الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنرالات سابقون يحثون على إطلاق يد قوات الاحتلال في الضفة

نشر بتاريخ: 25/05/2013 ( آخر تحديث: 27/05/2013 الساعة: 09:38 )
بيت لحم- معا- تواصلت حملة التحريض ضد الفلسطينيين وإظهار جنود الاحتلال كضحايا للعنف الفلسطيني وعجز الأوامر العسكرية التي يحملونها عن حمايتهم من هذا العنف .

الحملة التحريضية دشنتها الأسبوع الماضي صحيفة " معاريف " العبرية اليمينية عبر تحقيق استطلع مشاعر جنود الاحتلال في الضفة الغصة والاهانة والمذلة التي يشعرون بها نتيجة عجزهم عن مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين كجنود محاربين ما حولهم الى " بطة " يستهدفها الفلسطينيون متى أرادوا الأمر الذي انعكس سلبا على معنوياتهم حسب تعبير التحقيق الصحفي الذي اثار ردود فعل عاصفة وغاضبة ومتنوعة من حيث المصدر والشدة طالت كافة أطياف الساحة السياسية الإسرائيلية التي تبارى قادة أحزابها في طرح الطرق والتعديلات وإطلاق الدعوات المستعجلة الهادفة إلى حماية الجنود وتعديل أوامر اطلاق النار بما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ويسمح لهم بالتصرف كجنود محترفين وليس كاهداف ثابتة للحجارة الفلسطينية لا حول لهم ولا قوة حسب تعبير العديد من قادة إسرائيل السياسيين والإعلاميين الذي تجندوا لدعم حملة " معاريف" والتحريض على الفلسطينيين.

وفي سياق الحملة المذكورة استضافت اليوم " السبت" صحيفة " معاريف" عددا من جنرالات إسرائيل ممن سبق لهم ان شغلوا منصب قائد المنطقة الوسطى وهي القيادة المسؤولة عن احتلال الضفة الغربية واستطلعت أرائهم حول مهانة الجنود وكيفية الخروج من هذا الوضع والسماح للجنود بالتصرف كمحترفين ومواجهة الفلسطينيين حسب تعبيرها .

ووصف الجنرال "دني ياتوم " للصحيفة حالة الجنود في الضفة الغربية بالمرض الخطير الواجب معالجته فورا وقال " اشعر بسوء شديد لان الصورة المرتسمة سيئة جدا ويظهر الجنود كمن ضلوا طريقهم وأصبحوا عاجزين وهذه الحالة يجب أن تشعل ضوءا احمرا قويا جدا يجبر قادة الجيش من رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى وقادة الفرقة العسكرية على معالجة الوضع فورا ".

وأضاف ياتوم الذي شغل منصب قائد المنطقة الوسطى مرتين الأولى 1991 والثانية 1994 قبل أن يتولى رئاسة جهاز الموساد " لا يمكن للجيش أن يقف جانبا دون أن يرد ...إن وظيفة الجيش منع الإخلال بالنظام العام ومحاربة المخربين وقتلهم إذا استدعى الأمر ذلك ".

وأوضح ياتوم موقفه " احد المواضيع التي تطرح طيلة الوقت للنقاش تتعلق بعد اليقين فيما يتعلق بأوامر إطلاق النار وهنا أقول ممنوع أن تكون حالة من الإرباك والأوامر يجب أن تكون واضحة وجلية وقاطعة ويجب تحويل هذه الأوامر إلى أوامر لاذعة على الأقل وحسب رأيي نحتاج حاليا إلى بروفيسور في فهم المقروء حتى نفهم ما تعنيه الأوامر الحالية يجب أن تكون أوامر إطلاق النار شيئا بسيطا " ليس مهما عمر الشخص الذي يلقي الزجاجة الحارقة هذا كلام فارغ لان الزجاجة الحارقة سلاح خطير ويهدد الحياة لذلك يجب السماح بإطلاق النار بهدف إصابة من يحمل في يده زجاجة حارقة ويستعد لقذفها .

وفيما يتعلق بالحجارة الكبيرة هناك جنود قتلوا نتيجة هذه الحجارة وآخرين أصيبوا بجراح لذلك يجب منح الجنود إمكانية إن يقدروا بأنفسهم فيما إذا كانوا يواجهون وضعا خطيرا أم لا وإذا قرر الجنود بأنهم يواجهون وضعا خطيرا يسمح لهم بإطلاق النار بهدف الإصابة والقتل ويجب منح الجندي الحماية والدعم في هذه الحالة فإذا كان الجندي مسؤولا بما يكفي لان من يقف على حاجز ويحمي البلدات والسكان وان يشارك في كمين فهو إذا قادر بما يكفي ان يحدد خطورة الوضع الذي يواجهه ويتصرف على أساسه ".

