الأحد: 10/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهيئة الإسلامية المسيحية تشيد بدعم المغرب للقضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 19/05/2013 ( آخر تحديث: 19/05/2013 الساعة: 15:12 )
بيت لحم - معا - عَبرتْ الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الاحد، عن تقديرها البالغ لدولة المغرب الشقيقة ملكاً وحكومةً وشعباً على دعمهم للقضية الفلسطينية ونصرتهم للقدس الشريف.

في هذا الصدد، إستذكرت الهيئة الإسلامية المسيحية التشريف والتكليف الذي حظي به الحسن الثاني برئاسة لجنة القدس التي تشكلت بقرار منبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بمدينة فاس عام 1979، حيث دأب على نصرة القدس ومقدساتها وأهلها، ففي نيسان 1984، عقدت لجنة القدس بدعوة من الحسن الثاني دورة استثنائية، ناقشت خلالها المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد مدينة القدس، وإخلاء أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين، ومحاولات إسرائيل الضغط على بعض الدول لنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس، وقد قررت اللجنة خلال هذا الاجتماع قطع العلاقات الدبلوماسية فورا مع كوستريكا والسالفادور، كما أوصت بتكثيف الاتصالات مع "الفاتكان" وحثها على اتخاذ موقف صريح ومعلن من الإجراءات الإسرائيلية في القدس.

وتمخض أيضاً عن ذلك الاجتماع اعلان يوم الجمعة 25 جمادى الأولى 1408 الموافق 15 يناير 1988 يوما للتضامن الإسلامي مع الانتفاضة الفلسطينية والدعوة إلى تخصيص خطبة الجمعة في ذلك اليوم بجميع مساجد العالم الإسلامي للتحدث عن الانتفاضة وعن آلام شعب فلسطين ومعاناته وصموده، وإلى إقامة صلاة الغائب ترحما على أرواح الشهداء في اليوم نفسه.

وأوصت اللجنة الحكومات الإسلامية باتخاذ الترتيبات اللازمة لتنظيم حملة للتبرع بأجر عمل يوم واحد تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته.

وأقرت الى توجيه برقيات إلى السكرتير العام للأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الأمن لدعوتهم إلى التدخل العاجل لوقف الممارسات الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزل في الأراضي العربية المحتلة وإلى اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد الكيان الإسرائيلي وإقرار إنزال العقوبات به وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

كما إستذكرت الهيئة الإسلامية المسيحية مشاركة المملكة المغربية في الحروب العربية الإسرائيلية، إذ وقف الجيش المغربي في سنة 1967 وسنة 1973 بجانب الجيوش العربية مجاهدا، ومضحيا بالنفس والنفيس لإعلاء راية الحق.

وفي سنة 1998 بادر الحسن الثاني الى تأسيس وكالة بيت مال القدس للحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف وطابعها الديني والثقافي والحضاري ودعم المقدسيين وكافة أفراد الشعب الفلسطيني في صمودهم ضد الكيان الصهيوني الغاصب، حيث بدأت الوكالة منذ تأسيسها في تمويل المشاريع والبرامج التي تدعم وتعزز الوجود العربي والإسلامي في القدس الشريف بشراكة وتعاون مع المؤسسات والفعاليات العربية الإسلامية والدولية.

كذلك إستذكرت الهيئة الإسلامية المسيحية القرارات العملية التي اتخذها الحسن الثاني لمساعدة الفلسطينيين ودعمهم بما يحتاجون إليه من مال وعتاد، ودعوته المغاربة أجمعين للتعبئة والمساهمة للدفاع عن القضية الفلسطينية كفرض بعض الضرائب على بعض المواد الكمالية المستهلكة، وتخصيصها لمساعدة الفلسطينيين، وتشجيع الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي تضم في صفوفها خيرة العناصر المغربية وطنية وثقافة وجهادا ومركزا وجاها للعمل على تعبئة الجماهير المغربية، وتوعيتها بمناصرة المجاهدين الفلسطينيين.

أما الملك محمد السادس فهو خير خلف لخير سلف، حيث لم تقتصر جهوده على التحركات الدبلوماسية ومساعيه لدى قادة الدول العظمى والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي بل شملت تكثيف الاتصالات مع كل من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة باعتباره المؤتمن على تنفيذ القرارات الأممية واحترام الشرعية الدولية، ورئيس الاتحاد الأوروبي بالنظر للدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد داخل الرباعية الدولية فضلا عن بابا الفاتيكان لما له من مكانة روحية واهتمام بالسلام وكذا حرصه على المقدسات المسيحية بالقدس وعلى التعايش بين مختلف الأديان، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).

