الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 30/05/2013 ( آخر تحديث: 30/05/2013 الساعة: 20:50 )
محطات من دورينا
بقلم : صادق الخضور
نهائي الكأس، نهائي بكل ما للكلمة من معنى، أداء وتنظيما، جماهيريا وفنيا، إعلاميا ورسميا، كانت المباراة مباراة قمة، ونجح فيها أبناء الخليل وقلقيلية في رسم لوحة زاهية.

العميد ظفر باللقب الغالي، وحلّق في الأعالي
بعد موسم شاق، نجح أبناء العميد في نيل لقب الكأس عن جدارة واستحقاق، فالعميد تأهل بعد أن تجاوز فرق مجموعة حديدية شهدّت تكدّس معظم فرق المحترفين فيها، ووصل النهائي عن جدارة واستحقاق.
وكالعادة، أتحفت الجماهير الجميع، وسبغت على محيّا المشهد رونقا خاصّا أعاد لجماهير العميد روح الطموح، وجعل من الحدّ الأدنى لطموحها في قادم الأيام مزيدا من الألقاب، بعد أن صبرت" صبر أيوب"، في مصادفة لوجود كبير المشجعين أبو أيوب في صفوفها.

على أرض الميدان، لعب اللاعبون بتفان كبير، وشهدنا ترابط الخطوط، وكان للهدف الأول مفعول السحر في زيادة منسوب الثقة واللعب بأريحية، ونجح أبو غرقود المغادر في ترك قبلة الوداع على جبين المشهد بهدفين ملعوبين، وكان اللاعبون في الموعد.
العميد أكمل معالم السطوة الخليلية في كرة القدم على معظم الدرجات، وبانتظار الاهتمام الشمولي بكل الألعاب، والعميد قادر على ذلك.
العبرة بالخواتيم، هكذا كانت حكاية العميد هذا الموسم، وكان أبرز ما في المباراة وجود جماهير من مختلف الفرق، وحسن تنظيم ريحاوي أعاد لمدينة القمر جزءا من بريقها المتحفّز للعودة.

مبارك للعميد لقب بطولة الكأس في مشهد يتكرر لرابع المرّات في تاريخ العميد، ويؤسس لمشاركة عربية تتيح لفرقنا مزيدا من المشاركات العربية والقاريّة بعد أيام من نجاح هلال القدس في التأهل لنهائيات كأس رئيس الاتحاد الآسيوي.
للحظة الأخيرة، لم يفقد العميد بإدارته وجهازه الفني وجماهيره ولاعبيه الأمل، فكانت المباراة عند حسن الظنّ، وذهب اللقب صوب العميد عن جدارة واستحقاق.
وبالتوفيق للعميد في قادم الأيام، فالفريق قادر على مواصلة التحليق، والبقاء دوما في دائرة الكبار بعد أن فرض نفسه في آخر موسمين بقوّة على طليعة المشهد في الكأس والدوري.

لفتات على هامش النهائي
جمهور الإسلامي واصل التشجيع بعد التأخّر بثلاثية، وحتى بعد انتهاء المباراة واصلت الجماهير الهتاف، وأبرز ما كان منها التوجّه لتحية جماهير العميد، والتغنّي بعطاء لاعب صال وجال في ميادين الكرة وكتب اسمه بمداد الانتماء في صفحات الإسلامي وهو اللاعب سامح عناية، وهذا يدفعنا للمطالبة بتكريم اللاعبين المعتزلين من خلال مبادرات يجب أن تقوم بها الشركات والبلديات والأندية.

سامح: نموذج للاعبين كثر، أعطوا أنديتهم أكبر حيّز ممكن من مساحة الاهتمام، وبالتالي فإن الحد الأدنى المفترض تكريم يليق وما قدمّوه من عطاء على مدار عقدين من الزمن، ونتساءل: لماذا انقرضت ظاهرة مباريات الاعتزال رغم ما تحمله من دلالات العرفان بالجميل؟

سامح يغادر الميدان، لكنه سيكون على تماس مع الكرة كيف لا وهو من الحاملين مسئولية إدارة المنتديات؟ فهو يفارق الملعب لكنه لا يفارق المشهد.
على هامش النهائي قدمّت جماهير الإسلامي أنموذجا رائعا في التشجيع والهتاف، وغادرت وكأنها مطمئنة إلى مستقبل فريقها الذي يضم في صفوفه كوكبة من لاعبين واعدين قادرين على التألق متى ما اكتسبوا مزيدا من الخبرة.

على هامش النهائي، ظفر العميد وجماهيره باللقب والتحيّة، واستحقت جماهير الإسلامي التحية بعد أن جسدّت مشهدا سيبقى عالقا في الذاكرة لسنوات، وساندت فريقها حتى في الهزيمة، وهو درس يجب أن تتعلمّه العديد من الجماهير التي تجعل الضغط مضاعفا على فرقها لمجرّد أيّة كبوة.

بالتوفيق للاعبينا المحترفين
مع توالي الأنباء عن تواصل التجربة الاحترافية لعدد من لاعبينا أو خوض مجموعة جديدة تجربة احترافية، نتمنى التوفيق للاعبين المواصلين مسيرتهم الاحترافية أو الذين يتأهبون لخوض تجربة خارجية.
أشرف نعمان: بانتظار وضوح الصورة وتحديد الوجهة.
البهداري: أداء شخصي لافت رغم تراجع الفريق.
العمور: إصابة ومشاركات على فترات، لم تفصح عن مدى القدرات.
خضر يوسف: بداية طموحة في دوري المناصير، والإمكانية واردة للاستمرار.
أبو غرقود: تجربة احترافية جديدة للاعب محنّك في اصطياد الشباك.
مراد إسماعيل: رمانّة الوسط وضابط الإيقاع، وتجربة جديدة أملا في الإبداع.

هذه الأسماء وغيرها ستكون ضمن قائمة سفراء الإبداع الكروي، وكل التمنيات لهم بالنجاح، وهناك تساؤلات في المقابل عن مدى إمكانية السماح لفرقنا بتعزيز صفوفها بلاعبين محترفين، أو على الأقل معاملة اللاعب الأردني معاملة اللاعب الفلسطيني وبذا يكون أمام الفرق وفرة في الخيارات في ظلّ محدوديّة الخيارات في بعض المراكز، وعجز دورينا في آخر موسمين عن إبراز لاعبين بارزين جدد، وغياب ما يجبر الأندية على إشراك عدد محددّ من الناشئين والشباب فعليّا في مباريات الدوري وفقا لمعايير وضوابط.

استقطاب لاعبين خارجيين من عدمه؛ قضية تستحق نيل نقاش إعلامي واسع في الأيام القادمة لمعرفة وجهات نظر القائمين على الأندية إداريين ومدربين علاوة على أهمية آراء الإعلاميين، وللقرار تبعات فنية وماليّة، فبعد موسمين من الاحتراف وجب التقييم.