الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنين نموذجا : الحواجز الطيارة ..مصائد اذلال.. وقصص قهر ومعاناة للمواطنين

نشر بتاريخ: 10/04/2007 ( آخر تحديث: 10/04/2007 الساعة: 18:44 )
جنين - معا - رائد أبو بكر - غادرت المرأة المسنة في العقد السادس من عمرها السيارة التي كانت تستقلها بينما كانت تقف على الحاجز الطيار المقام على مثلث عرابة القريبة من البلدة الواقعة جنوب غرب مدينة جنين وهي مستاءة من طول الانتظار على الحاجز لتتفيأ ظلال شجرة تتقي بها حرارة الطقس .

حاجز الاذلال :

و عبرت العجوز الستينية عن غضبها مما يمارسه جنود الحاجز من صنوف الاذلال بحق المواطنين الذين يجتازون تلك الحواجز واضافت متسائلة "إلى متى هذه المذلة رجال ونساء كبار وصغار يقفون في صف طويل امام جندي لا يتجاوز العشرين من عمره يذلهم "

وقالت انها ترغب بالذهاب لزيارة ابنتها التي تقطن في بلدة عرابة القريبة من الحاجز والتي تبعد عنها ما يقارب كيلو متر واحد وانها تضطر للانتظار ساعات طويلة حتى تتمكن من بلوغ غايتها .

وأضافت " عندما أقرر الذهاب لزيارة ابنتي أفكر مائة مرة في امر الزيارة وما ساواجهه من صنوف الاذلال على ذلك الحاجز حيث يتلذذ الجنود في مشاهد الاذلال "

وقالت إلى أنها رأت جنديا ينظر إلى صف طويل من المواطنين على أحدى الحواجز بناظوره ويقول للجنود "لا تسمحوا بالمرور حتى يصبح الصف من المركبات ما طول كيلومترين".

و قال المواطن محمد إسماعيل والذي يعمل موظفا في مدينة جنين " اخرج من منزلي قبل موعد الدوام بساعتين حتى لا أتأخر عن موعد دوامي وأحيانا اقف على الحاجز أكثر من ثلاث ساعات مما يسبب لي الإحراج مع مديري في المؤسسة التي اعمل فيها ".

وأضاف وهو يضحك ساخرا "لم اكتف بذلك فأحيانا اتزود بوجبة خفيفة استعين بها على طول الانتظار قبل ان اصل بيتي "


من اجل عيون خطيبتي .

وقال اخر "كلما أقرر الذهاب لزيارة خطيبتي التي تبعد عن قريتي 15 كيلو منرا أفكر بالحواجز العسكرية الطيارة فقد أصبحت الحواجز العسكرية كابوسا بالنسبة لي حيث امكث على الطريق عدة ساعات من اجل زيارة خطيبتي ولكن مهما كانت الحواجز تغلبني لن اندم على عقد قراني بفتاة من قرى جنين فالحب يحتاج إلى التضحية واعتبر الانتظار على الحواجز تضحية من اجل عيون خطيبتي".

كانت هذه نماذج من المعاناة التي يعانيها المواطنون على الحواجز العسكرية الطيارة اضافة الىقصص المرضى أو قصص الموظفين المتوجهين إلى أماكن عملهم أو قصص الطلبة المتوجهين إلى جامعاتهم ومدارسهم "

ففي صباح اليوم أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حركة تنقل المواطنين بين محافظتي جنين ونابلس بالضفة الغربية حيث نصبت عدداً من الحواجز المفاجئة على الطريق العام جنين- نابلس، وعلى الطريق البديلة التي تخترق بلدة طوباس وقرية عقابا لهم .

كما نصبت حاجزاً أيضاً على الطريق العام في منطقة الجربا جنوب بلدة قباطية، وحاجزاً آخر بالقرب من قرية الكفير على الطريق المؤدية إلى كل من نابلس وطوباس.

وأجبر جنود الاحتلال المتمركزون على الحواجز المواطنين والمركبات على الانتظار لفترات طويلة، بذريعة التفتيش والتدقيق في هوياتهم، الأمر الذي تسبب في تأخير الطلبة الجامعيين والموظفين، والعمال والمرضى.