الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شعبان: يجب أن نستخلص العبر من هزيمة النكسة

نشر بتاريخ: 04/06/2013 ( آخر تحديث: 04/06/2013 الساعة: 21:40 )
طولكرم - معا - قال مؤيد شعبان امين سر حركة فتح في طولكرم، إن الهزيمة التي حلت بالأمة العربية عام 1967, مازالت آثارها وندوبها لم تندمل من جسد هذه الأمة رغم مرور أكثر من اربعة عقود ونصف العقد, ورغم كل ما قيل وقتها عن الرغبة العربية في ازالة اثار العدوان فان الهزيمة ما زالت ماثلة بالاذهان، بل ان اثارها ونتائجها باقية لم تتغير وظلت كل الدروس غائبة وكان شيئا لم يحدث.

وقال مؤيد شعبان إن الأراضي الفلسطينية والعربية التي إجتاحتها إسرائيل واحتلها في عام 1967, لم يزل معظمها محتلاً ولم تستجب حكومات اسرائيل المتعاقبة على اختلاف لونها السياسي لنداءات الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة وعلى رأس هذه القرارات القرار 242 الداعي الى الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة عام 1967 والعودة الى ما قبل 5 حزيران, وليس هناك في الافق ما يشير الى ان تفعل اسرائيل ذلك على المدى المنظور.

وأضاف امين سر اقليم فتح مؤيد شعبان: "لقد شهد العالم ومنذ ذلك الوقت مستجدات ومتغيرات سريعة ومتسارعة وعلى كافة الصعد سياسياً واقتصادياً, لنشهد خارطة جديدة لقوى وتحالفات لا مكان لنا كعرب فيها".

وقال: "أيضاً,إننا وفي ظل هذا الواقع المرير وفي ظل غياب نظام عربي واحد موحد سياسيا واقتصاديا وحتى أمنيا سنبقى أكثر بعداً عن أي قدرة لإزالة أثار العدوان الذي لحق بشعوبنا وبجيوشنا في العام 1967، وأكثر من قدرتنا على استرداد اراضينا التي احتلت, بل ان ما يجري على الارض الفلسطينية اليوم هو تهويد هذه الارض بعد احتلالها ومحاولات اسرائيلية مستميتة لطرد سكانها منها ليبدو حلم الدولة الفلسطينة المستقلة امرا صعب المنال".

واشار امين سر اقليم فتح الى ان الذكرى تمر باجواء مشحونة بشبح الحروب الاقليمية ليس على صعيد القضية الفلسطينية وحسب وانما على صعيد الشرق الاوسط, وهي اجواء لا تمنع من ان تعاود اسرائيل شن حروبها ليس ضد الشعب الفلسطيني وحسب، وانما تطال دولاً عربية واسلامية, وذلك تغطية على تهويدها للاراضي الفلسطينية, وابعاد اية فرص للسلام تتيح للشعب الفلسطيني من تحقيق مشروعه الوطني.

وتابع مؤيد شعبان ان اصحاب البصر والبصيرة يدركون اليوم ان الاصابع الاسرائيلية بل الايدي الاسرائيلية هي وحدها من يحول رسم خارطة جديدة لوطننا العربي وللانظمة الحاكمة بمقاسات ومواصفات من شانها ان تبقى على اسرائيل دولة قوية ومحتلة، تتحكم بكل ثرواتنا النفطية والمائية وحتى بوقع المظاهرات التي تسيرها شعوبنا.

واكد شعبان ,ان المناسبة المؤلمة تمر والقضية الفلسطينية تشهد أحلك ظروفها وأصعب مراحلها جراء الانقسام الذي ما زالت تشهده الساحة الفلسطينية وجراء التدخلات الإقليمية التي ظلت تجعل الحوار الفلسطيني - الفلسطيني أمراً صعباً, بل واشبه بالمستحيل وهو الامر الذي يستدعي من كل الغيورين واصحاب الضمائر الحية ان يتقوا الله بوطنهم وبشعبهم الفلسطيني.

ولفت امين سر اقليم فتح "أننا ونحن نستذكر مناسبة النكسة والهزيمة والتي تحتاج لاستلهام العبر والدروس, داعين الانظمة العربية الى شرعنه كل الخيارات وان تظل خياراتهم مفتوحة على كل الاحتمالات مع العدو الاسرائيلي, مثلما يستوجب ان يتواصل الدعم العربي المادي والاخلاقي للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية,حتى يتمكن الفلسطينيون من الصمود فوق ارضهم وحتى لا تضيع الخيارات من ايديهم, ويضيع الوطن مثلما ضاعت الارض.

وبين شعبان "ان خوفنا على فلسطين الوطن والهوية والوحدة والتماسك وعلى المشروع الوطني, هو خوف كبير في غياب الاهتمام العربي والدعم العربي, وفي ظل تراجع خيار التصدي للمشروع الصهيوني وتحت ذرائع ومبررات هدفها التنصل من المشاركة في اية مواجهة".

وختم مؤيد شعبان تصريحه بالقول أيضاً "اننا ونحن نحيي المناسبة الأليمة, فإننا نؤكد على ان الهزائم في الحروب ليست قدرنا كفلسطينيين، بل اننا اول من توقف عند هذه الهزيمة, لنستقي العبر والدروس ونخوض معركة الكرامة التي توقف عندها المؤرخون العسكريون واعتبروها نصراً كبيراً في الصمود والتصدي".