الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التهدئة .. بين الرغبة الفلسطينية بالتوسع والتثبيت .. والتهديد الاسرائيلي بالتصعيد!

نشر بتاريخ: 10/04/2007 ( آخر تحديث: 10/04/2007 الساعة: 21:39 )
بيت لحم-غزة- تقرير معا- قبيل الاجتماع المرتقب بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد المقبل تبذل مؤسسة الرئاسة جهودا كبيرة لاقناع الفصائل التي لها اذرع عسكرية لتثبيت التهدئة في قطاع غزة ومدها للضفة الغربية .

وطالب رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات, الفصائل مجتمعة, بضرورة تثبيت التهدئة في غزة تمهيدا لانتقالها الى مناطق الضفة الغربية.

وتابع قائلا" نحن نتحدث عن نجاح حكومة وحدة وطنية ولذلك لا بد من توفير عوامل النجاح لها واعطاء تهدئة متبادلة, خاصة وان الحكومة اخذت على عاتقها قضايا عدة من ضمنها تهدئة شاملة مع اسرائيل تكون متزامنة".

واشار عريقات في حديث لوكالة " معا", انه اجتمع بممثلين عن خمس فصائل في غزة السبت الماضي هي فتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين.

وقال انه ناقش معهم كيفية تثبيت التهدئة باعتبارها مصلحة فلسطينية عليا موضحا ان ممثلي الفصائل عرضوا وجهات نظرهم ومواقفهم ومؤكدا في الوقت نفسه على التمييز بين الموقف السياسي والراي السياسي داعيا الى وجوب تكريس مفهوم السلطة الواحدة والسلاح الواحد ".

واعرب عريقات عن امله في ان تلتزم الفصائل بالتهدئة خاصة واننا نتحدث عن تهدئة متزامنة ومتبادلة تشمل غزة اولا ومن ثم تمتد الى الضفة الغربية وكنا قد طبقنا ذلك في السابق في مدن الضفة , في الخليل ومن ثم تمتد الى رام الله وهكذا, خاصة وان الضفة الغربية فيها ملفات عالقة كثيرة كملف المبعدين , والمطاردين, وكيفية اعادة السيطرة الامنية لمناطق الف وباء ".

الفصائل .. لا تهدئة مجانية .

وتباينت مواقف الفصائل ازاء التهدئة حيث اعربت حركة فتح عن موافقتها على حركة تهدئة متبادلة وشاملة, فقد أكد عبد الحكيم عوض مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح أن حركته ليست مع أي شكل من أشكال التهدئة المجانية أو التهدئة بدون ثمن بالمقاييس الإسرائيلية.

واوضح في حديث لمعا " أن فتح مع تهدئة شاملة ومتبادلة و متزامنة في كل الأراضي الفلسطينية مقابل إطلاق سراح اسرى و إزالة الحواجز في الضفة و فتح الطرق و المعابر و رفع القيود الإسرائيلية على معبر رفح.

وطالب عوض بضرورة وجود ضمانات تلزم إسرائيل بالتهدئة مؤكدا على الحق في مقاومة الاحتلال الذي كفلته كل القوانين والشرائع الدولية .

من جهتها قالت حركة حماس ان موقفها واضح وهو الزام اسرائيل اولا بالتهدئة, وأوضح أيمن طه المتحدث باسم الحركة في حديث لوكالة " معا" أن موقف حركته بخصوص التهدئة واضح و أن المطلوب هو التزام إسرائيل أولا بالتهدئة لان الواقع الفلسطيني في التهدئة الحالية شهد تهدئة ملحوظة من حماس إلا ان الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بها.

وأكد طه أن المطلوب ان تثبت إسرائيل جدية في التهدئة و من ثم يتم دراسة موضوع التهدئة.

من جهته أكد خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الجهاد لم يعط خلال هذه المرحلة تهدئة للاحتلال لان العدوان على الشعب الفلسطيني لم يتوقف و الاحتلال يواصل القصف والاغتيالات واعتقال الفلسطينيين وكافة إشكال العدوان.

وقال البطش لوكالة " معا" لا اعتقد ان تقديم ورقة التهدئة للاحتلال سيساهم بشكل ايجابي للمصلحة الوطنية مطالبا بتصعيد المقاومة لأنها الوسيلة المثلى لتوحيد الشعب الفلسطيني ووقف الفوضى و الفلتان و صد العدوان الإسرائيلي.

من جهتها أكدت لجان المقاومة الشعبية انها تقبل بتهدئة متبادلة , مشيرة في ذات الوقت الى أنه ومن خلال التجربة العملية أيقنت أن اسرائيل مخادعة وكاذبة , ولا عهد له ولا ميثاق , وأي تهدئة لن توقف العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني, وتوقف بناء الوحدات السكنية والجدار وتضع حداً لممارساتها في المسجد الأقصى.

وأكد الناطق باسم اللجان ابو مجاهد لوكالة" معا" أن اللجان تتخذ من الجهاد والمقاومة سبيلاً أمثل لتحرير كامل الأرض الفلسطينية المحتلة وأن هذه اللغة الوحيدة التي يفهمها "العدو" , وأن اللجان لا تؤمن بالاتفاقات والمفاوضات الهزيلة التي لم تجلب للقضية الفلسطينية إلا مزيداً من التراجع ".