المياه العادمة.. من مكاره صحية إلى مصادر لري المزروعات
نشر بتاريخ: 23/05/2013 ( آخر تحديث: 23/05/2013 الساعة: 13:51 )
خان يونس- معا - يعاني سكان المناطق الشرقية لمدينة خان يونس من اعتمادهم في التخلص من المياه العادمة الناتجة عن الاستخدام اليومي في المنازل في حفر امتصاصية بسبب عدم وصول خطوط الصرف الصحي لهم.
وتشتكي المواطنة عطاف عليان ( 42 عاما) وغيرها الكثير من سكان منطقة عبسان من اضطرارهم بشكل مستمر إلى بناء حفر امتصاصية جديدة بعد امتلاء كل حفرة، وتقول "نتكلف مبلغا ضخما في بناء حفرة كلما امتلأت القديمة، ولكن أوجدت لدينا جمعية التنمية الزراعية مشروعا لمعالجة وإعادة استخدام المياه العادمة لري أراضينا الزراعية".
عليان وهي أم لتسعة أبناء كانت تقوم بالتخلص من المياه عن طريق تركها في الحديقة مما تسبب بتجمع الحشرات وتشكُّل مكرهة صحية ناهيك عن الرائحة الكريهة التي كانت تصدر منها مع تراكمها وخاصة في فصل الشتاء.
وتضيف "نحن نمتلك حديقة منزلية تحتوي على العديد من الأشجار المثمرة ونستهلك مياه كثيرة لريها، اليوم أصبحنا نقوم بريها مما ينتجه المشروع من مياه حيث خففت علينا كثيرا تكلفة فاتورة المياه، مر علينا سنتين ولم نحفر حفر امتصاصية جديدة فسابقا كان كل سنه لدينا حفرة جديدة".
وتذكر أنها حصلت على تدريب مسبق في كيفية إعداد هذا المشروع والاستفادة منه على أكمل وجه, حيث لا تستخدم المياه في جميع أنواع المزروعات بل هي محددة في الأشجار الضخمة ولا تسقى الخضروات أو المزروعات القريبة من الأرض.
وأكدت أن المحصول الزراعي بعد استخدام هذه المياه أصبح أكثر وفرة, والأشجار أكثر أنتاجا وقلل استخدام السماد بمختلف أنواعه, وساعدت في توفير ما يزيد عن 70 % من فاتورة المياه الشهرية لديها.
وشرح المهندس محمد أبو جياب منسق المشروع لوكالة معا ماهية هذا المشروع حيث قال "المشروع لمعالجة واعادة استخدام المياه العادمة لري الحدائق المنزلية في قطاع غزة والضفة الغربية حيث تم تطبيقه من عدة سنوات على عدد من المزارعين وادى إلى نجاح باهر والاستفادة المثلي من المياه".
وعن أهداف المشروع قال "يهدف المشروع إلى المساهمة في تقليل الأضرار البيئة والصحية الناتجة عن الإدارة غير السليمة للمياه الرمادية وتطوير مصادر مائية جديدة للاستخدام الزراعي وذلك عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي الناتجة من استخدامات المنزل وإعادة استخدامها لري الحدائق المنزلية مع تحسين إنتاج الغذاء في المناطق الريفية".
|220265|
ويضيف "وكذلك استخدام المياه الناتجة من عملية المعالجة في عمليات الري مباشرة لزيادة إنتاج الغذاء على مستوى المنزل ، وذلك بالحد من نفقات الأسرة في الشراء ( إعادة استخدام المياه الناتجة من استخدامات المنزل بعد معالجتها، توفير القيمة السمادية ) وخاصة أن قطاع غزة يمر بمرحلة خطيرة من نقص المياه فيه".
ويذكر أبو جياب ان المشروع عبارة عن بناء محطات لمعالجة المياه الرمادية في المنازل حيث تتكون محطة التنقية من عدة أحواض متتالية تقوم الإغاثة الزراعية ببنائها وأول ما تبدأ به هو فصل المياه الخارجة من المنزل ,فلا تستخدم المياه من الحمامات إلا من التغسيل إي يفصل الكبانيه ولا يستفاد من مياهها.
وعن الأقسام الأحواض يقول "تتكون من منهل الإدخال وهو عبارة عن منهل صغير يحتوي على شبك ذو فتحات 2-3سم2، يستعمل لتجميع المياه الرمادية من الأنابيب ولمنع مرور الكتل الكبيرة التي قد تدخل من خلال الأنابيب ,وتليها حوض ترسيب وتخمير ,و الحوض الأول وتتم فيه عملية فصل الدهون وترسيب المواد الصلبة وتحلل بعض الملوثات العضوية والكيماوية بواسطة البكتيريا العائمة في هذا الحوض. تبلغ نسبة المعالجة بعد هذا الحوض 50-60%".