قائد المنطقة الوسطى الذي شهد اندلاع الانتفاضة الأولى " عمرام متسناع " قال لصحيفة " معاريف" حسب رأي نحن نواجه حاليا الانتفاضة الثالثة وهي لا تشبه الأولى أو الثانية بل هي انتفاضة مختلفة لان الفلسطينيين هذه الأيام أكثر تطورا وفهموا جيدا الخط الدقيق الفاصل بين الإرهاب " الانتفاضة الثانية " والنشاطات المدنية كما حدث في الانتفاضة الأولى لذلك يتصرفون على حدود هذه الفرضيتين وفيما يتعلق بتصريحات ومشاعر الجنود فلا أرى شيئا جديدا في هذه الأقوال والمشاعر ويجب علينا أن نتذكر بان الجيش حين لا يتعلق الأمر بعمليات إرهابية بل بتمرد مدني يتصرف كقوة شرطة وحفظ نظام حتى في مواجهة مظاهرات عنفيه وقد سبق وقلت في إحدى المرات " أنت تربي الجنود في لبنان وغزة على فكرة استخدام القوى القصوى وإطلاق نار قوي حتى يتم حل المشكلة لكن في الضفة تربيهم على استخدام اقل معدلات القوة لحل المشكلة وهذا أمر معقد ".

ماذا بخصوص اوامر اطلاق النار؟

س: الجيش تعلم على مدى السنوات الماضية إن سقوط الضحايا في الطرف الأخر يؤدي إلى تصعيد الأوضاع لذلك يعمل الجيش قدر استطاعته من اجل انتهاء الإحداث دون وقوع قتلى او جرحى لذلك فان أوامر إطلاق النار معقدة ومركبة في محاولة لإعطاء حلول لكافة الأوضاع الناجمة وحصر استخدام السلاح الحي في أوضاع وحالات الخطر لذلك وفي بعض الأحيان يكون هناك حاجة حقيقية للانفصال عن مواجهة المتظاهرين والانسحاب وإنا افهم جيدا الجندي الذي يشعر بالخجل والذي يشعر بان كرامته وكرامة الجيش قد مست لكن الصراع هنا لا يتعلق بالكرامة .

وعاد متنساع إلى أيام الانتفاضة الأولى وسياسة الضرب التي نسبت لاسحاق رابين وقال" وقف الجنود يتفرجون ويلعبون لعبة القط والفأر لذلك قررنا تغير هذا التكتيك وقلنا للجنود هاجموهم، حين تواجه مظاهره وهناك ظروف ومعطيات تساعد يجب عليك مهاجمتها وتفريقها باستخدام القوة هذا الأمر كان صحيحا ولا يزال صحيحا هذه الأيام .

من ناحيته دعا قائد المنطقة الوسطى السابق ونائب رئيس الأركان " عوزي ديان " إلى ما اسماه بدعم وتغطية الجنود الذين يسمح لهم باستخدام القوة " المعقولة" .

وقال ديان " في النهاية الجندي يمثل القوة العسكرية وحين ترتدي البزة الرسمية أنت لا تدافع فقط عن كرامتك الشخصية بل ترتبط هذه الكرامة بقوة الردع التي تمثلها وقوة الردع هي من يحدد نهاية الأمر حجم وشكل الخطر الذي يواجه حياتك ".

ودعا " ديان" في سياق فهمة لمنح الجنود الدعم والغطاء إلى منع تحقيقات الشرطة العسكرية في العمليات التنفيذية وقال" يجب ان تمنع الشرطة العسكرية من التحقيق في العمليات التنفيذية وأنا من ناحيتي منعت الشرطة من التحقيق بهذه العمليات فحين تتدحرج التحقيقات إلى المستوى القضائي فانك تتخلى عن الجندي وتتركه لقمة سائغة لمحققين لا يفهمون طبيعة الأمور وكيف تجري الشرطة العسكرية لا تعرف كيف تحقق في العمليات هل كان محققو الشرطة مرة تحت وابل النيران أو تحت أي ضغط ميداني ؟ إضافة إلى ان التحقيق يجعلك تتخلى عن مسؤولياتك في النهاية أنت قائد حين تحضر الشرطة العسكرية ان تنفصل عن الوضع وكأنك تقول" ليس أنا إنني غير مسؤول بل هم من قاموا بذلك ".