والد الطفلين المعاقين في عتير بعد هدم بيته لـ معا: ما ذنبهما؟!

بئر السبع - معا - "حسبي الله ونعم الوكيل على هذه الحكومة. لنفرض أنني مجرم، فما هو ذنب الطفلين المعاقين اللذين يعانيان من مرض نادر وبحاجة إلى علاج طبي مستمر، لكي يهدموا بيتنا فوق رؤوسنا".

هذا ما قاله في حديث خاص بوكالة "معا" راسم شحدة أبو القيعان (26 عاما)، والد الطفلين مراد (2.5 عاما) ومحمد (سنة وثلاثة أشهر) اللذان يعانيان من مرض نادر، وبحاجة إلى علاج طبي مستمر، وذلك بعد أن قامت قوات الاحتلال صباح اليوم بهدم بيته في قرية عتير شمال بلدة حورة، وذلك "لتوسيع الحرش" في غابة عتير حسبما أكدت ما تسمى"دائرة أراضي إسرائيل" في بيان سابق لها.

وأضاف راسم والغضب واضح في صوته: "لقد أبقوا أولادي بدون دواء بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن بيوتنا الـ18 التي هدمت، وبالتالي نقلت مراد ومحمد إلى طبيب خاص في الضفة الغربية، لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالتهما. لمن سأتوجه، وماذا كانت ستقول هذه الحكومة التي قامت بهدم بيتهم لنفترش الأرض ونلتحف السماء، لو فقدنا أحد الطفلين؟ لا أثق في أحد منهم بتاتا، وبالتالي لم أنقل أطفالي للعلاج في مستشفى "سوروكا" (في بئر السبع). أنا مواطن إسرائيلي على الورق فقط".

وأردف راسم قائلا: "لقد نقلت أولادي مع والدتهم إلى أخوالهم في بلدة حورة، ليكونوا في أمان... أما نحن فبنينا لنا خيم لنؤكد للجميع أننا لن نغادر هذه المنطقة".

وحول ادعاءات ما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" أن للعائلة قسائم أرض في بلدة حورة في النقب، قال شقيق راسم، راتب (30 عاما): "انهم يقترحون علينا أن نعيش على أربعة دونمات من الأرض في بلدة حورة. هل يعقل أن تعيش عائلة كبيرة من 40 نفرا على أربعة دونمات؟ وماذا بالنسبة لأبنائنا في المستقبل؟ حين أردنا فحص اقتراحهم اتضح لنا أن هناك قسيمتين تم تسليمها لعائلة أخرى، ويبدو أن هذه سياستهم بالعمل على أن نتصارع فيما بيننا على قسيمين من الأرض - وهذا ما لن يحدث أبدا".