الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حين يتحول البحر كمائن للصيادين في غزة: الصيادون بين كمائن الاعتقال واحلام الوصول لمصادر الرزق

نشر بتاريخ: 11/04/2007 ( آخر تحديث: 11/04/2007 الساعة: 08:07 )
غزة -معا -قوارب صغيرة الحجم كثيرة العدد مزركشة الألوان تصطف على شاطئ بحر غزة تستعد للانطلاق لرحلة صيد جديدة .. رحلة محفوفة بالمخاطر في ظل هجمات إسرائيلية تستهدف كل من يتخطى الحدود الوهمية.

كان جالسا داخل قاربه الصغير وكأنه يبحث عن شئ ما فقده من ادوات صيده البسيطة لكنه كان مشغولا بما يمكن أن يواجهه خلال رحلته اليومية.

وعلى الرغم من القيود الصعبة و حملة الاستجواب والاعتقالات الشبه اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الصيادين الفلسطينيين والتي ازدادت منذ خطف الجندي الاسرائيلى جلعاد شليط إلا أن الإرادة والعزيمة قوية.

اعتقال جماعي:

فتحي الصعيدي "27"عاما متزوج وهو أب لطفل صغير يعمل في مهنة الصيد منذ طفولته كان من بين" 53"صيادا الذين تم اعتقالهم من قبل الاحتلال دفعة واحد قبالة شواطئ رفح جنوب القطاع .

وبلهجة يطغى عليها الاستياء الشديد قال الصعيدي "تم اعتقالي الساعة الخامسة فجرا أثناء عودتي إلى الشاطئ وسط إطلاق نار كثيف من الطوارد الإسرائيلية " مضيفا أن مدة اعتقاله استمرت 40يوما في ميناء سدود.

وتابع الصعيدي حديثه وكأنه البركان أثناء ثورانه -أجبرت على النزول عاريا بالماء البارد والسباحة لمسافة 500متر حتى الوصول إلى الزوارق الاسرائيلية- مضيفا بكل جدية "من هنا بدأت عملية الاستجواب المصاحبة بالضرب واللكمات المتتالية والتهمة كاذبة وهى إننا نتجاوز المساحة المحدودة للصيادين والتي لا تزيد عن 6ميل .
مسلسل متكرر.

التقرير الأسبوعي للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تحدث عن تفاصيل حادثة اعتقال" 53" صياد جري الإفراج عن معظمهم وما زال الصياديين حسن خليل النجار "46"عاما وحاتم جمعة أبو سلمية" 32" عام محجوزين حتى اللحظة عند إسرائيل , مشيرا إلى تصاعد وتيرة الاعتقالات في الأشهر الأخيرة الأمر الذي زاد من الخسائر المادية التي يتكبدها الصيادين في كل رحلة صيد.

وبروح مفعمة بالإصرار والتحدي أوضح الصياد إن مهنته تتطلب المزيد من المجازفة لأجل جلب لقمة العيش ,موضحا أن اسرئيل تتبع باستمرار أساليب الحرب النفسية في كل رحلة صيد لشل نشاطهم في القطاع.

صعوبات وأمل:

وبينما كان جالسا مع بعض الصيادين أشار محمد الهسي مسئول الشئون المهنية بنقابة الصيادين فرع غزة إلى أن ما يقارب 1500صياد يعملون بصورة متقطعة وسط واعتقالات و حصار بحري مستمر تفرضه إسرائيل على الصيادين .

وأضاف الهسى "نحن لا نملك غير البحر مصدر للرزق إلا أننا نجد الصعوبات في طريقنا "فعلينا التحلي بالصبر والإرادة القوية كلمات ختم بها الهسى حديثه .

فهل يبقي هنالك ولو بصيص أمل يخترق حياة هذه الشريحة البسيطة في هذا المجتمع والتي اختارت طريق مهنة الصيد مصدر لرزقها أم يفوتها قطار الزرق وتبقى على حالها ....