بنطفة مهربة يستقر جنين الأسير الزعانين في أحشاء والدته
نشر بتاريخ: 25/05/2013 ( آخر تحديث: 26/05/2013 الساعة: 09:09 )
غزة- معا - حلمٌ أخيراً تحقق بعد أن حاصر مخيلتها لمدة ستصل لسبعةِ أعوامٍ، هو ليس بالمستحيل، ولكن غطرسة احتلالٍ وجبروت ظالم حاولت أن تقضي عليه.. ومع امتزاج الاصرار والارادة والحق المشروع بهذا الحلم استطاعت التغلب على عدوها وتحقيق أسمى أحلامها.
زوجة الأسير تامر الزعانين من مدينة بيت حانون تحمل الآن بين أحشائها جنينا تكون بعد اجراء عملية زراعية لها بتهريب نطفة من داخل السجون الاسرائيلية.
هناء الزعانين (26 عاماً) الزوجة الأم المستقبلية تشجعُ من عينيها سعادة تتقاسمها وذويها, قد بدت عليها بعض من ملامح التعب والارهاق لكثرة المهنئين لها, وزيارات الصحفيين الباحثين عن الاجابات لاستفساراتهم، تقول: "انت حامل، كلمتان كنت بانتظار سماعمهما منذ بداية زواجي, والحمد لله"، لتقاطعها والدة تامر التي أقبلت حاملة "الحلوان" مصرة على أن نشاركها أن فرحتها بخبر حمل زوجة ابنها البكر قائلة "منذ أن خرجنا من البيت لنستقبل النطفة وتامر على تواصل معنا ليعرف النتيجة, وآخر اتصال قال "بشروا" وننقل له الخبر المفرح الذي طالما تمنينا سماعه".
وقالت الزعانين "جاءتني الفكرة بعد أن سمعت عن خبر حمل زوجة أسيرٍ من الضفة وتهريب نطفة لأسير من بيت حانون وتمت عملية التهريب بنجاح, ولكن الزراعة فشلت, ففكرت بالأمر وعرضته على أهلنا ورحب الجميع بالفكرة, ثم عرضتها على زجي تامر الذي وافق على الفور.
|220570* الاسيران رامي ولؤي الزعانين|
وكانت نجاح أول تجربة إنجاب تمت عبر تهريب النطفة لزوجة الأسير عمار الزين، من الضفة الغربية قد دفع بالعديد من الأسرى إلى تهريب نطافهم من داخل السجون، لإجراء عمليات تلقيح. فيما سجلت غزة 6 حالات لتهريب النطفة من سجون الاحتلال استطاع آل الزعانين أن يحصلوا على لقب أول حالة نجاح عملية الزراعة في غزة.
وتتابع "بعد موافقة تامر أصبحنا ندرس الموضوع بطريقة جدية وكيف يمكننا التواصل معه للحصول على النطفة, وبحمد الله استطعنا تهريبها لتصلنا عن طريق أهل أسير كانوا في زيارته وكنت وأم تامر ننتظر العينة على معبر بيت حانون "ايرز" مضيفة: "استشرت الطبيب الخاص وحصلت على التعليمات التي تضمن سلامة وصول النطفة بأمان واستمر الأمر لمدة 7 ساعات حتى وصلتنا واتجهنا مباشرة للمركز كي يفحصها, وكانت النتيجة بأنها صالحة ولمدة خمس سنوات.
وكانت هناء قد بدأت رحلة الانجاب في منتصف شباط- فبراير عندما حصلت على النطفة, وفي أوائل نيسان- ابريل خضعت لعلاج لتتم عملية الزراعة بتاريخ 5 آذار على أن تحصل على النتيجة بعد أسبوعين من اجراء العملية.
وتقول والدة الزعانين: "من خلال نجاح العملية نسعى لايصال رسالة للاحتلال الاسرائيلي أن الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز الصعاب والصبر للحصول على مطالبه وحقوقه المسلوبة حتى من خلف الزنازين, ونوصل رسالة ايضاً لأهل الأسرى بأن يسيروا على هذا الطريق لكي ينعموا برؤية أحفاد من أبنائهم الذين حرموا من رؤيتهم".
وتتمنى الزعانين أن تتم فرحتها ويرزقها الله بأطفال أصحاء قائلة "سأربي طفلي أفضل تربية وسأزرع فيه حب فلسطين, وأغرس فيه الاخلاق الحميدة, ليفخر به والده عند خروجه من السجن. وتصر الزعانين على توجيه شكرها لكل من دعمها ووقف بجابها وللطبيب المشرف على حالتها الذي تعاطف معها كونها زوجة أسير.
يذكر أن الأسير تامر الزعانين اُعتقل بتاريخ 3 تشرين الثاني 2006 أثناء الاجتياح الاسرائيلي لبلدة بيت حانون برفقة أبناء عمه واخوة زوجته الأسيرين الشقيقين لؤي ورامي الزعانين وتعرض خلال فترة اعتقاله للتعذيب وتنقل بين العديد من سجون الاحتلال، وحكم عليه بالسجن 12 عاماً قضى منها 6 أعوام ونصف مُنع خلالها أهله من زيارته, وبعد صفقة وفاء الاحرار استطاعت والدته أن تزوره في سجن ريمون بالنقب على أن تُحرم هناء من الزيارة "لدواع أمنية" كما أخبرها الصليب الأحمر.