الرجوب يقطع مسافة 60 كيلو مترا في 20 ساعة في عيد ميلاده الستين

رام الله- معا - على غير مألوف العادة في احتفالات اعياد الميلاد فقد آثر رئيس المجلس الاعلى للشباب اللواء جبريل الرجوب الذي اعتاد على ممارسة رياضة المشي مع اصدقائه لمسافات طويلة اسبوعيا، ان يحتفل بعيد ميلاده الستين الذي صادف امس الثلاثاء 14 أيار بالسير لمسافة ستين كيلو مترا، رافقه فيها نحو 60 من محبي رياضة المشي وذلك تحقيقا لوعد كان قطعه امام اصدقائه قبل عام.

بدات مسيرة المشي قبل شروق الشمس بساعات انطلاقا من منزله باتجاه مدينة اريحا دون توقف حيث سلك طريق المنعرجات الى بلدة العوجا شمالي المدينة فطريق الاغوار باتجاه البحر الميت انتهاء بوسط المدينة التي وصلها والفريق المشارك معه عند الساعة التاسعة من مساء اليوم التالي.

رافق ابو رامي في مسيرته الاحتفالية تلك ما يزيد عن 60 شخصا معظمهم من طلبته في جامعة القدس، وزملائه في الاتحاد الرياضي الفلسطيني، وأصدقائه الشخصيين وعدد من الصحفيين.
|218940|
ولم تبد على رجل السياسة الستيني الذي لمع نجمه في سماء الرياضة من خلال ما قدمه من انجازات وما اسسه من تقاليد عمل نال عليها اوسمة وجوائز محلية وعربية ودولة اية مظاهر اعياء او تعب وظل حتى الكيلو متر الاخير يتمتع بلياقة بدنية عالية بينما لم يغفل للحظة عن متابعة المشاركين معه والاطمئنان على صحتهم .

وقال ابو رامي انه ما زال يتمتع بنفس الروح والإصرار والإيمان الذي كان يتمتع به قبل 40 عاما.

وأضاف يقول "أردت اختبار قدراتي ولياقتي البدنية بالسير مسافة 60 كم فالرياضة مهمة للجميع إنسان وليس للقائد السياسي فحسب".

اتطلع للستين سنة القادمة

وفي رده على سؤال عما دار في خلده وهو يطوي المسافات الطويلة من استعراض لاعوامه الستين الماضية قال ابو رامي " انا لا انظر الى الخلف بل الى المستقبل .. نعم الى الستين سنة القادمة انا رجل مسكون بالامل وسأظل كذلك ما حييت" .

خطوة تستحق التقدير والتقليد

ووصف جمال منصور أحد أصدقاء الرجوب الذي رافقه في مسيرة المشي الستينية بالرائعة معتبرا اياها اسلوبا جديدا جديرا بالتقليد من الجميع.

واضاف "إنها لخطوة رائعة ويا ليت الجميع يقلدون أبا رامي في ممارسة رياضة المشي لتصبح ظاهرة في المجتمع؛ فهذه الرياضة تناسب الجميع كبارا وصغارا، رجالا ونساء"
|218938|
وتابع قائلا "كنت واثقا من مقدرة أبو رامي على قطع مسافة ال 60 كيلومتر مشيا"

اما المدرب الرياضي نضال المالكي الذي شارك في رحلة المشي فاعتبر المبادرة دليل عافية وصحة بدنية واضاف" أنها ليست المرة الاولى التي يقوم خلالها ابو رامي بقطع مسافات طويلة، إلا أنها المرة الاولى التي يقطع فيها مسافة الـ 60 كيلومترا بدون توقف"

واعتبر المالكي الخطوة بمثابة محفز اجتماعي للكثيرين، وبالأخص السياسيين الذين ينبغي لهم ان يمارسوا رياضة المشي التي تعلم الصبر"

من جهته رأى كمال جرار طريقة الرجوب في الاحتفال بعيد ميلاده الستين انما تعكس قوة إرادة للرجل فوق عادية، مشيرا الى خلفيته العسكرية وما يتمتع به من لياقة، مصحوبا بقوة الاصرار والتصميم .

وتابع"كنت على يقين من أنه سيقطع مسافة الـ60 كم وأكثر اعتقد ان لدى الرجوب إرادة لا تتوفر لدى من هم في جيل العشرين من الشباب.

الرياضي رقم 1 في فلسطين

ويرى الدكتور عودة مشارقة وهو أحد أصدقاء الرجوب المشاركين في رحلة المشي "أن أبو رامي الذي يرأس المسيرة الرياضية الفلسطينية أراد توجيه رسالة لطالما أمن بها وهي أنه على القائد أن يكون قدوة لمرؤوسيه فهذه الخطوة تعني أن الرياضة بالقدوة والإدارة بالقدوة، ويمكن اعتباره الرياضي رقم 1 في فلسطين"

وأضاف مشارقة "أردنا كأصدقاء قدامى لأبو رامي أن نكرمه في يوم عيد ميلاده الستين فرافقناه في هذه الرحلة الطويلة "
|218937|
قدرة تحمل استثائية

ويعتقد الصحفي إبراهيم ملحم الذي رافق الرجوب في رحلة المشي تلك بان الرجوب أثبت مقدرته استثنائية على الجلد والتحمل والصبر على مشاق المشي الطويل عندما تمكن من قطع مسافة 60 كيلومترا دون توقف او اعياء، وهو بذلك يقدم نموذجا للقائد ان قال فعل والذي ان حدد هدفه فانه يتحمل مشقة الوصول اليه .

ويكشف ملحم أن الرجوب كان قد اسر لعدد من أصدقائه قبل عام عن نيته المشي تلك المسافة في عيد ميلاده الستين، إلا أن الكثير لم يأخذوا حديثه على محمل الجد، لكن ما قام به اليوم يؤكد ان الرجل منسجم مع نفسه وهو قادر على ترجمة الاحلام الى واقع فالرجل يفعل ما يقول"

ويؤكد ملحم أن نجاح الرجوب في قطع المسافة التي حددها دون إعياء أو تعب يثبت أن أبو رامي في سن الستين يتمتع بحيوية وروح من هم في سن العشرين"

اما ساندي وليد شلطف، طالبة القانون في جامعة القدس والتي شاركت في رحلة المشي الستينية فقالت "لقد أتاحت لي هذه المشاركة فرصة التعرف على الوجه الاخر لشخصية الرجوب الذي يتمتع بقوة الحضور الهادئ، وسرعة البديهة، والمودة الكبيرة، بالإضافة إلى حرصه على متابعة أعضاء الفريق الذي يقوده"

وأضافت "أكتشفت أن شخصية الرجوب مختلفة تماما عن تلك الشخصية السياسية الصارمة التي تعكسها وسائل الإعلام؛ فهو متواضع مع طلبته، الذين يحبون مشاركته في جميع النشاطات التي يقوم بها" .
|218936|
وأشارت طالبة القانون في جامعة القدس الى أنها عزمت على ممارسة رياضة المشي يوميا بعد مشاركتها في تلك الرحلة التي منحتها ما تحتاجه من تشجيع للمواظبة عليها.

يشار الى ان الرجوب اعتاد على قطع المسافة بين رام الله واريحا 3 مرات أسبوعيا، لكن هذه هي المرة الاولى التي يقطع فيها مسافة 60 كم بدون توقف.
|218935|