الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم ان السلطة مفلسة- على معبر اريحا يتلفون سجائر تساوي ملايين

نشر بتاريخ: 31/05/2013 ( آخر تحديث: 31/05/2013 الساعة: 20:21 )
اريحا - تقرير معا - حين سيطرت حماس على معبر رفح، وانتشرت كتائب عز الدين القسام هناك، وجدت حماس ان السوق الحرة في رفح تملك كميات لا بأس بها من الخمور والمشروبات الكحولية، وتوقع الجميع ان تقوم حماس باتلافها، الا انها قامت ببيعها لاحد التجار النصارى في مدينة غزة واخذت مبلغا من المال لقاء ذلك، وكان شرط حماس ان التاجر يقوم بتحميل البضاعة بنفسه وان لا يحملوا او يلمسوا هم البضاعة وهذا ما كان.

اما السلطة فانها تقوم باتلاف بضائع بقيمة ملايين السواقل لمجرد ان امرا صدر من مسؤول في جهة ما، وفي الاسبوع الماضي شاهد المسافرون على استراحة اريحا ضباط الجمارك الفلسطينيين وهم يتلفون اكثر من ستة الاف صندوق سجائر جرى مصادرتها من المسافرين الفلسطينيين بحجة انها زائدة عن الحد المسموح.
|221511|

وبسبب عدم وجود منطقة سوق حرة في هذه المنطقة، يضطر المسافرون الفلسطينيون لشراء السجائر والمعسل من السوق الحرة الاردنية، ولكن معاناة المواطن لا تنتهي بعدم وجود سوق حرة فلسطينية، وانما تبدأ المعارك ولعبة القط والفأر بين الجمارك الاسرائيلية وبين المسافرين، فتقوم الجمارك الاسرائيلية بنهب مشتريات المواطن الفلسطيني رغم ان هذا مخالف لكل القوانين، فالمسافر لن يدخل اسرائيل وانما يمر من الاردن الى اراضي السلطة، فتقوم الجمارك الاسرائيلية بأعمال قرصنة ضد المسافرين العرب وتنهب ما تنهب من هواتف نقالة واقمشة وملابس واجهزة كهربائية وسجائر، ولا شك ان هذه "المسروقات" التي يتم نهبها من المسافرين الفلسطينيين تقدّر بملايين الشواقل شهريا.

وبعدها تصل الحافلات الى الجمارك الفلسطينية، ومن نجح في التملص من الضرائب الاسرائيلية تضبطه الجمارك الفلسطينية، وبحجة ملاحقة بعض "تجّار الشنطة" تقوم الجمارك الفلسطينية بمنع اي مسافر فلسطيني من حمل اكثر من عشر علب سجائر فقط، وتقوم بمصادرة الزائد، وعادة ما يقوم المواطن بشراء عشرين علبة سجائر تواصلا مع القانون الاسرائيلي القديم والذي كان ساريا قبل سنوات.

|221513|
|221514|

ورغم ان من حق المواطن ان يسأل: من الذي قرر عشر علب سجائر ولماذا ليس عشرين؟ ولماذا في كل مطارات العالم يتساهل ضباط الجمارك في الامر اما لدينا ورغم ان الشعب تحت الاحتلال وعاطل عن العمل فلا يوجد تساهل !!!

بكل حال جاءت الاوامر من رام الله وانقض ضباط الجمارك على الاف من صنادق السجائر تقدّر قيمتها بمبلغ ( مليون و200 الف شيكل ) حسب سعر السوق وقاموا باتلافها. ورغم استياء ضباط الجسر وعدم قناعتهم بالامر ورغبتهم ان تقوم السلطة باعادة بيعها او رصد قيمتها لوزارة الشؤون الاجتماعية لمساعدة الفقراء او المرضى الا ان الاوامر كانت صارمة . وعلمت وكالة معا ان الجمارك اتلفت شحنة عصير ليمون وكميات من المعسل ليدور الحديث عن ملايين الشواقل.

ومن خلال نقاشات مطوّلة في استراحة اريحا، برزت الاسئلة التالية للمسؤولين:
لماذ تمّ اتلاف هذه السجائر او هذه الملايين ؟
لماذا قامت الجمارك بمصادرتها من المسافرين الفلسطينيين اساسا ؟
تقوم اسرائيل ورغم انها دولة احتلال غنية ببيع الكثير من مقتنيات ميناء اسدود او حيفا او مطار اللد في المزاد العلني - لماذا لا تقوم السلطة ببيعها في المزاد العلني ؟
اذا كان الامر يتعلق بهيبة السلطة ومظاهر سيادتها، لماذا يجري المبالغة في الامر امام المواطن ولماذا لا تتحقق مظاهر سيادية من خلال بيع المواد التي جرى التحرّز عليها ومنحها للمواطن الفقير فتكون هيبة السلطة اقوى واجمل؟
|221526|
|221525|
|221524|
|221523|
|221522|
|221521|
|221520|
|221519|
|221518|
|221517|
|221516|