الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنود الاحتلال في الضفة يشعرون بالمهانة والمذلة ويطالبون بأوامر جديدة

نشر بتاريخ: 16/05/2013 ( آخر تحديث: 18/05/2013 الساعة: 11:56 )
بيت لحم - معا - "نحن جنود مع سلاح وذخيرة وأيد مقيدة لا نعمل شيئا سوى أن نهرب ونهرب و نلعب دور المهرج للفلسطينيين.. وهذا أمر يثير الغضب ويشعرنا بالمذلة والمهانة" واحدة من عشرات الشهادات التي سجلتها و نشرتها اليوم الخميس، صحيفة "معاريف" العبرية من جنود خدموا ضمن قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت الصحيفة أن عشرات الجنود ضمن قوات الاحتياط والجيش النظامي ممن خدموا او يخدموا ضمن قوات الاحتلال في الضفة الغربية يعيشون مشاعر العجز نتيجة عدم وضوح أوامر الضباط وبالتالي عجزهم عن التعامل مع أعمال "العنف" في المنطقة فيما حذر بعض الضباط من صعوبة الدفاع عن الجنود في الميدان وحمايتهم مؤكدين ان الجيش بدأ يفقد قوة الردع أمام الفلسطينيين.

ضابط كبير آخر بقيادة المنطقة الوسطى دافع عن الأوامر الصادرة والوضع السائد مؤكدا إن الادعاء بالعجز نابع أساسا من مشكلة مهنية وسوء فهم.

وعودة لشهادات الجنود والضباط التي سجلتها "معاريف" التي نقلت عن الرقيب أول "ش" الذي أنهى مؤخرا خدمته الاحتياطية ضمن قوات الاحتلال في الضفة قوله " لم نتمكن من السير خلال فترة الخدمة ولا نقوم سوى بالهرب والهرب لقد انهينا الخدمة الاحتياطية بخوف شديد وجميع من كان معي يشعر بالخوف الشديد.. نعود إلى بيوتنا محطمين ونشعر بالخجل من ارتداء الزي العسكري.. لقد عدت مذلولا ومهانا.. أنهم يلقون علي الحجارة واشعر بأنني نوعا من البط أو الإوز انني احمل السلاح والسترة الواقية والذخيرة وكل الوسائل لكنني اخجل أن أقول لك بأنني عاجز عن الرد.

|219188|
ويواصل الرقيب اول "ش" وصف لمشاعره وما يواجهه خلال الخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قائلا :" تقول لنفسك هذا الحجر أصابني وهذا تقريبا أصابني وذلك لم يصبني دون ان تتمكن من الرد ونحن مكشوفين لا يوجد لدينا من نستتر خلفه.. نقف بمنتصف الشارع لقد دربنا كيف نكون جنودا ولم يدربوننا كيف نكون إوزا أو بطا نقف خلف سيارة الجيب حيث نختبئ".

واكدت صحيفة "معاريف" بانه لم تقرر نشر الشهادات التي حصلت عليها الا بعد دراستها جيدا ومقاطعتها ومقارنتها والتأكد بأن الحديث يدور عن ظاهرة واسعة ليس عن مشاعر تسود مجموعة معينة من الجنود، وان من قرر الإدلاء بالشهادة يمثلون منظومة واسعة ومتنوعة من سكان إسرائيل وهم جاؤوا من كافة الأرجاء وليس من منطقة واحدة، بل ويخدمون في قطاعات عسكرية مختلفة وألوية مختلفة ويبلغ اصغر الجنود الذين قدموا شهاداتهم 19 عاما فيما يبلغ عمر أكبرهم 44 عاما، وطلنا منهم جميعا أن يتحدثوا لنا عن حادثة معينة وقعت لهم أو معهم بشرط ان تكون حادثة عاشوا تفاصيلها وليس سمعوا بها فقط وحين طلبنا منهم وصف ما مر عليهم استخدموا جميعا تقريبا ودون تنسيق مصطلحات واحدة مثل "الاهانة، الذل، العار، عدم الرجولة، العجز".

تحدث الجنود بشكل واضح عن حالات فرار أمام الفلسطينيين أو الاختباء منهم، حيث قال الجندي "م" البالغ من العمر 28 عاما " لا نسعى للاشتباك معهم لقدر خرجنا في ليلة ما لوضع حاجر يفصل بين قريتين وبعد 15 دقيقة من وجودنا في المنطقة بدأنا نسمع "الصفير" القادم من القرية المجاورة ففهمنا بأنهم يستعدون لأعمال "الإخلال بالنظام" لقد كنا 8 جنود وبصفتي قائد المجموعة أدركت بان أية مساعدة قد نطلبها ستستغرق وقتا للوصول إلينا فقلت هذا غير مناسب وتراجعنا وغادرنا المكان.. بكل بساطة اختفينا من المكان لكن ألان استطيع ان أقول بحرية لقد "هربنا".

وواصل الجندي " م" حديثه لكن عن واقعة أخرى "سقط احد الجنود وأصيب بجراح واستمر الفلسطينيون بإلقاء الحجارة وحتى أخشاب مرصوفة بالمسامير فيما وقفت أنا وجندي على مسافة 50-100 متر، ولم تكن لدينا أية وسيلة لحماية الجنود المصابين والدفاع عنهم.. فطلبت الإذن بإطلاق النار الحية على الجزء الأسفل من الجسم "من الركبة إلى أسفل" لكنهم لم يوافقوا على الطلب لنشرع بسحب القوة إلى الخلف ونتحول مثل الإوز في ميدان الرماية وتراجعنا وذيولنا بين أرجلنا نتلقى الحجارة بصمت حتى نجحنا بالفرار من المنطقة وسألت قائد الكتيبة لماذا لم نتلق أوامر ثناء لوجودنا في الميدان؟ لما لم نكن نعلم ما يجري بالضبط أين هي الأوامر؟ لا نتلقى سوى أوامر غامضة".

ماذا كان رد قائد الكتيبة؟ قال:" هنا ليس لبنان مفهوم؟!! ما حدث لك ليس بالأمر الكبير أيضا من لبنان خرجنا مع جنود مصابين".

وأخيرا، أثار التقرير المستند إلى شهادة الجنود ردود فعل غاضبة شملت كافة ألوان الطيف السياسي الإسرائيلي، حيث دعا أعضاء كنيست ينتمون إلى أحزاب وتيارات سياسية مختلفة إلى ضرورة توضيح الأوامر العسكرية وعدم ترك الجنود في الميدان دون حماية واصفين حالة الجنود بالخطر الوجودي على دولة إسرائيل اذا استمرت هذه الحالة".

فيديو قبل اشهر.. جنود يهربون من حجارة الشبان.