الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتحاد الأوروبي يحيي الحفل السنوي الثامن لتوزيع "جائزة سمير قصير"

نشر بتاريخ: 03/06/2013 ( آخر تحديث: 03/06/2013 الساعة: 14:33 )
رام الله -معا - أقام الإتحاد الأوروبي بالتعاون مع "مؤسسة سمير قصير"، الحفل السنوي الثامن لتوزيع "جائزة سمير قصير لحرية الصحافة"، في قصر سرسق – الأشرفية، بعد ظهر الأحد 2 حزيران/يونيو 2013، بحضور حشد كبير من السياسيين والسفراء والصحافيين وناشطي المجتمع المدني وممثلين عن الرؤساء الثلاثة ورئيس الحكومة المكلّف.

وفاز كل من الصحافية والمصوّرة السورية - الفلسطينية ضحى حسن (28 عاماً) عن فئة مقال الرأي، والصحافي المصري أحمد أبو دراع (38 عاماً) عن فئة المقال الاستقصائي، والطالبة سنة ثالثة صحافة في الجامعة اللبنانية لونا صفوان (23 عاماً) عن فئة التحقيق السمعي البصري، من بين المرشحين المئة والستين.

وبعد تقديم من عرّيف الاحتفال الممثل ميشال غانم، افتتحت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا إيخهورست الاحتفال، بكلمة أشارت فيها الى أنه "مع اقترابنا من مرور عقد على اغتيال سمير قصير، ما زالت للأسف الأسباب التي تدفع الى متابعة معركته في سبيل حرية التعبير قائمة أكثر من أي وقت مضى"، لافتة الى "تلقي المسابقة أكثر من مئة وخمسين ترشيحاً مما يرفع العدد الإجمالي للمشاركين منذ إنشاء الجائزة الى 1200 صحافي من 17 بلداً".

وأكّدت أن "هذه الجائزة السنوية الفريدة من نوعها التي تكسر الحواجز الجغرافية والأيديولوجية وتجمع الصحافيين من الشرق الأوسط والخليج، هي واحدة من العديد من الأدلة على الدعم القوي الذي يقدّمه الإتحاد الأوروبي لصحافةٍ أكثر حرية في المنطقة وخارجها". وشكرت "مؤسسة سمير قصير التي تعمل كل يوم على الدفاع عن حقوق جميع الصحافيين في المنطقة".

ثم كانت كلمة لرئيسة "مؤسسة سمير قصير" الإعلامية جيزيل خوري، وجاء فيها: "نلتقي اليوم حول ذكرى سمير قصير، لنتوّج بهذه الجوائز التي تمنح تحية لذكراه، أسبوعاً حافلاً بالنشاط الثقافي، اطلقنا عليه اسم "ربيع بيروت". الربيعُ يتفتحُ في الثقافة والفن والحرية، ويتخذ افقه المستقبلي مع هذه الجائزة التي تشير الى ان شعلةَ الحرية تتجددُ على اقلام صحافياتٍ وصحافيين، يتابعون مسيرةَ النهضويين العرب، الذين حموا حبرهم بدمهم، وكانوا شهوداً على الحق وشهداء للحرية.

في الذكرى الثامنة لغياب سمير قصير نشعر كيفَ يختلطُ الألمُ بذاكرةِ الألم. ذاكرةُ ألمِ الغياب التي حفرها الاستبدادُ في عيوننا منذ ثمانيةِ اعوام صارت اليومَ جزءاً من الألمِ الذي يفرِضُهُ الاستبداد على الشعوب العربية، من اجل وأدِ بشائر الربيع العربي، عبرَ إغراقه بالدم. لم يُقتل سمير قصير غيلةً لأنهُ كان من صانعي انتفاضة الاستقلال عام 2005 فقط، بل لأنهُ ربط ايضاً بين ربيع بيروت وربيع العرب المقبل، ولأنه كان لبنانياً مؤمناً بحقِ لبنان في الاستقلال والديموقراطية، وسورياً ورفيقَ نضالٍ للمثقفين السوريين الأحرار الذين زرعوا من جديد بذرة الحرية في وطنهم، وقُتل ايضاً وايضاً لأنه كان فلسطينياً، مؤمناً بحق الشعب الفلسطيني في مقاومةِ الاحتلال وفي انتزاع حقهِ في تقرير المصير".

