أبو مازن: نرحب بزيارة أي عربي للقدس وبيت لحم وهذا لا يعني تطبيعا
نشر بتاريخ: 18/05/2013 ( آخر تحديث: 18/05/2013 الساعة: 10:51 )
القاهرة – معا - طالب الرئيس محمود عباس، مساء امس، الاخوة العرب مسلمين ومسيحيين إلى شد الرحال إلى فلسطين، معتبرا إياه نوعا من مد يد المساعدة ومؤازرة لأبناء الشعب الفلسطيني، قائلا: "نحن نرحب بزيارة أي أخ عربي مسلم أومسيحي للقدس وبيت لحم؛ لأن المجىء لهذه البلاد لا يعني تطبيعا للعلاقات ما بين دولة الزائر وإسرائيل؛ إنما هو زيارة للسجين وليس السجان.. فمرحبا بأي أخ يأتي ليطلع على أحوالنا ويساعدنا قدر المستطاع".
جاء ذلك في حديث الرئيس من مقر إقامته بالقاهرة في قصر الضيافة، مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار الإعلاميين والمفكرين المصريين بحضور عزام الأحمد، وصخر بسيسو، والمستشار مجدى الخالدي، وسفير فلسطين بالقاهرة د.بركات الفرا وكادر سفارة ومندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية .
وتابع فى حديثه حول مستجدات الوضع في القدس والإعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، مؤكدا أنه قد يسقط والعالم الإسلامي يشاهده دون أن يحرك ساكنا مادام هناك علماء مسلمين يلقون بفتوى حرمانية الذهاب إليه وتقديم المساعدة، بالرغم من أن الرسول عليه الصلاة والسلام جعله من المساجد التي يشد الرحال إليها، فما من دليل واحد في القرآن والسنة تفتي بذلك ولكن تحزب بعض الشيوخ أو الكنيسة كمحاولة لتسييس القضية بشكل يضاد الفكر الديني نفسه .
وأضاف :"أنه يسمع دائما في المؤتمرات عن أموال تخصص لصالح القدس وفعليا لا ترى على أرض الواقع بدءا بقمة سرت التي اتفقت على تخصيص 500 مليون دولار لصالح القدس فلم يقدم سوى 37 مليون دولار حتى اليوم، وفي الدوحة خصصت مليار دولار كرقم فقط ، وقال "ستبقى القدس عاصمتنا ومهد المسلمين كافة وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولية سكانها الذين يلاقون الويلات في سبيل البقاء على أرضها."
وردا على سؤال حول تأثير ما يجري من حراك وثورات وأحداث داخلية عربية على الشعب الفلسطيني، أوضح الرئيس عباس أن القضية الفلسطينية في ضمير كل مواطن عربي، وأن ما يجري في هذه البلاد هو شأن داخلي. وقال: إن ما يجري في سوريا الآن صعب ونتمنى أن تحل هذه المشكلة ، وهناك مساع من دول عظمى واقليمية واسلامية لإيقاف شلال الدم والمذابح ولكننا لن نتدخل لأنها قضية تعود إلى الشعب السوري.
وجدد الرئيس عباس التأكيد على رفض تعديل المبادرة العربية قائلا: لا تنازل عن حدود الدولة الفلسطينية وهي حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967م، بما يشمل الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة، وأي تبادل في الأراضي يجب أن يكون طفيفا وعلى أساس القيمة والمثل.. وعموما العرب لم يوافقوا ولن يستطيعوا تعديل وتغيير المبادرة العربية للسلام لأنها مبادرة أقرت بقمة عربية ولا يمكن أن تعدل إلا بقمة ونحن ضد تغيير حرف واحد فى المبادرة ؛ لأنه باب لو فتح لانتهت هذه المبادرة فهي أثمن ما قدم من العرب في خلال 50 أو 60 سنة الماضية .
وأضاف الرئيس، بالنسبة لموضوع تبادل الأراضي:" نحن طرحنا 1% مقابل 1% من الأراضي بنفس القيمة والمثل وإسرائيل طرحت في بعض المرات ان تأخذ 9% من الأراضي مقابل ان تعطينا 1% وهذا مرفوض تماما، ونحن أعلنا منذ 'كامب ديفيد' موافقتنا على موضوع التبادلية ولكن يجب أن يكون بنفس القيمة والمثل".
وأكد أن القدس الشرقية ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين وبدونها لن توجد دولة فلسطينية حتى وإن حصل الفلسطينيون على كافة حقوقهم عداها .
وفي حديثه حول علاقة حماس بالسلطة الجديدة في مصر قال :" لا يمكننا أن ننكر أن حماس جزءا لا يتجزأ من حركة الاخوان المسلمين لكن مصر مازالت ملتزمة بالمصالحة الفلسطينية وتقف على ذات الصف بيننا وتسعى لتحقيق المصالحة حتى وإن كان هناك علاقة عضوية بين حماس والاخوان .
وأشار إلى أن وفدي 'فتح وحماس' اجتمعا بالقاهرة واتفقا على تشكيل حكومة في غضون 3 أشهر وقال:"نحن مصممون على المضي قدما ولا يوجد هناك أي ربط بين مسار المصالحة ومسار المفاوضات."
وحول ما يقدم في الفترة الراهنة لأبناء الشعب الفلسطيني من اللاجئين في الدول العربية أكد أنه تم اقتطاع مبالغ مالية من موظفي السلطة الوطنية لتوزع على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان ومصر والأردن، ولكن يتوجب على العرب تحمل جزء من هذا الأمر في ظل الأوضاع المربكة في بعض الدول العربية .. ففي سوريا لم يتدخل الفلسطينيون منذ البداية في الصراع السوري حتى أضحى المخيم في مأمن إلى أن زج بهم وصاروا ضحية .
وأكد الرئيس في مجمل حديثه على تمسكه بالمقاومة الشعبية السلمية للحفاظ على الأرض طالما أنه ما من دولة تقوى على المقاومة العسكرية حاليا،
وأعرب أنه في الفترة الراهنة تمر الدول العربية بأوضاع داخلية صعبة فصارت قواهم تعمل بدرجة أقل حماسة من قبل لصالح فلسطين ولكنها لا تتوانى فى تقديم المساعدة قدر الإمكان .
واستنكر الرئيس كل الزيارات التي تعزز الإنقسام الفلسطيني بدءا بزيارة الشيخ القرضاوي التي أعتبر فيها غزة وكأنها قطعة محررة بينما هو ذاته من يحرم كافة الزيارات إلى القدس والضفة الغربية بدعاوي سياسية وخوفا مما يطلق عليه تطبيع مع المحتل الإسرائيلي وهو ما يعد دربا من التناقض، حيث أنه لا يمكنه زيارة غزة لولا موافقة اسرائيل على ذلك، وأكد أنه قد أبلغ أردوغان في زيارته الأخيرة بانه إن رغب في زيارة غزة يجب ان يتم ذلك عقب المصالحة .
وأوضح أن طريق السلام والاستيطان لا يلتقيان، وأنه مطلوب من رئيس الوزراء الإسرائيلي الاختيار بين السلام، والاستيطان، مذكرا بأن إسرائيل تنازلت عن المستوطنات في غزة وشرم الشيخ وسيناء، وقال: عشرون مستوطنة أزالتها إسرائيل خلال 24 ساعة في غزة".