الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

يزن يصرخ.. لماذا أُحرَم من أمي..

نشر بتاريخ: 26/05/2013 ( آخر تحديث: 26/05/2013 الساعة: 16:55 )
غزة - خاص معا - ينادي يزن ابن السنة ونصف على والدته بشكل مستمر، فمنذ ظهر أمس لم يسكت لسانه عن مناداتها وكأن لديه أحساس رغم صغر سنه بأن والدته لن ترى عينيه مرة أخرى ولن ينام في حضنها أو يسمع كلمة ابني حبيبي مرة أخرى.

يزن ولصغر سنه لا يعلم أيضا أن عائلة والده هي السبب في فقدانه لحنان وحضن أمه كما كانوا السبب أيضا في حرمانه من أن يصبح له أخ آخر بعد أن اعتدوا على والدته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

القصة مثل العديد من القصص التي تنتشر في منازل المواطنين في غزة لمن تسكن "كنته" في إحدى غرف منزل العائلة فكانت المواطنة نوال فتحي طافش قديح ذات (25 عاما) تسكن في غرفة ببيت عائلة زوجها بحارة النجار في بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
|220704|
وبين الصحفي احمد قديح شقيق نوال لوكالة معا أن شقيقته تعرضت للكثير من الإهانة والسب والشتم والضرب ولكن مثل أي عائلة لا ترغب في أن تنفصل عن زوجها فكل المشاكل كانت تحدث ما بين شقيقته ووالدة زوجها والأختين غير المتزوجتين في بيت العائلة.

ويضيف "حاولنا كثيرا أن نخرج شقيقتنا ولتسكن في منزل خاص بها حيث عرضنا عليها قطعة ارض لتبني عليها، ولكن كانت ترفض بسبب رفض زوجها فهو لا يرغب بان يترك منزل عائلته وهي لا تريد أن تكون السبب في انفصال الابن عن عائلته".

ويذكر احمد انه في الليلة الماضية كانت اخته تجلس هي وزوجها في بيت عائلته ولم يكن هناك أي بوادر على وجود أي مشكلة عائلية، رغم أنها كانت تزور منزلهم بشكل مستمر وتجلس لديهم لعدة أيام بسبب المضايقات والإهانات والضرب الذي تتعرض له من والدة وأخوات زوجها.

ويضيف "وبسبب المشاكل التي كانت تتعرض لها منعت منال من دخول المطبخ وكانت تنتظر خروج والدة زوجها حتى تستطيع تلبية احتياجاتها من المطبخ وفي ظهر هذا اليوم دخلت المطبخ بدون أن تتأكد من خروجها لتتعرض من قبلهم لضرب شديد في الرأس والبطن والظهر وشطب وجهها فلم يرحموها أو حتى جنينها ذات السبعة شهور التي كانت تحمله في أحشائها".

واكمل "وبطريقة ما جلب أخ الزوج الأصغر ماسورة مياه حديدية ليتم ضرب نوال بها وتكون الضربات قاضية وتدخل في حاله من الإغماء وليتم طلب سيارة الإسعاف ولتجر من رأسها بامتداد درج المنزل ليلتقطها المسعفون ويبدأون في محاولة لإنعاشها".
|220702|
لم تستجب نوال لمحاولات الإنعاش ولتلفظ أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى مستشفى غزة الأوروبي, كما توفي جنينها أيضا, لتنقل بعد ذلك للطب الشرعي في مستشفى الشفاء ويسجل سبب الوفاة نزيف حاد في الدماغ جراء التعرض لضربة شديدة.

عائلة قديح تلقت الخبر بحالة من الصدمة الكبيرة، فنوال معروف أنها فتاة طيبة وذات قلب حنون وجميع من عرفها أحبها وأضمر لها الاحترام والتقدير وفي مقدمتهم سلفاتها الستة، ففي أثناء جلب نوال إلى منزل عائلتها لتوديعها ذرفت الدموع عليها من قبل كل المتواجدين في المنزل وخيم حزن لا يمكن وصفه بأي كلمات.

والدة نوال لم تستطع بعد أن تلفظ أي كلمة فحالة الصدمة كانت اكبر من أن تتحملها لتدخل المستشفى ومن ثم تخرج منه لتوديع ابنتها وتعاود الكرة بالإغماء عليها لمجرد رؤية جثمانها فهي البنت الصغرى لها.

شقيقة نوال الوحيدة أيضا لم تتحمل الفاجعة وكل ما كانت تتمتم به هو "حسبي الله ونعم الوكيل", وقالت لوكالة معا " قتلوا أختي خلال الثلاث سنوات مئات المرات واليوم بضربه سلبوا حياة أختي الوحيدة وقتلوا ابنها".

عائلة النجار أيضا استنكرت هذا الفعل من قبل عائلة زوج نوال وطالبت بان تأخذ العدالة مجراها وان يتلقوا العقاب المناسب في حالة أثبات التهمة عليهم كما ونشرت عائلة النجار لافتات في شوارع بلدة خزاعة جاء فيها "عائلة النجار في الداخل والخارج تستنكر الجريمة النكراء بحق عائلة قديح الكرام، التي راح ضحيتها المرحومة نوال، كما نعلن وقوفنا إلى جانبهم في هذا المصاب الجلل".

الشرطة في الحكومة المقالة ألقت القبض على والدة الزوج وبناتها وابنها الأصغر وكذلك زوج نوال والذي أصيب بحالة من الهستيريا بعد تلقيه الخبر وما زالت الشرطة تتحفظ عليهم إلى حين انتهاء التحقيق في القضية.

عائلة نوال أجرت مراسم الدفن بعد عصر أمس للمغدورة ولكنها رفضت أن تفتح بيتا للعزاء أو أن تتلقى العزاء بأبنتهم إلى حين انتهاء التحقيق واخذ العدالة مجراها بقاتلي ابنتهم.