الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز "شمس" يعقد ورشة عمل حول التربية على الديمقراطية

نشر بتاريخ: 26/05/2013 ( آخر تحديث: 26/05/2013 الساعة: 16:08 )
الخليل- معا - عقد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" في الخليل ورشة عمل حول التربية على الديمقراطية، وقد افتتح الورشة إبراهيم العبد من مركز "شمس" معرفاً بالمركز وبالمشروع وبنشاطاته وقال أن هذه الورشة هي إحدى نشاطات مشروع تعزيز مفاهيم الديمقراطية والثقافة المدنية لطلبة كليات الشريعة في الجامعات الفلسطينية بدعم وتمويل من الصندوق الوطني الديمقراطي (NED).

من جانبه قال الدكتور نضال أبو عياش أن مفهوم الديمقراطية يعتبر مفهوماً إشكالياً،إذ ليس هناك تعريف محدد لهذا المصطلح ،فالبعض يعرفه انطلاقاً من مرجعية سياسية معينة ، وإما انطلاقاً من قناعة فكرية محددة.وقال على الرغم من هذا الإشكال يمكن أن نقول بان الديمقراطية هي سلوك وممارسات وأسلوب حياة ينبني على مجموعة من المبادئ كالمساواة،والعدل والإنصاف ، والتآزر والتضامن ، ونبذ العنف والتطرف، والمشاركة،وحرية التعبير والرأي،واحترام الرأي الآخر ، وحسن الإنصات إلى الآخرين،…الخ.

وأوضح الدكتور أبو عياش أن مفهوم التربية على الديمقراطية باعتبارها من التربيات الجديدة،ليس لها بدورها تعريف متفق عليه،ولكن يمكن القول بأن التربية على الديمقراطية هي مجموعة من السلوكيات و الممارسات والأساليب التي يتم تطبيقها داخل المؤسسات التعليمية بغية تدريب المتعلمين على فهم مدلول الديمقراطية، ثم تزويدهم بمجموعة من المعارف والمهارات التي ستساعدهم على المشاركة الفعالة في تنمية وتطوير المجتمع مستقبلاً، وتكوين اتجاهات ايجابية تجاه سلسلة من المبادئ والقيم الديمقراطية كحرية التعبير والرأي والنقد البناء، واحترام الرأي الآخر ،والمواطنة الحقة ،والمشاركة والتعاون والتآزر والتضامن ، ونبذ العنف والتطرف ، والتعايش والقبول بالآخر.

وقال أن تشكل القيم الديمقراطية في وعي وتفكير الفرد والجماعة مازال في طور التكون، ولابد من أن نحميه من لغة الكراهية والحقد وثقافة العنف والعنف المضاد المكثف حتى يظل النهج الديمقراطي قادراً على غرس الأفكار والقيم والممارسات السليمة، وتحصين المجتمع من الانجرار خلف المصالح الضيقة والتعصب الفكري العقيم لهذا أو ذاك كي نسلم المضاعفات السلبية ،لذلك ثمة ضرورة وطنية تدعونا جميعاً إلى تفعيل دورنا التربوي لمنظومة القيم داخل الأحزاب وفي المنتديات والأندية والتجمعات والمخيمات الشبابية وعبر وسائل الإعلام المختلفة حتى نصل بالوعي الاجتماعي إلى مستوى يجعله في مأمن من كل انحراف، وفي هذه الحالة تصبح التربية على القيم الديمقراطية تراكماً معرفياً وسلوكاً حيوياً، ولا بد من أن تصاحب تلك النقلات التربوية للقيم الديمقراطية إرادة اجتماعية وفكر وثقافة ملتزمة تحمل المحبة والسلام الاجتماعي وتحاصر في وعي البعض منا مساحات العنف وتوتراتها؛ لتخلق تواصلاً سليماً للمفاهيم والدلالات والقيم والممارسات؛ وصولاً إلى تحولات ملموسة في علاقات المجتمع ببعضه البعض، وتحقق في الوقت نفسه نسبة عالية من التفاعل الدائم مع الاستحقاقات الديمقراطية بما يخدم الوطن ويدعم التنمية الاجتماعية، ويطور من آليات وطرق الممارسة الديمقراطية في الحياة، ومن ثم يحافظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.

وأوضح أبو عياش أن المؤسسة التعليمية لها دور مؤثر في بناء وترسيخ قيم الديمقراطية وتحتاج إلى جهود ومثابرة ، كما تتطلب أفقاً زمنياً طويلاً الأمد حتى تتحقق.وقال أن الأهداف لا تتحقق بمجرد الاتفاق عليها ، بل لابد من إجراءات عملية وتضمينها المناهج والكتب المدرسية ومناهج إعداد الأساتذة وتهيئة المجتمع المدرسي لبلوغ تلك الأهداف . ومن هذا المنطلق فإن البرامج التعليمية مازالت في حاجة إلى التنقيح والتقييم لتتلاءم وبعض القيم الإنسانية المثلى ،وهكذا نجد أن هذه البرامج (وخاصة في التعليم الابتدائي ) فقيرة إلى حد كبير في ترويج ثقافة الديمقراطية، اللهم إذا استثنينا بعض العناوين هنا وهناك في مادة التربية الوطنية،حيث يتم الترويج، وبشكل عابر، لمفاهيم القانون ، الوطن والوطنية، الانتخابات.

وأوضح أبو عياش أن هناك مجموعة من الإشكاليات التي تواجه التربية على الديمقراطية،حيث يلاحظ أن أحد الأسباب في ذلك هو ضعف ثقافة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني،حيث يعود ذلك بنظر البعض إلى كون تلك الثقافة تعتبر وافداً جديداً على المجتمع الفلسطيني.كما أن الثقافة الديمقراطية في فلسطين مازالت متدنية . وبات من المؤكد أنه من أجل التغلب على تلك المعضلة، لا بد من إطلاق حملات واسعة لتوعية المواطنين بمبادئ الديمقراطية، وبالمواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة. كما أنه لا يخفى على أحد أن المنظومة التربوية العربية ومنها الفلسطينية تواجه العديد من الإشكاليات المرتبطة بالتربية على الديمقراطية من حيث مدى:التوفيق بين العالمية والخصوصية،ومدى توافر العنصر البشري المؤهل للقيام بمهام التربية على الديمقراطية بالإضافة إلى مدى إسهام المؤسسات الإعلامية في مجال التوعية والتثقيف بالديمقراطية.لذلك هناك حاجة ماسة جداً للاستمرار في التثقيف والممارسة الديمقراطية ونشرها وترسيخها وخلق مناخ متشبع بقيم الديمقراطية يكون دافعاً للانتقال إلى مراحل أكثر تقدم واستقرار سياسي واجتماعي.

وفي نهاية اللقاء أوصى المشاركون بضرورة عقد الأنشطة والفعاليات بهدف تبادل الخبرات والتجارب الرامية إلى تقييم تجربة التربية المدنية. ووضع استراتيجيات جديدة للنهوض بالأداء التربوي بالمؤسسات التعليمية. وترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني لدى المتعلمين. بناء قدرات الشباب على تعزيز الديمقراطية التشاركية لتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم من أجل إشراكهم في الحياة العامة المجتمعية ورسم الخطط المستقبلية بطريقة ممنهجة وإيجابية.نشر قيم الديمقراطية بين الشباب والشابات وتعريفهم على حقوقهم وواجباتهم وحقوق الآخرين وواجباتهم أيضاً.تفعيل وتعزيز دور وسائل الإعلام لتعزيز ونشر مفاهيم الديمقراطية والتحولات الديمقراطية في فلسطين.