الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

زوجان يكسران قيود الإعاقة ليعيشا حياة سعيدة

نشر بتاريخ: 26/05/2013 ( آخر تحديث: 26/05/2013 الساعة: 15:59 )
غزة- تقرير معا- زوجان كسرا كل القيود التي فرضها عليهم القدر والمجتمع لينتصرا لنفسيهما ولأبنائهما الثلاثة في الحياة، بعد أن عجز الوالد بدخله المحدود من تلبية احتياجاتهم وتحقيق بعضاً من أحلامهم البسيطة، إلا أنهما يعيشا حياةً سعيدة.

أبو محمد الشريف "48 عاماً"، وزوجته أم محمد"45 عاماً"، والدان لثلاث بنات أكبرهن في الثامنة، يقطنان بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يعانيان الإعاقة نفسها، حيث أنهما مقعدين"بلا أقدام" منذ ولادتهما.

في حديث خاصٍ لـ معا أكد أبو محمد انه يعيش هو وزوجته وبناته الثلاثة حياةً سعيدة يملئها الحب، مشيراً إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها مع أسرته.
|220739|
قال أبو محمد: "كنت أعمل عامل في محل لتجديد أطقم الكنب مدة 7 أعوام، وتركت العمل منذ "25 عاماً" لصعوبة العمل وعدم قدرتي على المواصلة، ومنذ ذلك الوقت لم اعمل بمهنة أخرى، حيث لم يقبل بعض أصحاب المحلات بإشراكي في العمل بسبب الإعاقة".

وأضاف أبو محمد:"أتقاضى راتب صغير من الحكومة الفلسطينية في رام الله تحت بند"بطالة دائمة"، حيث لا يتجاوز الراتب 800 شيقل، الشيء الذي يجعل من الحياة أصعب وأقسى".

وتابع أبو محمد حديثه:"الظروف المعيشية الصعبة، بالإضافة إلى الدخل المتواضع يحول دون حياتنا بصورة كريمة هانئة".

وعن الصعوبات التي تواجههما خلال حياتهما قال أبو محمد:"نواجه بعض الصعوبات التي يواجهها كل منزل غزي، بالإضافة إلى بعض الصعوبات الخاصة،كظروف معيشية صعبة، وعدم تلبية كافة احتياجات البنات الصغار في بعض الأحيان"، مشيراً إلى حاجة البنات الثلاثة إلى بعض المصاريف المدرسية والشخصية.
|220737|
الزوجة أم محمد التي لم ترى النور مدة 6 أعوام، حيث أنها لم تخرج من منزلها منذ إنجابها للطفلة الأخيرة البالغة من العمر"6 أعوام"، قالت لمعاً:"لم أرى النور منذ 6 أعوام لعدم امتلاكي لكرسي كهربائي متنقل، كما أن وزني الثقيل لا يساعدني على الحركة".

وعن حياتها الزوجية أكدت أم محمد أن حياتها سعيدة رغم كل الصعوبات التي تعانيها هي وعائلتها، مشيرةً إلى الأوضاع المادية الصعبة التي تحياها العائلة.

وفيما يتعلق بمخاوف إنجابهم لأطفال معاقين، قالت أم محمد:"بعد 8 أعوام من الزواج، وفقدان الأمل في الإنجاب، جاء الخبر الصاعق الذي هز مخيم النصيرات بأسره "أم محمد حامل"، ولكن كيف؟، هذا السؤال تردد حتى وصل صداه إلى المخيمات المجاورة، فأبو محمد وزوجته حققا المعجزة على رغم من عجزهما واستحالة توافقهما جسدياً كأي زوجين".

وأضافت أم محمد:"كانت الشكوك والمخاوف تتراود بيني وبين زوجي، حيث كنا خائفين من أن يولد المولد دون أطراف كوالديه، ولكن وبحمد الله كانت الطفلة سليمة، وكذلك البنات الأخريات".

وعند سؤالها عن كيفية قيامها بالأعمال المنزلية اليومية قالت أم محمد:"في أغلب الأوقات نقوم بتقسيم الأعمال فيما بيننا، بالإضافة إلى مساعدة البنات،حيث يقوم أبو محمد بشراء كافة مستلزمات البيت، وفي بعض الأحيان يقوم بمساعدتي في تحضير الطعام،الذي أقوم به وأنا جالسة على السرير في غرفة النوم".
|220740|
وتابعت أم محمد:"تقوم البنات بتنظيف وترتيب أثاث المنزل على الدوام"، مشيرةً إلى مشاطرة الفتيات لوالديهما ومراعاة ظروفهما.

وفي الختام ناشد الزوجان كافة المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى مناشدة ذوي القلوب الرحيمة لتوفير بعض الاحتياجات التي تعينهم على مواصلة حياتهم بصورة كريمة، كتوفير كرسي كهربائي متحرك لكلاهما، مشيران إلى حاجة البيت لبعض أعمال الصيانة والترميم.