وأضافت: "منذُ البداية كان سمير قصير يعي ان معركة الحرية واحدة، وان مقاومة المستبد هي الاستكمال المنطقي لمقاومةِ الاحتلال، وان مواجهةَ الاستبداد تكون عبر نقد كل استبداد سواء أكان عسكرياً او طائفياً او متستراً بعباءة الدين، وان ربيع بيروت لن يتحققَ ويكتملَ الا عندما تُزهر ياسمينةُ الحريةِ في دمشق".

وتابعت: "الذي قتلك يا سمير وقتل رفاقَكَ من شهداءِ انتفاضة الاستقلال في لبنان، يقتلُ اليومَ الشعب السوري. والذي اراد إخراسَ صوتِك منذ ثمانيةِ اعوام، يريدُ تحويلَ سوريا الى مقبرة، معتقداً انه قادرٌ مع حلفائه الاقليميين على دفن الربيع العربي بالدم والدمار والرعب. الشعوب العربية التي تواجهُ اليومَ احتمالات اغتيال ثوراتها والانتقام من ربيعها صارت تواجهُ الألم بذاكرة الألم. تستمد من الشهداء تراث الكلمة المكتوبة بحبر الحرية ودماء الأحرار، وتصنع من ألمها وهي تواجهُ وحشَ الاستبداد خندقاً للثبات في طلب الحرية، وتراثاً للصمود والصبر".

وأكّدت: "الحلمُ لم يمتْ منذ ثمانية اعوام حين قتلوك، فأنتَ لم تمت لأن كلماتِك لا تزالُ حية، اما هم فلا ينطقون سوى بكلماتٍ ميتة. كلماتُ الحرية تصنع الحياة وتجدِّدُها، وهذا ما نشهدُهُ كلَ يومٍ في العالم العربي، رغم كلِ الصعوبات، اما الكلمات الميتة فهي ملجأُ المستبدِ واعوانِه من اجل فرض مملكة الصمت المسيجة بالموت. لا نستطيع اليوم وفي بيروت، المدينة التي كنتَ مؤرخَها، سوى ان نشعر بالأسى والغضب، ونحن نرى كيف يُرسل شبابٌ من لبنان الى أتون المذبحة في سوريا من اجل الدفاع عن الجلّاد".

وأشارت الى أنه "في ذكرى ألمِ الغياب، نشهدُ كيف يواجهُ الصحافيون والمثقفون الأحرار في العالم العربي آلام اللحظة الراهنة بإصرارهم على الاخلاص لشرف المهنة واستعدادهم لدفع أثمانها الباهظة. لذا تقرر في هذا العام توجيهُ تحيةٍ خاصة الى الصحافي الفلسطيني بشّار فهمي القدومي، الذي اعتُقل من قبل النظام السوري في 20 ايلول 2012 ولا يزال مصيره مجهولا. موجهين نداء من اجل التضامن معه ومع الوف المعتقلين في السجن السوري الكبير".

وشدّدت على أن "دم سمير قصير انجبل بحبر الحرية، وها نحن اليوم في ذكراه الثامنة نستمع الى صوت الحبر وهو يصرخ ان كفى. شلالات الدم يجب ان تتوقف، ولن يوقفها سوى انزياح كابوس الاستبداد ورحيل الطغاة".

ثم عرّف غانم بلجنة الحكم والسيرة الذاتية الخاصة بكل من أفرادها السبعة وهم: الناشطة في المجتمع المدني اللبناني شيرين عبد الله، الصحافي الهندي غضنفر علي خان، الصحافية المتخصّصة في شؤون العدالة الدولية جيرالدين كوغلان من المملكة المتحدة، الصحافي الفرنسي فيليب ديسان، الصحافي والكاتب السياسي السوري سامي مبيض، الصحافية اللبنانية ديانا مقلّد والصحافية الفلسطينية سامية نخول.

بعد ذلك عُرض شريط مصوّر لمقابلات مع المرشحين عن كل فئة من الفئات المشاركة في المسابقة، وأشار مرشح المرحلة النهائية لفئة مقال الرأي، فارع المسلمي الى الأهمية التي يوليها لمشاركته في المسابقة وخصوصاً أنه يمني، من خلال إبراز المآسي المتأتية من ضربات الطائرات الأميركية بدون طيار على القرى اليمنية. من جهته لفت الفلسطيني مجد كيال الى ان موضوع مشاركته هو إنتشار العنف والسلاح والجريمة في أراضي الـ1948 وأسباب هذه الظواهر من فقر وتهميش وانهيار المدينة الفلسطينية، برعاية الاحتلال الإسرائيلي. وأكّد ان عمله يهدف الى "إبراز الرابط بين الجانب السياسي وبين الجانب الاجتماعي للمشكلة، وان أفق عمل صحافيي أراضي الـ1948 هو الأفق العربي رغم محاولات الاستعمار فصلنا وانتزاعنا من كل امتدادنا الطبيعي".

وأكدت السورية-الفلسطينية ضحى حسن بعد إعلان فوزها بالجائزة عن هذه الفئة انه "لولا الثورة السورية لما استطاعت كسر كل الخطوط الحمر". وتابعت: "فخر لي حمل جائزة حرية الصحافة" مقدمة إياها "للصحافيين الذين استشهدوا والصحافيين الذين ما زالوا في السجون والصحافيين الذي يغطون الحدث يومياً".

وفي شريط مصوّر لمقابلات مع مرشحي فئة المقال الاستقصائي، أشارت الصحافية اللبنانية دلال معوض الى ان الموضوع الذي شاركت فيه في المسابقة هو "عن الجالية اللبنانية اليهودية التي هاجرت من لبنان الى نيويورك، وشاركت عبره في الجائزة لأن سمير قصير لم يكن يخاف الكتابة في المحرمات وكتب عن بيروت القديمة التي عاشوا هم فيها مع جيران لهم مسلمين ومسيحيين".

وتحدثت المصرية منار عطية عن موضوعها قائلة أنه يتطرق الى التحرشات الجنسية التي تعرضت له النسوة خلال وبعد الثورة في مصر، "فأكثر من 24 إمرأة تحدّثن عن هذه التحرشات في ميدان التحرير وكسرن الصمت حول الموضوع وقد إلتقيت عدداً منهن".

أما المصري أحمد أبو دراع فأشار الى ان موضوعه يدور حول تعذيب العصابات في سيناء للأفارقة المهاجرين. وإثر فوزه بالجائزة، أشار الى تقصير المجتمع المدني والاعلام في الإضاءة على هذه الظاهرة وتمنى العمل لمنع وصول هؤلاء المهاجرين المهربين الى هناك، منعاً لتعذيبهم.

وعن فئة التحقيق السمعي البصري، تحدّث مرشحو المرحلة النهائية في شريط مصوّر عن تجربتهم، فأشارت اللبنانية جنان موسى الى عملها كمراسلة متجولة في البلاد العربية التي شهدت الثورات مؤخراً، مشيرة الى أن أهمية موضوعها هي كونه تقريراً مصوراً عبر عدسة صحافي مستقل عن ردّ فعل المدنيين العزّل في بلدة جرجناز السورية عند بداية القصف عليهم .

وفي حين أكد المصري أحمد عطية إبراهيم ان عمله يناقش حقوق الانسان والآثار المباشرة لفشل الحكومة في إرساء البنى التحتية على الأشخاص، تحدثت المصريتان دارين فرغلي ومها البهنساوي الى مشاركتهما عبر موضوع عن أزمة غياب حضانات المواليد الجدد في مصر، ما يعرّض نحو مئة ألف من حديثي الولادة كل عام الى خطر الموت. وذكرتا انه نتيجة هذا التحقيق رصدت الرئاسة المصرية أموالاً لتأمين إيجاد الحاضنات في المستشفيات.

أما الطالبة اللبنانية لونا صفوان، فأشارت الى مشاركتها عبر موضوع عن يوميات لاجئين سوريين في مدينة عرسال. وإثر فوزها قدمت الجائزة الى الجامعة اللبنانية "لأن الموضوع بدأ كمشروع للجامعة، والى كل من ساعدني وخصوصاً المشرفة على الموضوع الدكتورة أميرة الحسيني، والى روح وجيه عجوز وهو فرد من أفراد مؤسسة سمير قصير والذي رحل في ريعان شبابه".