للعدد المطلوب والكافي ، أو أنها اهتمت بمناطق معينة بعينها محدودة الوصول للشباب أثناء ذلك، فقط.
أما السيناريو الأخير وهو أن الشباب أنفسهم غير مهتمين ، أو غير مقتنعين بجدوى ذلك القانون في ظل الانقسام ، وأنهم يدركون أن أي قانون أو نشاط تقوم به أي من الحكومتين سواء بغزة أو رام الله لا يكون أكثر من مناكفة أو مزاودة سياسية ، ذات أبعاد سياسية تصب في مصالح طرفي الانقسام لا أكثر ولا تعطي في أولوياتها هم الشباب أو مصالحهم الخاصة.
وبالنظر للسيناريوهات الثلاثة السابقة الذكر ، نجد أنها تؤدي إلى حاجة ملحة لإعادة الاعتبار لأهمية وقوة الشباب في الوعي السياسي والمجتمعي الفلسطيني وليس الحزبي الفئوي فقط ، على اعتبار أنهم القوة المحركة والقادرة على إحداث التغيير ، وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني ، في تحقيق مصيره وبناء دولته وإنهاء الاحتلال ، والتي لن تأتي دون وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام السياسي ، وتطوير أداء المؤسسات الرسمية والأهلية ليرتقي لمستوى الصعاب والتحديات التي تواجه المجتمع الفلسطيني عامة والشباب بشكل خاص.