قادة فصائل وسياسيون يدعون الى دراسة جدوى استمرار السلطة.. ويقولون ان القمة العربية جاءت برغبة امريكية
نشر بتاريخ: 10/04/2007 ( آخر تحديث: 10/04/2007 الساعة: 12:21 )
خان يونس- معا- أجمع عدد من قادة الفصائل الفلسطينية على أن القمة العربية لم تضيف أي جديد للقضية الفلسطينية، بل جاءت بناءً على رغبة وتوصية أمريكية، للتواصل في حالة التناغم بين الدول العربية "المعتدلة" وبين الإدارة الأمريكية.
كما أكدوا على ضرورة دراسة مدى جدوى استمرار السلطة الفلسطينية في حال استمر الحصار والتجويع المفروض على الشعب الفلسطيني، ومساعدة وزير الداخلية والأجهزة الأمنية في تنفيذ الخطة الأمنية لحفظ الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز فلسطين للدراسات والبحوث، بعنوان "القضية الفلسطينية إلى أين بعد اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟"، بحضور ممثلين عن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، ومحللون سياسيون وشخصيات رسمية ومؤسساتية عديدة.
امريكا لن ترفع الحصار:
وقال الشيخ نافذ عزام، القيادي في الجهاد الإسلامي:" إن القمة العربية لم تأت بجديد، بل جددت التأكيد على مبادرة السلام التي أقرت عام 2002، وهذا إيحاء بأن الوضع العربي متأزم، وتكرار عرض المبادرة التي رفضتها إسرائيل وتعاملت معها أمريكا بلا جدية دليل على أن العرب لا جديد لديهم سوى التناغم مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية".
وتطرق عزام إلى قضية احترام الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الأطراف العربية والدولية، والتي وردت في كتاب التكليف، مشددا على أن هذه النقطة مثلت تحولا وتغيرا في موقف حركة حماس السياسي, مبدياً في ذات السياق عدم تفاؤل في إمكانية أن تحقق حكومة الوحدة الوطنية اختراقا دراميا على الصعيد الدولي يمكنها من فك الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، معللا ذلك بالسياسة الأمريكية التي لا تسمح بحدوث مثل هذا الاختراق.
وأشار عزام في مداخلته، الى أن حالة الاقتتال الداخلي الذي شهدته الساحة الفلسطينية هو ما دفع نحو توقيع اتفاق مكة، حيث أن هذا الاقتتال أضر بالقضية الفلسطينية وبالوضع الفلسطيني بشكل عام" مشيرا إلى أن وقف النزاعات الداخلية، ولو جزئيا، كان من أهم إيجابيات نتائج قمة مكة.
وطالب بضرورة تجسيد شراكة سياسية حقيقية تحمي الوضع الفلسطيني داخليا وتقوي الموقف السياسي خارجيا، مشددا على أن استمرار المقاومة ودعمها هو الخيار الأساسي والإستراتيجي للرد على العدوان الإسرائيلي المستمر ومواجهة "تبلّد" الضمير الدولي الذي لا يتحرك لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني.
جدوى استمرار السلطة:
من ناحيته أكد الأستاذ سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس، إلى أهمية دراسة مدى جدوى استمرار السلطة الفلسطينية في حال استمر الحصار والتجويع المفروض على الشعب الفلسطيني، داعيا كافة شرائح الشعب الفلسطيني إلى مساندة ودعم حكومة الوحدة الوطنية لإنجاز المهمات التي تحملها على عاتقها, بالإضافة إلى إيجاد مرجعية حقيقية وموحدة للشعب الفلسطيني، موضحا أن المقاومة لم تعد حكرا على أحد، وإنما هي "ثقافة مجتمع"، مبديا ارتياحا على "مشروع المقاومة" قائلاً:" لسنا قلقين على مستقبل المقاومة، طالما هناك احتلال هناك مقاومة مستمرة، تعبئة وممارسة عمل مقاوم".
وأشار أبو زهري إلى أن اتفاق مكة ساهم في تعزيز وحدة وتماسك الصف الفلسطيني وأوقف حالة التدهور على الصعيد الداخلي، إضافة إلى مساهمته في خلق اعتراف عربي رسمي بنتائج الانتخابات الفلسطينية والتعامل مع إفرازاتها.
وأضاف "اتفاق مكة مثّل مدخلا لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، هذا الاتفاق جاء في اللحظة المناسبة والتاريخية وقدّم إجابات لكثير من الأسئلة تتعلق بالموضوع السياسي والداخلي" معتبراً حكومة الوحدة الوطنية بمثابة انجاز للشعب الفلسطيني كونها أول حكومة تشارك فيها فصائل مختلفة ومتعددة.
مبادرة أمريكية:
ووصف عبد الله الحوراني مدير المركز القومي للدراسات، المبادرة العربية للسلام بأنها "مبادرة أمريكية اقترحها صحافي أمريكي صهيوني للسعودية من أجل أن تبيض وجهها أمام أمريكا بعد اتهامها بالوقوف وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وأضاف "هذه المبادرة لم تكن تتضمن أصلا حرفا واحدا يتحدث عن حق العودة الذي أصر الرئيس اللبناني على إلحاقه للمبادرة، ولم يكن للفلسطينيين دور في وضع بند حق العودة".
ودعا حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى سرعة الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية ليكون لهما دور في مسألة المفاوضات التي ستكون من صلاحيات المنظمة.
وقال الحوراني "إن الشعب الفلسطيني ليس بحاجة فقط لحكومة وحدة وطنية، بل هو بحاجة إلى تعميق مفهوم الوحدة لتحقيق النتائج التي تشكلت من أجلها الحكومة".
وأكد أن الحكومة لم تقم بخطوات عملية لتجريد أصحاب السلاح المنفلت ومحاسبة الخارجين عن القانون، ومسألة الصراعات قد طالت، مشيراً إلى أن الشعب بحاجة إلى تعميق مفهوم الوحدة الوطنية.
ابتزاز سياسي:
وأشار القيادي في حركة الجهاد خالد البطش الى أن اتفاق مكة بما فيه من غموض سياسي سيضع الفصائل تحت ضغوط الابتزاز السياسي لإجبارها على مزيد من التنازل- حسب قوله, مؤكدا أن هناك أطراف فلسطينية وعربية تريد أن يستمر الفلتان الأمني الداخلي لتهيئة الفلسطينيين لتنازلات خطيرة والقبول بحلول سياسية هزيلة، وإعادة إحياء مبادرة السلام العربية.
وجدّد البطش دعم حركة الجهاد الإسلامي لأي خطة أمنية من شأنها أن تعيد الاستقرار والهدوء للساحة الفلسطينية بعيدا عن المساس بسلاح المقاومة، مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية "ليس لديها ملف سياسي".
ووصف البطش القمة العربية في الرياض بأنها "وعد بلفور عربي جديد لإسرائيل" خرج من الرياض وقاده من وصلوا إلى السلطة باسم القضية الفلسطينية، مشددا على أن الحل الأمثل هو إعادة الاعتبار لملف المقاومة والجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي.