الخميس: 19/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهندي:المنطقة تشهد حراكاً عميقاً سينعكس إيجاباً على القضية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 06/06/2013 ( آخر تحديث: 06/06/2013 الساعة: 06:03 )
غزة-معا- أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي أن المنطقة تشهد حراكاً عميقاً سيغير بشكل كبير موازين القوى فيها، ويؤثر على القضية الفلسطينية بعد إنتاج واستقرار أنظمة سياسية منتخبة تعبر عن إرادة شعوبها وتعكس مصالحها وتطلعاتها.

وأعرب الهندي في كلمةٍ ألقاها خلال مؤتمر نصرة القدس الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة للحكومة المقالة في غزة،أمس، في فندق الكومودور على شاطئ بحر غزة عن أمله بتشكل حواضن عربية أكثر تأييداً ودعماً وتفاعلاً مع فلسطين، موضحاً أن ذلك سيكون "بداية تحقيق وعد الله بالنصر والتمكين وتحرير القدس ودخول الأقصى بإذن الله فاتحين".

وقال الهندي:" اليوم تتوفر فرصة لإعادة تقييم هادئة للعلاقات الفلسطينية مع الدول العربية بعيداً عن الوصاية والمتاجرة التي مارستها الأنظمة القمعية"، مشيراً إلى أن هناك أفقاً جديداً لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتحديد أولويات المشروع الوطني بعيداً عن الضغوط الأمريكية الإسرائيلية.

ورأى الهندي أن هنالك فرصةً أفضل لبناء إستراتيجية وطنية تلاحظ هذه المتغيرات في المنطقة، وتنجز المصالحة الفلسطينية على أساس الحفاظ على ثوابت فلسطين والأمة وتعيد الصراع إلى سياقه الطبيعي: صراع الأمة ضد المشروع الصهيوني الذي يستهدفها كلها، مشدداً على أن الشعب لا بد من أن يستمر في المراهنة على حركة الشعوب، وعدم التعويل على أنظمة دكتاتورية، محذّراً من إعطاء أي إيحاء مخالف لذلك تحت أي مبرر.

وتحدث الهندي عن خطورة فصم الترابط بين فلسطين والثورات وخاصةً ثورة مصر بادعاء أن الشعوب قدمت ما فيه الكفاية من أجل فلسطين، لافتاً إلى محاولة تشويه وتوتير علاقة شعب مصر بشعب فلسطين من خلال افتعال أزمات أمنية وترويج اتهامات إعلامية للفلسطينيين بالوقوف خلفها.

وبين الهندي أن هنالك حملات إعلامية مدفوعة الأجر تنظم لتشويه الثورات، وذلك من خلال اعتبارها أحياناً مؤامرة من الغرب تهدف لامتصاص نقمة الجماهير والتضحية بالحكام بعد أن استنفدوا مهامهم، وصولاً إلى إيصال الشعوب إلى نقطة الإحباط واليأس بألا فائدة من هذه الثورات التي لم تقدم حلاً لأي من مشاكلهم ومعاناتهم اليومية، أو الذهاب للمقارنة بين الوضع اليوم والوضع قبل الثورة.

وتطرق الهندي للحديث عن التغيرات العميقة التي تفجرت في ميادين الحرية، والتي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من قرن، موضحاً أن النظام الإقليمي الذي كان متشكلاً قبل اندلاع الثورات رسم ملامحه الأعداء بعد الحرب العالمية الأولى ليحافظ على مصالح الغرب و"إسرائيل" في المنطقة.

وفي ختام حديثه نبه الهندي إلى أن الصراع في فلسطين وعلى فلسطين يتأثر ويؤثر بكل الأحداث الهامة في المنطقة بل في العالم، موضحاً أن تداعيات ونتائج هذا الصراع تنعكس أيضاً على المنطقة والعالم ليس على المستوى العسكري فحسب، بل أيضاً على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي على حد وصفه.