وفي سنة 2010 قدم تبرعاً، بمبلغ ستة ملايين دولار من ماله الخاص لوكالة "بيت مال القدس الشريف" لدعم مشاريعها العديدة في القدس الشريف، وبالإضافة إلى تمويل الحكومة المغربية الشقيقة وشعبها كامل موازنة الوكالة، وذلك في المجالات التعليمية من خلال بناء المدارس والغرف الصفية، وفي المجال الصحي من خلال تزويد المستشفيات بالأدوية والأجهزة الطبية وبناء المراكز الطبية، وفي مجال الإغاثة الإنسانية من خلال توزيع الطرود العاجلة للمواطنين المقدسيين في المناسبات والأعياد، وفي مجال الإسكان من خلال بناء البيوت والوحدات السكنية.

وأنجزت الوكالة مشاريع أخرى في مجال التعمير من بينها مشروع إسكان المعلمين الذي يهدف إلى توفير سكن لأعضاء جمعية إسكان معلمي القدس يغنيهم عن معاناة استئجار البيوت في القدس ومشروع تأهيل وترميم مساكن الفقراء والمهمشين الذي يهدف إلى تقديم منح صغيرة للأسر المهمشة والفقيرة وذلك من أجل توفير الحد الأدنى من مواصفات المسكن الكريم للمقدسيين.

وفي هذا المجال بترميم الزاوية المغربية التي تعتبر آخر ما تبقى من حارة المغاربة وتقطن بها 16 عائلة مقدسية من أصول مغاربية في ظروف سكنية غاية في الصعوبة إضافة إلى ترميم مساجد في البلدة القديمة بالقدس وترميم مباني تاريخية.

وفي المجال الاجتماعي يعتبر برنامج العيش الكريم أكبر برنامج تنفذه وكالة بيت مال القدس الشريف في هذا القطاع وتقوم فكرة البرنامج الذي انطلق العمل به في ايار 2008 على توزيع الخبز على الأسر الفقيرة والمحتاجة في القدس الشريف بقدر 20 ألف رغيف خبز يوميا لفائدة 1000 عائلة محتاجة في مرحلة أولى وحوالي 2000 عائلة في مرحلة لاحقة.

ويهدف هذا البرنامج الذي بلغت كلفته إلى حد الآن 4,4 مليون دولار إلى مواجهة الحصار الاقتصادي الذي يستهدف الإنسان المقدسي، وما يترتب عنه من غلاء المعيشة الفاحش وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

كما أطلقت الوكالة في 20 أكتوبر من سنة 2010 برنامجها لكفالة 500 يتيم مقدسي، وهو يوفر كفالة شاملة للأطفال المستفيدين تشمل المنحة الشهرية وتغطية الرسوم الدراسية والحقيبة والزي المدرسي والتغطية الصحية والمساعدات الغذائية في شهر رمضان وخلال المناسبات الدينية لعائلات الأيتام المستفيدين من البرنامج.

وفي قطاع الصحة، أنجزت الوكالة مجموعة البرامج لمساعدة المرضى والجرحى والمعوزين من بينها شراء جهاز تحديد الأورام السرطانية وحواسيب متخصصة للربط بين أجهزة علاج السرطان بمستشفى المطلع وتجهيز قسم العلاج الطبيعي بمستشفى المقاصد حيث تم شراء 35 جهاز طبي لقسم العلاج الطبيعي مع مستلزماته بمستشفى المقاصد.

وحفاظا على ذاكرة فلسطين وإسهاما في توثيق جزء من تاريخها الحافل بالأحداث أقامت الوكالة في مقرها المركزي بالرباط بداية من عام 2009 مكتبة متخصصة في تاريخ القدس وفلسطين لحفظ نسخ من النفائس والكتب والمخطوطات التي يمكن الحصول عليها من مصادر مقدسية وعالمية، وتم تجهيزها بالنظم المعلوماتية المتطورة وفتحها في وجه الدارسين والباحثين والمهتمين، وهي تضم إلى حد الآن أكثر من 5400 عنوان متخصص، بملغ استثمار قدره 400 ألف دولار إلى حد الآن.

كما أطقلت الوكالة في هذا السياق مشاريع من بينها مشروع توثيق البلدة القديمة في القدس لتوثيق ثلاثة آلاف و600 موقع داخل البلدة القديمة ومركز "يبوس الثقافي" ودعم الهيئات العاملة في القدس بغلاف مالي بلغ 1,3 مليون دولار ومشروع كتاب تدوين تاريخ القدس لتدوين تاريخ القدس منذ الاحتلال الإسرائيلي إلى عام 2010، ينفذ في مدينة القدس وبالأخص داخل المسجد الأقصى وفي قسم المخطوطات والتراث.

وفي النهاية قدمت الهيئة الشكر للملك محمد السادس على جهوده وتحركاته المستمرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وقيادته للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف.