محمد الدرة لـ معا : روح الشهيد ستلاحقكم حتى زوالكم
نشر بتاريخ: 20/05/2013 ( آخر تحديث: 21/05/2013 الساعة: 09:07 )
غزة- تقرير معا - "ليس غريبا ما ذكرته المصادر الإسرائيلية عن أن محمد ما زال على قيد الحياة، فالإسرائيليون يخرجون كل عام برواية جديدة"، هكذا عقّب جمال الدرة والد الطفل الشهيد محمد الدرة، على مزاعم وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون بأن محمد لم يقتل برصاص قواته في العام 2000 وأن الشريط "الشهير" الذي أثار العالم- لحادثة استشهاده- يندرج في إطار حرب اعلامية ضد إسرائيل وجيشها.
وقال جمال الدرة من مخيم البريج وسط قطاع غزة لـ معا : "نعم محمد ما زال حيا في قلوبنا وقلوب كل الأمة العربية والإسلامية، وكل الشرفاء الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية".
ولفتَ الدرة إلى أن هذه التصريحات تأتي قبيل انعقاد المحكمة الفرنسية للتداول في قضية استشهاد نجله محمد، مشيرا إلى أن المحكمة ستعقد في 22 الجاري.
|219837|
ووجه الدرة رسالة لوزير الجيش الإسرائيلي مفادها "أن إسرائيل ارتكبت هذه الجريمة بدم بارد، وهم على وعي تام أن محمد والشعب الفلسطيني يلاحقهم".
وتساءل الدرة قائلا: "من الذي أمطر الرصاصات على محمد ووالده الأعزلين"، متهما قادة الاحتلال بتشويه الحقائق لتبرير مجازرهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
الوالد الذي تمنى فاستجاب له الله.. حيث رزق طفلاً بعد استشهاد نجله الأكبر محمد أطلق عليه اسم "محمد" تيمناً بنجله الشهيد.
الطفل محمد الدرة الذي بلغ الآن عامه الحادي عشر، والذي ولد بعد استشهاد أخيه الأكبر محمد قال لـ معا :"أنا افتخر أن والدي سماني محمد تيمّنا بأخي الشهيد، حتى أنني أشعر في بعض الأحيان أن الإعلام يستهدفني في بعض الأخبار والتقارير المتعلقة باستشهاد أخي الأكبر".
|219811|
وأضاف محمد: "كافة الادعاءات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتعلقة بنفيهم لاستشهاد أخي الأكبر وأن الشريط المصور هو مفبرك، ادعاءات كاذبة ليس لها أساس من الصحة".
ووجه الطفل محمد رسالة إلى الجيش الإسرائيلي قائلا: "إن روح الشهيد محمد ستلاحقكم حتى زوالكم"، مشيراً إلى أن كافة أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية لن ينسوا ما فعله الاحتلال بحق والده وأخيه محمد عام 2000.
وتابع الطفل محمد حديثه: "إذا كان القصد من ادعاءات الاحتلال أن الشهيد محمد لم يمت، فأنا أقول لهم نعم هو لم يمت بل حي في ذاكرة كل عربي مسلم مدافع عن القضية الفلسطينية".
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" أشارت إلى أن يعالون شكل لجنة سرية لتقصي الحقائق، ومعرفة إذا ما كان "محمد الدرة" الطفل الفلسطيني 13 عاما الذي أصبح رمزا للمقاومة الفلسطينية، عندما قتله جيش الاحتلال بدم بارد في الانتفاضة الثانية في أيلول 2000، قد مات بالفعل أم أن الفيديو الشهير مفبرك وإسرائيل لم ترتكب الجريمة.
تأتي هذه التصريحات رغم أن جيش الاحتلال كان قد أقر مسؤوليته بقتل محمد الدرة عام 2000، واعتبر أن الجريمة حدثت بـطريق"الخطأ"، وذلك لتخفيف حدة الانتقادات التي شنها الرأي العام العالمي مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
|219813|
وبحسب الصحيفة فقد قام يعالون بتجهيز لجنة سرية لتقصي الحقائق بهدف معرفة ما إذا كان محمد الذي أصبح عنوانًا لنضال الشعب الفلسطيني قد قتل بالفعل في سبتمبر عام 2000 أم أنه حي.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار وزير الحرب بالتحقيق في حقيقة مقتل محمد الدرة جاء على خلفية اجتماعه مع الكاتب "ناشمان شاي"، وحصوله على كتاب بعنوان "الحرب الإعلامية تصل إلى العقول" حيث رصد فيه إشارة إلى تأثير واقعة استشهاد محمد الدرة على الرأي العام العالمي.
هذا وكان محمد الدرة خارجا مع أبيه في شارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، فدخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائي من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، فقام الأب بسرعة بالاحتماء مع ابنه خلف برميل إسمنتي بينما استمر إطلاق النار صوب الأب وابنه وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقف، ولكن استمر إطلاق النار ناحية الأب وأبنه، وحاول الأب حماية ابنه من القصف، ولكنه لم يستطع، فأصابت عدة رصاصات جسم الأب والابن، وسقط محمد الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.