الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الأونروا" تصدر تقريرها الصحي السنوي لعام 2012

نشر بتاريخ: 21/05/2013 ( آخر تحديث: 21/05/2013 الساعة: 18:42 )
القدس - معا - أعلنت "الأونروا" عن إصدار التقرير السنوي لدائرة الصحة لديها لعام 2012.

ويستعرض التقرير التحديات العملياتية التي واجهتها الوكالة خلال سير العمل في الإصلاحات الصحية الجارية وفي إدارة خدماتها الاعتيادية خلال أوقات النزاع.

ولدى تقديمه هذا التقرير، قال فيليبو غراندي المفوض العام للأونروا خلال القمة السنوية السادسة والستين لمنظمة الصحة العالمية والتي عقدت اليوم أن "هذا التقرير يوثق نتائج العمل الشاق الذي قام به موظفو الصحة بما في ذلك في سورية التي تعاني من النزاع"، مضيفا بالقول "ليس هناك شك بأنه لا يزال أمامنا طريق طويل من أجل تحقيق هدفنا النهائي للتنمية البشرية والمتمثل في تحقيق حياة مديدة وصحية. ومع ذلك، فإننا نسير في الاتجاه الصحيح ونعمل على تحقيق مكاسب إضافية بالرغم من البيئة الصعبة التي تعمل الأونروا فيها".

وحري عن القول بأن النزاع السوري قد عمل على تعطيل جهود الأونروا لتطبيق إصلاحاتها الصحية في البلاد. ولدى الأونروا 23 مركزا صحيا في سورية تقدم الرعاية لما مجموعه 525,000 لاجئ فلسطيني. وفي الآونة الأخيرة، فإن نصف المراكز الصحية تقريبا مغلقة، وسبل الوصول للأدوية التي تعمل على إنقاذ الحياة، وتحديدا للأمراض غير السارية، ليست مؤمنة بشكل كامل.

وقال الدكتور أكيهيرو سيتا مدير دائرة الصحة لدى الأونروا بأن "هذه أوقات صعبة للغاية علينا، ومع ذلك فإننا ملتزمون بتقديم الخدمات الصحية للاجئين الفلسطينيين، وفي الوقت الذي نعاني فيه من إغلاق بعض من مراكزنا الصحية، إلا أننا قمنا بالاستجابة للاحتياجات المتغيرة من خلال تأسيس ست وظائف صحية إضافية حيث توجد الأعداد الأكبر للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا داخليا".

وأضاف "لقد دأبنا على إرسال الأدوية عن طريق لبنان، إن الجهود التي بذلها موظفو الأونروا في سورية والأدوية التي عملوا على تقديمها هناك تعد كبيرة بالفعل، ونحن بحاجة إلى دعم دولي مستمر لتوفير الرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين في سورية".

وفي أواخر عام 2011، قامت الأونروا بالبدء بحزمة إصلاحات صحية تعمل على إدخال نهج فريق صحة العائلة لتلبية عبء الأمراض الصحية المتزايد لدى المرضى الذين يعانون من الأمراض غير السارية. ويهدف نهج فريق صحة العائلة إلى تحسين جودة وفعالية تقديم الخدمات الصحية وذلك من خلال توفير رعاية صحية شاملة وكلية للأسرة بكاملها، ومن خلال التركيز على العلاقة طويلة الأمد بين المريض/العائلة وبين مقدم الخدمة الصحية. إن المكونات الأخرى للإصلاحات الصحية التي تم إدخالها تشتمل أيضا على نظام صحي الكتروني (سجلات صحية الكترونية).

ويقدم التقرير السنوي أدلة على التأثير الذي يتمتع به نهج صحة العائلة؛ حيث أظهرت النتائج حصول انخفاض بنسبة 20-30% في معدل عدد الاستشارات الطبية اليومية التي يقدمها الطبيب الواحد. كما تبين النتائج حدوث انخفاض بمعدل 50% في الوقت المبذول في الاستشارة، إضافة إلى انخفاض كلي في معدل صرف المضادات الحيوية. وقد تم إدخال هذا الإصلاح وتطبيقه في 36 مركزا صحيا تابعا للأونروا في مختلف أرجاء المنطقة.

وقال الدكتور سيتا بأن "هذه النتائج الأولية تعد واعدة بشكل كبير ويبدو أن الإصلاح يتمتع بالشعبية"، مضيفا بالقول "أن كافة استطلاعات الرضا التي تم إعطاؤها للاجئين الفلسطينيين تظهر معدل قبول يصل إلى ما يقارب من 100%".

وخلال شبكة المراكز الصحية التابعة للوكالة والتي يبلغ عددها 139 مركزا صحيا وعيادة متنقلة، فإنه يمكن للاجئين الوصول إلى خدمات مجانية تتراوح من خدمات الرعاية الوقائية والطب العام والرعاية المتخصصة والإحالات إلى خدمات طبية أخرى. وتسترشد تلك الخدمات بمعايير منظمة الصحة العالمية. ويقدم التقرير السنوي روايات وبيانات كمية عن البرامج الصحية العادية للوكالة وعن الاتجاهات الصحية.

وقد دأبت الأونروا على أن تكون أكبر مؤسسة إنسانية في الشرق الأوسط طيلة أكثر ما يزيد عن 60 عاما. وهي كانت ولا تزال المزود الرئيس للرعاية الصحية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة.

وخلال العقود الماضية، نجحت الأونروا في تقليل معدل وفيات الأمومة والطفولة وفي تقليص معدل انتشار الأمراض المعدية من خلال برامجها الصحية المختلفة في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية. ومع ذلك، وحيث أن عبء المرض قد أصبح ينتقل من الأمراض المعدية إلى الأمراض غير السارية، فإنه كان يتوجب على الأونروا أن تعمل على إعادة تكييف برنامجها الصحي.