ويبين أن الحوض الثاني وهو فلتر حجري يحتوي على حجارة جوزيه صلبة، ويتم في هذا الحوض جزء من تحلل الملوثات العالقة والذائبة في المياه الرمادية بواسطة البكتيريا الملتصقة على أسطح الحجارة، تنتقل أليه المياه من الحوض الأول بواسطة نظام أنابيب يكون أسفل الحجارة في قاع الحوض (فلتر حجري يحتوي على حجارة جوزيه صلبة (بحجم حبة الجوز، ذات قطر من 3 إلى 4 سم)".
ويضيف أبو جياب "أما الحوض الثالث فهو فلتر حجري يحتوي على حجارة فولية صلبة (بحجم حبة الفول، ذات قطر من 1الى 2سم)، يتحلل في هذا الحوض الجزء المتبقي من الملوثات وهذه العملية تضمن حدوث معالجة لا هوائية للمياه الرمادية كما في الحوض السابق".
|220266|
ويتابع حديثة "أما الحوض الرابع فهو حوض تجميع المياه لضخها إلى الفلتر الهوائي لتخلص من جميع الرواح لتنتقل المياه إلى خزان الهوائي وهو عبارة عن برميل بلاستيك سعة 500 لتر يستقبل المياه لعمل البكتيريا الهوائية وتنتهي عملية إعداد المياه عند قسم فلتر هوائي وهو نفيس البرميل السابق ولكن تشكل فيه 3 طبقات مرتبة من الأسفل إلى الأعلى وهي حصمه وفحم ورمل تفصل بينهما طبقات من قماش الخيش يتم سحب وتوزيع المياه عليه".
وذكر أبو جياب أن المياه تتجمع في خزان تجميع نهائي يستعمل كخزان للمياه المعالجة لعمليات الري المباشر حيث يتم جلب برابش خاصة لتفرقتها عن مياه البلدية وهي ذات لون خاص وتستخدم هذه المياه في ري الأشجار الضخمة.
ويعلل سبب استخدام هذه المياه في الأشجار الضخمة فيقول " في حاله وجود أي مشكلة في المياه لم تحل خلال مراحل التنقية فبعد الري تحتاج إلى عملية طويلة من الفلترة في الأشجار حتى تصل إلى الثمرة بعكس الخضار التي تصل المياه بشكل سريع إلى الثمرة فنحن نحاول أن نتجنب أي مشكلة في المياه ممكن أن تؤثر علي صحة المزارع".
وفي نفس الوقت يؤكد أبو جياب أن فلترة المياه العادمة بهذه الطريقة هي مثالية فهي تخرج صالحة للاستخدام فهي معالجة وخالية من أي مواد ضارة للزراعة أو حتى للبيئة, كما أنها ساعدت الكثير من الأسر في تخفيف أعباء الحياة والاستغلال الأمثل للمياه العادمة.
|220267|
ويبين انه يوجد العديد من الفوائد المختلفة التي تعود على للمزارعين فهي توفير عدد 8000 م3 من المياه المعاد استخدامها شهريا وبالتالي خفض قيمة فاتورة المياه المدفوعة ما نسبته 70% من إجمالي استهلاك المنزل من المياه وتوفير سعر شفط وسحب الحفر الامتصاصية.
ويضيف "كما يوجود قيمة سمادية في المياه المعالجة نتيجة وجود مواد عضوية يعمل على عدم احتياج المزارعين لكميات سماد إضافية ما نسبته 90% ,ويتم ري المحاصيل الشجرية كأشجار الحمضيات والزيتون واللوزيات والمحاصيل العلفية للإنتاج الحيواني كالذرة العلفية والبرسيم من هذه المياه".
وأوضح انه يتم الاجتماع مع المستفيدين من هذه الأحواض لتعريفهم بكل ما سبق وكيفية الحفاظ على هذه الأحواض وتجديدها عند اللزوم وحل أي مشكلة تواجههم, كما تقوم الإغاثة بحملات دورية لفحص المياه والتأكد من خلوها من أي بكتيريا أو جراثيم.
ويدعو أبو جياب وعليان إلى ضرورة تعميم هذه المشاريع وخاصة في المناطق الزراعية للاستفادة المثلي من المياه وللتخفيف من مشكلة نقص المياه التي تمر بها قطاع غزة.
|220268|
|220263|
|220262|
|220261|
|220260|