الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلس الإفتاء الأعلى يدعو لشد الرحال إلى المسجد الأقصى

نشر بتاريخ: 16/05/2013 ( آخر تحديث: 16/05/2013 الساعة: 14:01 )
القدس - معا - دعا مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لإفشال الهجمات المتصاعدة على المسجد الأقصى لإعماره والصلاة فيه، وذلك عقب دعوة الجماعات اليهودية المتطرفة أنصارها إلى ما أسمته (الحج الجماعي إلى الأقصى)، معتبرا هذه الدعوة تصعيداً نوعياً وخطيراً، مبيناً أن الاستهداف الذي تتعرض له المدينة المقدسة يهدف إلى تهويدها بالكامل وتغيير معالمها العربية والإسلامية، وفرض حقائق جديدة على الأرض، لفرض أمر واقع جديد يحول دون وصول الفلسطينيين إليها.

وناشد المجلس الأمتين العربية والإسلامية إلى بذل أقصى جهودها العملية لحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس، ونصرتهما بكل ما أوتوا من وسائل وطرق، للحفاظ على طهارة المدينة المقدسة ومنع محاولات التدنيس والتزوير والتهويد التي تجري في هذا الأوان على قدم وساق.

ونبه المجلس إلى أن هذه الهجمة المسعورة تأتي في الوقت الذي يسترجع فيه الفلسطينيون ذكرى نكبة فلسطين عام 1948م، التي دمرت البلاد، وشتت العباد، وما زالت ذيولها تتنامى من خلال ممارسة المزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان والاعتداءات الصارخة على أرضنا ومقدساتنا، والتي من أبرزها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات ومحاولات تهويد وإفراغ من محتواه الإسلامي، من خلال الاقتحامات المتكررة له، إضافة إلى سرطان الاستيطان الذي التهم الأرض والبيوت، وغيرها من النكبات التي لا تعد ولا تحصى.

وأوضح المجلس أن الشعب الفلسطيني قادر على التصدي للنكبات التي تحل به كافة، مراهناً على جلد أبنائه وصلابة عقيدتهم وقوة تمسكهم بأرضهم ومقدساتهم، وذلك بالاستناد إلى عمقه الاستراتيجي في العالمين العربي والإسلامي.

وندد المجلس بمحاولة المس بشخص سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الذي تم احتجازه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبيّن أن احتجاز سماحته يمثّل تعدياً صارخاً على الرموز الدينية والوطنية في فلسطين، موضحاً أن هذا الاحتجاز يأتي في سياق الاضطهاد الديني الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وأعرب المجلس عن شكره للهيئات والشخصيات الرسمية والشعبية والوفود التي تضامنت مع سماحته، الأمر الذي أثلج صدور أعضاء المجلس، وأعلى همة سماحته للوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.

وثمن المجلس الوقفات المشرفة من إخواننا في الحكومات والبرلمانات في البلاد العربية والإسلامية لنصرة المسجد الأقصى المبارك والرموز الدينية في فلسطين، التي ترفع من معنويات المرابطين في المسجد وأكنافه، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات العمل على لجم جماح إسرائيل عما تخطط له من تهويد للمسجد الأقصى المبارك، وطمس هوية مدينة القدس وتشريد أبنائها.

وطالب المجلس منظمة اليونسكو بالتدخل الفوري والسريع لإنقاذ ما يجب إنقاذه من مدينة القدس العربية، والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تغير معالم المدينة المقدسة، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والقضية الفلسطينية، فالقدس والأقصى يتهددهما التهويد والدمار، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تأبه بجميع القرارات الدولية، وتعمل على تنفيذ مخططاتها وأجنداتها التهويدية.